بعد رفضه خطة الطريق التي وضعها رجال الدين وتتضمن حل الأزمة وتنحيه حتى نهاية العام، وإعلان الأخيرة أنها لم يعد أمامها سوى خيار الشارع، جدد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الدعوة الى عقد مؤتمر وطني عام بمشاركة كافة القوى السياسية في البلاد.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أمس ان صالح عقد في وقت متأخر من مساء أمس الاول «اجتماعا مع قيادات الدولة ووقف أمام تطورات الأوضاع الراهنة في اليمن خاصة مع تجدد التظاهرات اليومية في عموم مدن اليمن».
وقالت «سبأ» ان صالح اتفق مع قيادات الدولة على توحيد الرؤى «إزاء كل ما يهم الوطن وأمنه وسلامته والحفاظ على وحدته ومكاسبه التي حققها في ظل راية الثورة والجمهورية والوحدة والديموقراطية».
وأقر الاجتماع «اتخاذ كافة الإجراءات والاحتياطات الأمنية اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار اليمن والسلم الاجتماعي وملاحقة العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة والعناصر الخارجة عن القانون وإلقاء القبض عليها وتقديمها للعدالة».
وفي هذا الصدد، اتهم رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي (عضو تحالف اللقاء المشترك المعارض) عيدروس النقيب الحزب الحاكم بأنه ليس منفتحا على الحوار الوطني وأنه يدعو الآن للحوار الوطني من أجل إنقاذ نفسه وليس من أجل المصلحة الوطنية للبلاد.
وعن سبب عدم إمهال الرئيس اليمني حتى نهاية فترته الرئاسية في سبتمبر 2013، أكد عيدروس أن المعطيات القائمة تغيرت الآن على الواقع، قائلا «إن المعطى الجديد الآن ليس بين الحزب الحاكم والمعارضة وإنما أصبح في يد الشارع السياسي الذي يطالب بإسقاط النظام» مضيفا «أن السلطة الآن لا تتعامل هذه الحقائق الجديدة والمعطيات على أرض الواقع».
وفي هذا السياق، تواصلت أمس المظاهرات الاحتجاجية ضد النظام الحاكم في اليمن، والمطالبة برحيل الرئيس اليمني ومحاكمة الفاسدين، وفي نفس الوقت تزايدت المظاهرات المؤيدة للنظام اليمني سواء في العاصمة اليمنية صنعاء أو في عدد من مدن المحافظات على مستوى الجمهورية.
من جهة أخرى دعا صحافي يمني سبق ان سجن لعدة سنوات بتهمة اهانة صالح الى عصيان مدني شامل والى تحرر «ثورة الشباب» من سيطرة الأحزاب.
وقال الصحافي عبدالكريم الخيواني رئيس التحرير السابق لأسبوعية «الشورى» المستقلة في محاضرة بساحة التغيير بجامعة صنعاء «ادعوا لتوسيع نطاق الثورة السلمية وعدم سيطرة الأحزاب عليها والانتقال إلى العصيان المدني الذي يشمل اليمن كلها حتى يضيق الرئيس صالح بقصره ويلفظ أنفاسه الأخيرة».
نجل صالح في «لائحة سوداء» أصدرها شباب الثورة
من جهة أخرى على غرار اللوائح السوداء التي ظهرت في مصر وحملت اسماء فنانين وسياسيين ومثقفين عارضوا ثورة 25 يناير، أصدر «شباب الثورة» في اليمن أمس، «قائمة سوداء» بأسماء مسؤولين اتهموا بأعمال القتل والتحريض ضد المتظاهرين في عموم المدن اليمنية أبرزهم أحمد نجل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ومسؤولون عسكريون ووزراء.
وتضم القائمة التي توعد بيان «شباب الثورة» بملاحقة اسمائها 13 شخصية في مقدمتهم قائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبدالله صالح ووزير الداخلية مطهر رشاد المصري ومدير أمن محافظة عدن عبدالله قيران المتهم بقتل 21 متظاهرا برصاص القناصة ورئيس الحرس الخاص طارق محمد عبدالله صالح ووزير الإعلام حسن اللوزي ووكيل جهاز الأمن القومي عمار محمد عبدالله صالح. كما تضمنت القائمة أسماء وصفهم البيان بـ «القادة الميدانيين للبلطجية» ومنهم: محافظ تعز حمود الصوفي ورئيس المؤسسة الاقتصادية العسكرية حافظ فاخر معياد.