قتلت قوات الامن اليمنية أمس متظاهرين احدهما عند اقتحامها بعنف تجمعا لمعتصمين يطالبون برحيل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في ميدان التغيير بصنعاء والثاني تلميذ كان يشارك في تجمع في المكلا جنوب شرق اليمن.
واثارت محاولة تفريق المعتصمين في صنعاء غضب طلاب المدارس والجامعات الذين تظاهروا تعبيرا عن احتجاجهم في عدن جنوب اليمن.
وقال منظمو التجمع في العاصمة اليمنية ان الشرطة والحرس الجمهوري شن هجوما فجر أمس على متظاهرين يعتصمون منذ 21 فبراير في ساحة جامعة صنعاء واطلقا رصاصا حقيقيا وقنابل مسيلة للدموع.
وقتل متظاهر وجرح نحو 300 آخرين بينهم ثلاثون اصيبوا بالرصاص بينما اصيب الآخرون بتسمم بالغاز، كما ذكرت اللجنة الطبية التي شكلها المحتجون متهمة قوات الامن باستخدام «غازات سامة». ومنتصف نهار امس اغلقت قوات الامن كل الطرق المؤدية الى ساحة الجامعة التي اصبحت مركز الاحتجاج على الرئيس صالح بينما استمر اطلاق النار لفترة.
وذكرت مصادر متطابقة لوكالة فرانس برس ان التوتر ساد بشكل كبير بعد ان قام معتصمون، بنصب خيام جديدة خارج ساحة جامعة صنعاء وخارج الحواجز الاسمنتية التي وضعتها السلطات حول مكان الاعتصام المطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس اليمني.
ونصب المعتصمون الخيام الجديدة في شوارع تؤدي الى الساحة ومنها شارع الحرية وشارع الزراعة وشارع الوحدة والرباط.
وهاجمت قوات الأمن في وقت مبكر المعتصمين في هذه الشوارع خصوصا في شارع الوحدة الا ان المعتصمين صدوا الهجوم وفشلت السلطات في تفريقهم، كما ذكر الشهود لمراسل وكالة فرانس برس.
واكد اطباء من المعتصمين لوكالة فرانس برس انهم واجهوا صعوبة في التعامل مع اثار «غازات سامة» قالوا ان السلطات استخدمتها، مشيرين الى انها «تؤثر على الجهاز العصبي وتؤدي الى غيبوبة».
ولاحقا ارتفع عدد ضحايا اقتحام ساحة التغيير بجامعة صنعاء التي طالت معتصمين يطالبون بتنحي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى 6 قتلى ومئات من الجرحى.
وقال الطبيب مطهر الأشول من اللجنة الطبية الميدانية بساحة التغيير ليونايتد برس انترناشونال إنه شاهد 6 جثث لقتلى نتيجة المواجهات بين المعتصمين وقوات الأمن والحرس الجمهوري التي حاولت اقتحام الساحة.
وأشار الأشول إلى ان هناك نحو 35 شخصا في العناية المركزة يتلقون العلاج وان أكثر الحالات حرجة للغاية بالإضافة إلى مئات الجرحى الذين تتفاوت إصاباتهم بين متوسطة وخفيفة.
وفي موقع آخر، فرقت الشرطة اليمنية أمس مئات من طلاب مدارس وجامعة عدن للتنديد بما حدث في العاصمة صنعاء ورفض مبادرة الرئيس اليمني، مرددين شعارات تطالب بإسقاط النظام حسب شهود عيان ومراسل وكالة فرانس برس.
وقال الشهود ان الشرطة اطلقت الرصاص الحي في الهواء لتفريق تظاهرة انطلقت من مدارس الثانوية في حي التواهي، موضحين انها استخدمت «غازات سامة وخطرة».
وتجمع المئات من طلاب كلية الهندسة أمام بوابة الكلية في حي المعلا مرددين شعارات «الحزب الحاكم باطل» «يا سفاح ارحل ارحل» و«لا دراسة ولا تدريس حتى يرحل الرئيس»، بحسب مراسل فرانس برس.
