واشنطن ـ أحمد عبدالله
القى نائب مستشار الامن القومي الاميركي دينيس ماكدونو خطابا في احد مساجد العاصمة الاميركية واشنطن قال فيه ان المسلمين في الولايات المتحدة ليسوا جزءا من مشكلة الارهاب بل هم جزء من حلها. وجاء الخطاب قبل ان يبدأ اسبوع مهم للجالية المسلمة في الولايات المتحدة حيث ينوي عضو مجلس النواب الجمهوري بيتر كينغ الذي يرأس لجنة الامن الوطني في المجلس التشريعي عقد جلسات استماع لمناقشة خطر تحول المسلمين الاميركيين الى تبنى ايديولوجيات راديكالية وافكار مشابهة لما تتبناه منظمة القاعدة.
وكانت نيويورك قد شهدت مظاهرة صغيرة قام بها مئات من المسلمين ومن غير المسلمين قالوا فيها انهم يرفضون جلسات كينغ. ورفع المتظاهرون في ميدان «تايم سكوير» لافتات تقول «كلنا مسلمون اليوم». والقى الامام فيصل عبد الرؤوف الذي يقود حملة اقامة مركز اسلامي قريب من موقع برجي التجارة العالمية اللذين انهارا في هجوم 11 سبتمبر 2011 خطابا في المتظاهرين حذر فيه ايضا من جلسات كينغ وما سيرافقها من محاولات لنشر الكراهية ضد المسلمين.
وقال عبد الرؤوف «انني اخشى من ان يرى الشباب المسلمون في الجلسات محاولة للهجوم على الجالية الاسلامية من قبل حكومتنا. ان من شأن هذا ان يزيد من قابلية الشباب لتبني افكارا راديكالية. وحذر عبد الرؤوف من جلسات الاستماع التي ستبدأ جلساتها في 10 من الشهر الجاري.
غير ان كينغ قال في تصريحات ادلى بها في برنامج تلفزيوني اول من امس انه متمسك بعقد جلسات الاستماع. وقال «لن تشمل هذه الجلسات العمليات الارهابية الاخرى التي تقوم بها مجموعات محلية لا تنتسب او تتبنى آراء القاعدة او اي اراء مشابهة لها. انني فقط احاول حماية بلادي». وطالب كينغ الجالية المسلمة بعمل المزيد لمواجهة التهديدات التي تتعرض لها بلادهم من مسلمين آخرين.
بينما قال ماكدونو في خطابه ان الادارة تعتقد ان على الاجهزة الحكومية ان تبذل جهدا اكبر لحماية المسلمين الاميركيين من التهديد بدلا من ان تحرض الرأي العام ضدهم. والقى امام المسجد محمد مجيد خطابا قال فيه ان الجالية المسلمة في الولايات المتحدة مخلصة لدينها ولطنها وانه لا ينبغي ان تؤخذ افعال القلة لبث الكراهية ضد هذه الجالية على وجه العموم.
وأضاف مكدونو ان منع الراديكالية في الولايات المتحدة جزء من استراتيجية اوسع لهزيمة تنظيم القاعدة.
وقال مكدونو ان تركيز الادارة الأميركية في الخارج مخصص لمحاربة قيادة تنظيم القاعدة في المناطق الحدودية في افغانستان وباكستان وانه «من الصعب عليهم حاليا اكثر من اي وقت مضى التخطيط وشن الهجمات ضد بلدنا» موضحا «لاننا نساعد بلدانا اخرى على بناء قدرتهم في الدفاع عن انفسهم ما يجعل من الصعب على مناصري القاعدة العمل حول العالم».
وركز على ضرورة العمل معا كأميركيين لتعزيز التسامح وقال «لحماية بلدنا لن نوسم بالعار ونحول مجتمعات أخرى إلى شيطان بسبب تصرفات قلة.. فلتذكر انه فيما لا يعتبر العنف والتطرف حصرا بدين واحد تقع مسؤولية مواجهة الجهل والعنف على كل واحد منا».
وأوضح مصدر باسم البيت الأبيض ان كلام ماكدونو لا يهدف إلى الاحتجاج على جلسات الكونغرس التي دعا إليها كينغ.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض نيك شابيرو ان الإدارة تضع إستراتيجية للمساعدة على وقف التطرف العنيف وهي خطة تشمل تحالفات مع مسؤولين مسلمين محليين وتوسيع التواصل مع المجتمعات المسلمة.
وكان كينغ شارك في برنامج «حال الاتحاد» على «سي.ان.ان» مدافعا عن الجلسات التي دفعت مسلمين إلى التظاهر في نيويورك فقال «نحن نتحدث عن القاعدة نحن نتحدث عن أتباع القاعدة الذين دفعوا للتطرف وثمة اتجاه ذاتي للتطرف بين صفوف المسلمين بين أقلية صغيرة جدا لكن هذا يحصل ومن هنا يأتي التهديد في الوقت الراهن».