أنقرة - هدى العبود
خلال اقل من ثلاث سنوات استطاعت كل من سورية وتركيا تجاوز الصعاب والعقبات التي كانت تشكل عوامل ضعف في العلاقات السورية - التركية وتحويلها الى عمل دؤوب مشترك للوصول الى نتائج بدأت كل من سورية وتركيا قطف ثمارها اقتصاديا وامنيا.
وتأتي زيارة الرئيس السوري د.بشار الاسد الى انقرة لتدعيم هذه العلاقات وترسيخها وتطويرها من ناحية ومن ناحية اخرى توجيه رسالة مشتركة الى حكومة الولايات المتحدة الاميركية اليوم تعبر عن «عدم رضا» البلدين عن «السلوك» الاميركي تجاه كل منهما، ففي حين يخيم مشروع قانون ابادة الارمن في الكونغرس على علاقات تركيا مع الادارة الاميركية الحالية والاتحاد الاوروبي وبالتالي لموضوع وحدة العراق مازالت اتهامات واشنطن لسورية بأنها مصدر قلاقل وعدم استقرار في العراق او لبنان من خلال اتهام الادارة الاميركية لسورية بالتدخل في الشؤون الداخلية للبنان تعكر صفو العلاقات بين البلدين.
ان اللقاء الذي سيضم الرئيس الاسد والرئيس التركي ورئيس وزرائه سيشكل نقطة تحول تاريخية في العلاقات التي تزداد قوة ومتانة بين البلدين الجارين او في مصير العراق ووحدة ارضه وترابه الوطني ألف عام.
وقبيل بدء زيارته الى تركيا، ادلى الرئيس بشار الاسد بحديث صحافي لمحطة «سي.ان.ان» التركية تناول فيه جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما العلاقات الثنائية بين سورية وتركيا والمواقف والظروف التي مرت بها وصولا الى الوقت الحاضر.
وكان من اهم ما اكده الرئيس السوري في حديثه عمق العلاقات بين البلدين والتي تعود الى اكثر من الف عام، وقد شهدت خلال السنوات القليلة الماضية تطورا ايجابيا ملموسا، حيث استطاع البلدان خلالها ان يدعما علاقاتهما ويتجاوزا خلال فترة زمنية قياسية كل الصعاب والعقبات التي كانت تؤدي الى ضعف هذه العلاقات، لاسيما في المجالين السياسي والامني، ما ادى وبشكل أكبر إلى تطويق النقاط الخلافية وتحويلها الى نقاط التقاء، وقد تطورت هذه العلاقات تطورا يفسح المجال للارتقاء بها الى مستويات افضل وبما ينسجم مع الصلات المتينة التي تجمع بين شعبي البلدين وتوجهات قيادتي البلدين.
وبالتزامن مع تطور العلاقات السياسية والامنية، يجري العمل على تطوير الجانب الاقتصادي في العلاقات الثنائية والسعي للارتقاء به الى مستوى افضل بما يلبي الحاجات المشتركة للبلدين، حيث اصبحت حدودهما المشتركة حدود سلام تتكرس وتتداخل من خلالها المصالح المشتركة، خاصة الاقتصادية منها.
الصفحة في ملف ( pdf )