أكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أمس أن الحوار لا الاحتجاجات هو أفضل سبيل من اجل التغيير في المملكة العربية السعودية وأضاف ان الرياض رفضت اي تدخل اجنبي في شؤون البلاد الداخلية، وان الاحتجاجات لن تحقق الإصلاح، كما ان «رجال الدين حرموا المظاهرات في المملكة».
وقال في مؤتمر صحافي بمقر وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة «أفضل وسيلة للوصول لما يريده المواطن هو عن طريق الحوار» سواء كان هذا في المنطقة الشرقية او الغربية أو الجنوبية او الشمالية.
وتابع الفيصل «ان الاصلاح والنصيحة لا يكونا بالمظاهرات والاساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعات».
وحذّر الفيصل الاجانب وطالبهم بالابتعاد عن الشؤون الداخلية للسعودية وذكر ان التغيير يتحقق من خلال مواطني المملكة وليس من خلال اصابع اجنبية لا تحتاجها السعودية. وقال «سنقطع أي أصبع يمتد إلى المملكة»، مشدداً على رفض بلاده القاطع لأي تدخل في شؤونها الداخلية بأي شكل من الأشكال وأيا كان مصدره، والمزايدة على حرص قيادتها على مصالح الوطن والمواطنين واحترام حقوقهم أو التعدي على الثوابت والقيم الإسلامية الحنيفة التي تستند إليها قوانين وأنظمة المملكة بما في ذلك الأنظمة التي تؤسس مبادئ المجتمع المدني والهادفة إلى حماية المجتمع والحفاظ على أمنه واستقراره وسلامته من الفرقة والفتن.
وأشار إلى أن هذا هو ما نصت عليه تعاليم الشريعة الإسلامية الغراء وأكدت عليه البيانات الصادرة عن كل من هيئة كبار العلماء ومفتي عام المملكة.
وقال الفيصل إن هذه البيانات «شددت على ضرورة لزوم مصلحة المجتمع وعلى أن الإصلاح والنصيحة لا يكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعات وحرمت بموجبه المظاهرات لمخالفتها الأنظمة المعمول بها والتي ترتكز على الكتاب والسنة»، مشددا على ضرورة أن يكون هذا الموقف واضحا.
وأضاف الفيصل «باب رئيس الدولة مفتوح ويلتقي المواطنين يوميا وأبواب المسؤولين كافة مشرعة لتلقي مطالب وشكاوى المواطنين»، وأضاف «لن نقبل أي تدخل خارجي من أي طرف صغيرا كان أو كبيرا وعندما نشعر بذلك سننهيه».
وردا على سؤال عما وصف بالجفاء بين السعودية وأميركا قال الفيصل إن «كان هناك جفاء فهو ليس من طرفنا» مشددا على «حرص المملكة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأميركا وإذا قوبل هذا التوجه بنفس الحرص فعلا من الطرف الآخر أتوقع أنه لن يكون هناك أي تغيير في العلاقات السعودية الأميركية».
وردا على سؤال عن طلب الولايات المتحدة الاميركية من المملكة التدخل لمساعدة الثوار بالسلاح نفى الأمير سعود الفيصل طلب الولايات المتحدة من الرياض تزويد الثوار الليبيين بالأسلحة وقال إن هذا غير صحيح ولا يتخيل حدوثه.
وعن الرؤية السعودية لما يحدث في الوطن العربي من ثورات ومطالب بالتغيير قال الفيصل «إن الدول العربية عددها 22 وما يحدث في 5 دول لا يمكن تعميمه على أنه ظاهرة بدأت تعم الكل» مشيرا إلى «أن كل بلد له خصوصياته ولا يمكن الجمع بين ظروف كل بلد».
واستبعد الفيصل أن يكون خلف هذه الثورات مطامع خارجية للتدخل في الدول العربية مشيرا إلى أن كل بلد له ظروفه الخاصة وأن الأشياء لا تتحرك إلا بتدخل خارجي ولكن ما يحدث له مزيج من عدة عوامل وليس عاملا واحدا.
وحول موقف دول مجلس التعاون من إقرار أو المطالبة بفرض حظر جوي على ليبيا، أوضح الفيصل أنه تم تأجيل إصدار بيان ختامي عن اجتماع المجلس الوزاري لوزراء الخارجية في دولة الإمارات العربية حتى يتسنى له الاتصال بالجامعة العربية لمعرفة ما إذا كانت هناك إمكانية اتخاذ قرار داخل المجلس الوزاري للجامعة أم لا؟
وأشار إلى أنه تمت الموافقة على عقد اجتماع الجامعة العربية يوم السبت المقبل، مشيرا إلى أن الموضوع سيكون مطروحا هناك، ولافتا إلى أن المجلس كان غرضه من التعاطي مع هذا الموضوع هو وقف النزيف والحرص على وحدة اراضي ليبيا واستقلالها وليس له أي غرض آخر.
وأفاد بأن الموضوع سيطرح على مجلس الجامعة لوضع خيارات لكيفية الوصول إلى هذا الهدف وهو حماية الليبيين ووقف نزيف الدم.
وحول الجهود الدولية لفرض الحظر الجوي فوق ليبيا قال «انه يعود للجامعة العربية اتخاذ موقف من مسألة فرض الحظر الجوي».