وانضم الطلاب الى المعتصمين في مخيم المعلا في مسيرة سارت في الشارع الرئيسي رافعين لافتات «يا صنعاء يا صنعاء نشعر بأوجاعك» و«يا تعز نحن معك» و«اطلقوا سراح معتقلينا».
وفي المكلا اعلن مصدر طبي وشهود ان الشرطة اليمنية قتلت بالرصاص السبت تلميذا كان يشارك في تظاهرة مناهضة لنظام الرئيس صالح في المدينة الواقعة جنوب شرق اليمن.
وقال شهود ان التلميذ البالغ من العمر 12 عاما قتل برصاص الشرطة حين كانت هذه الاخيرة تفرق تظاهرة شارك فيها مئات التلاميذ في الفوة بالمكلا.
ونظمت التظاهرة في سياق احتجاجات طلابية تشهدها شوارع البلاد استجابة لنداء للعصيان المدني في المدارس امس بعد اكثر من شهر من الاحتجاجات ضد النظام.
من جهة اخرى قالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) ان صالح ترأس صباح أمس اجتماعا للقيادات الأمنية العليا في البلاد لتدارس الوضع بعد اندلاع التظاهرات في عموم البلاد مطالبة بتنحيه واسرته عن الحكم.
وفي السياق ذاته، نفى مصدر أمني يمني مسؤول صحة الأنباء التي ذكرت أن قوات الأمن ومكافحة الشغب استخدمت غازات سامة لتفريق المتظاهرين.
وقال المصدر ـ في تصريح أمس ـ إن هذه افتراءات لا أساس لها من الصحة، وأن ما يطلقه بعض الأطباء من المنتمين للتجمع اليمني للإصلاح وبعض أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) من تصريحات في هذا الجانب إنما هي بيانات سياسية حزبية، وليست لها صلة بالجانب الطبي، حيث سبق تفنيد ذلك في تقرير اللجنة الطبية التي شكلتها وزارة الصحة العامة والسكان للتحقيق في هذا الشأن.
وأضاف: أن وزارة الداخلية سوف تقوم برفع دعاوى قضائية على كل من يحاولون تضليل الرأي العام بالمعلومات الكاذبة عما يسمونه الغازات السامة وسمعة الأجهزة الأمنية والوطن عامة.
وأوضح أن قوات الأمن ومكافحة الشغب تدخلت أمس لفك الاشتباك بين أهالي الأحياء والمناطق المحيطة بجامعة صنعاء وبين المتظاهرين الذين كانوا يرغبون في نصب خيام جديدة وسط هذه الأحياء.
متطوعون يمنيون يتهمون المعتصمين بتلقي منح مالية بين 80 و100 دولار
من جهة أخرى كشف عدد من المتطوعين اليمنيين التابعين لإحدى الجهات العاملة في المجال الطبي طلبوا عدم الإفصاح عن أسمائهم ـ عن أمور خطيرة تجري داخل مخيمات الاعتصام الاحتجاجية على النظام في ساحة جامعة صنعاء.
وقال المتطوعون في تصريحات لصحيفة حكومية إن ما يحدث أمام جامعة صنعاء خطير ومدروس فهناك من يتسلم مبالغ مالية من 80 إلى 100 دولار يوميا من بعض المنظمات تحت مسمى المبادرات الوطنية وهدفها زيادة أعداد المعتصمين، حيث بدأوا يزحفون إلى بعض الحارات المجاورة، ما أدى إلى حدوث اشتباكات ومشاجرات بينهم وأهالي الحارات، وأن بعض المتظاهرين هم من يحاولون التحرش بأفراد الأمن من أجل سقوط ضحايا لخلق قضية رأي عام.
وأضافوا أن شباب الجامعة غير المنتمين حزبيا الذين حملوا شعار التغيير تناقصت أعدادهم إلى حد كبير فيما عدا شباب حزب التجمع اليمني للإصلاح (أكبر أحزاب المعارضة) وجامعة الإيمان وبعض أحزاب المشترك (المعارضة) وبعض النقابات.
وتابع المتطوعون أن بعض المخيمات شوهدت فيها مجاميع غريبة ومشبوهة وربما يكونون من الأشخاص المطلوبين أمنيا والمنتمين لتنظيم القاعدة والعائدين من أفغانستان أو الحوثيين.