دعا تركمان وعرب مدينة كركوك العراقية الشمالية الغنية بالنفط مجلس النواب إلى استدعاء الرئيس العراقي جلال طالباني واستجوابه حول تصريحات اعتبر فيها المدينة قدسا لإقليم كردستان، متهمة إياه باستعلال مشكلتها لتهدئة الشارع الكردي، الذي يتظاهر ضد حكومته.
فيما اعلنت الحكومة العراقية موافقتها على خارطة طريق لاصلاحات سياسية وإدارية وخدمية ولمكافحة البطالة، بينما توقفت منظومة الكهرباء في عموم البلاد امس الاول وامس.
فقد اتهمت الجبهة التركمانية العراقية الرئيس طالباني وفي محاولة لتهدئة الشارع الكردي في مدينة السليمانية الشمالية مقر الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس طالباني، «والذي يشهد مظاهرات تطالب بالإصلاح والقضاء على الفساد في إقليم كردستان، الواقع في الشمال العراقي، بلعب طالباني على وتر كركوك لكسب عواطف هذا الشارع الذي لم يعد يسكت لأجل وهم تم تصنيعه أساسا لتضليله وأسموه «عودة كركوك إلى حضن الإقليم» وقالت الجبهة ان طالباني تناسي أنه رئيس جمهورية العراق، وأنه أقسم على أن يصون وحدة العراق، وأن يكون رئيسا للعراقيين كلهم من دون استثناء، لكنه ها هو يصف في كلمته في السليمانية كركوك بأنها «قدس كردستان» و«إنه «يجب ألا ننسى أن هناك مناطق لم تعد حتى الآن إلى أحضان الإقليم مثل كركوك قدس كردستان ونحن بحاجة إلى النضال المشترك».
واضافت الجبهة في تصريح مكتوب للناطق الاعلامي باسمها انه «إذ تضخ إدارة اربيل بالميليشيات الكردية المسلحة إلى كركوك تحت ذرائع غير منطقية، وإذ تحاول هذه الإدارة تضليل الشارع الكردي إعلاميا فإن رئيس جمهورية العراق، الذي اختير لدورة ثانية، ثمنا لصفقات مصالح بين الكتل والأحزاب يكمل هذا التضليل ويطالب الأكراد بنضال مشترك لأن (كركوك بحاجة إلى اتفاق استراتيجي بينهم) على حد قوله».
وطالبت مجلس النواب باستدعاء الرئيس طالباني ليشرح لأعضائه معنى أن تكون كركوك «قدس كردستان»، ودعته الى العمل على تعديل الدستور «الذي يعمق في حاله الحاضر المحاصصة والتقسيم. وشددت على ضرورة وضع الكتل والأحزاب مصالحها الضيقة جانبا وأن تعمل من أجل مصلحة العراق» كما قالت.
من جهته، دعا التجمع الجمهوري العراقي (العربي) الرئيس طالباني الى التراجع عن تصريحاته التي عد فيها كركوك «قدس الأكراد». وأكدت الأمانة العامة للتجمع في بيان لها امس الاول ان كركوك مدينة عراقية، ومن حصة العراقيين جميعا، وهي العراق المصغر بجميع أطيافه المتآخية من العرب والتركمان والأكراد والكلدوآشور والصابئة والايزيديين.
واضاف التجمع «ان رئيس الجمهورية هو رمز وطني وممثل لكل العراقيين وموقعه الرسمي هذا لا يسمح له بأن يكون منحازا إلى قوميته ومتعصبا لها، سيما ان جلال طالباني معروف بحنكته السياسية وخبرته الطويلة من اجل عراق ديموقراطي آمن يرفل بخيراته وينعم بثرواته التي هي ملك لكل العراقيين من دون تفاضل أو تمييز».
ودعا التجمع الرئيس طالباني إلى التراجع عن تصريحاته، والتأكيد على ان كركوك مدينة ليست من حصة احد، وانما حصة كل العراقيين من الشمال الى الجنوب، وان يبقى ممثلا لكل العراقيين، كي لا يندموا على اعادة انتخابه كما قال.
من جانبها دعت القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي السياسيين إلى الاعتدال في التصريحات بشأن محافظة كركوك والتوافق بين المكونات العراقية للتوصل إلى الحلول اللازمة لإنهاء الأزمة فيها. وقال النائب زهير إن محافظتي كركوك ونينوى للجميع، ونرفض وجود عبارة المناطق المتنازع عليها، لأننا داخل العراق، ولسنا متنازعين مع دولة جارة.