يجري جيش الاحتلال الإسرائيلي استعدادات لاحتمال اندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية جديدة غير عنيفة في سبتمبر المقبل ومواجهة مظاهرات حاشدة في الضفة الغربية بتأثير الثورات والانتفاضات في العالم العربي.
اذ يرجح محللون أن انتفاضة فلسطينية قد تندلع في شهر سبتمبر المقبل بالتزامن مع طرح المبادرة الفلسطينية للاعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود العام 1967 على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ونقلت صحيفة «هآرتس» امس عن ضابط في فرقة الضفة الغربية العسكرية قوله إن «الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط أدت إلى إجراء تغيير كبير عندنا.. وواضح أنه يوجد سلوك متأثر بمفعول الدومينو وواقع كهذا قد نواجهه نحن».
وقال ان الجيش لن يكون قادرا على احتواء انتفاضة شعبية مدنية واسعة النطاق اذا تفجرت في الضفة الغربية.
ونقلت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عن ضباط كبار في الجيش قولهم «ان احتمالات تفجير الفلسطينيين لانتفاضة غير عنيفة توقع ضعيف».
وقال أحدهم إنه «يصعب أن نصدق أنه في حال انتفاضة لن تكون هناك منظمات ستركب الموجة وتحاول مهاجمة الجيش الإسرائيلي ولذلك فإن هذا الوضع لن يكون مشابها للوضع في مصر».
ووفق الصحيفة فإن قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الاسرائيلي التي تدير شعبة الضفة الغربية تراقب الآن عن كثب الاحداث الاخيرة في عدد من الدول العربية وتعد الخطط اللازمة لإمكانية انفجار انتفاضة غير عنيفة في الضفة.
واعترف ضباط كبار من الجيش يؤدون خدمتهم في الضفة للصحيفة بـ «ان لديهم شعورا بألا توجد طريقة فاعلة لاحتواء انتفاضة شعبية مدنية واسعة النطاق في هذه المنطقة».
وقالت الصحيفة إن قادة فرقة الضفة العسكرية في الجيش الإسرائيلي يعون منذ فترة طويلة للعامل المدني في أي تطور مستقبلي في الضفة وأعدوا قبل عام خطة شاملة لمواجهة مظاهرات مدنية حاشدة وغير عنيفة وفي الفترة الأخيرة تم إدخال تعديلات على الخطة العسكرية في أعقاب الثورتين التونسية والمصرية.
وبين العبر التي استخلصها الجيش الإسرائيلي كالحاجة إلى إجراء تقييمات للوضع لا تستند إلى المعلومات الاستخبارية العادية فقط وتشمل رصد وجمع معلومات حول نوايا وخطط تنظيمات فلسطينية وإنما عمل الاستخبارات بات يستند أيضا إلى أحداث في المستوى الاجتماعي وخصوصا الرسائل المتبادلة على شبكة الانترنت وخصوصا في الشبكات الاجتماعية مثل «فيس بوك».
ويقول ضباط إسرائيليون إنه في حال تنظيم مظاهرات كبيرة بمشاركة آلاف المدنيين فإن الجيش لن يحاول منعها إلا في حال محاولة الدخول إلى مستوطنات «فحدث كهذا سيكون عنيفا وفي وضع كهذا فإننا سنتصرف مثل جيش مع مستويات من ضبط النفس متشددة جدا وهذا يشمل تحمل مخاطر».
ووفقا لـ «هآرتس» فإنه يسود شعور بين الضباط والجنود الإسرائيليين في الضفة بأنه لا يوجد رد فعل لدى الجيش لاندلاع انتفاضة شعبية في السلطة الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى التعاون الأمني الوثيق بين الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن الفلسطينية وهو أحد أسس المنظور الأمني الإسرائيلي في الضفة لكن الجيش يرى انه في حال اندلاع انتفاضة فإنه لن يتمكن من الاعتماد على أجهزة الأمن الفلسطينية.