أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع في اليمن وأدان استخدام قوات الأمن اليمنية القوة المفرطة ضد المتظاهرين المسالمين في العاصمة صنعاء ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص وإصابة الكثيرين.
ودعا بان إلى الالتزام بضبط النفس وحث الحكومة والجماعات المعارضة على التوصل إلى تفاهم حول بدء حوار حقيقي وشامل منعا لحدوث مزيد من التدهور في الوضع الأمني.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة الحكومة اليمنية على الامتثال لمعايير حقوق الإنسان الدولية والتحقيق في الادعاءات بوقوع عمليات قتل خارج نطاق القضاء وانتهاكات لحقوق الإنسان.
في غضون ذلك، أفاد شهود عيان بمقتل شخص وإصابة العشرات أمس عندما أطلقت الشرطة اليمنية الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع على محتجين في صنعاء يطالبون بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح الممتد منذ 32 عاما.
وذكر موقع «يمن نيوز» الاخباري على شبكة الانترنت ان إطلاق نار كثيف يسمع باتجاه المعتصمين بساحة التغيير من جهة شارع الكويت والعدل، مشيرا الى ان إطلاق النار استمر لما يقارب الربع ساعة ثم عاد بشكل متقطع، وهرعت سيارات الاسعاف للمنطقة. وحسب شهود العيان «تمكن المعتصمون من ضبط اثنين من البلطجية وبحوزتهما أسلحة وتسليمهما للجنة الأمنية بالجامعة».
بينما تحدثت تقارير أخرى عن سقوط 70 مصابا برصاص قوات الأمن وبلطجية تابعين للقوات الخاصة والأمن القومي يرتدون زيا مدنيا أثناء أداء صلاة الظهر في ساحة التغيير بصنعاء.
وذكر موقع «الصحوة نت» اليمني أن عشرات المتظاهرين أصيبوا بحالات اختناق جراء القنابل السامة ومسيلات الدموع، وتحاول عناصر النظام من قوات أمن مركزي وحرس خاص وأمن قومي اقتحام الاعتصام من أماكن مختلفة.
وقد أعلن مصدر طبي أمس وفاة متظاهرين يمنيين آخرين الليلة قبل الماضية، في عدن (جنوبا) متأثرين بجروح أصيبا بها في تظاهرات امس ما يرفع حصيلة قتلى مواجهات السبت في اليمن الى سبعة أشخاص بينهم أربعة في عدن.
وقال مصدر طبي لوكالة فرانس برس ان متظاهرين «توفيا متأثرين بإصابتهما في منطقة الراس». وأشار إلى وجود أربعة جرحى من أصل 15 أصيبوا في عدن «حالتهم خطيرة جراء إصابتهم بأعيرة نارية في الرأس والوجه».
في المقابل، نفى مصدر مسؤول بوزارة الدفاع اليمنية ما وصفه بالادعاءات والأكاذيب التي تروج لها أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة) وشركاؤها وبعض وسائل الإعلام المرتبطة بها حول مشاركة وحدات من القوات المسلحة والحرس الجمهوري والحرس الخاص في المواجهات التي جرت أمس بين المواطنين وبلطجية «المشترك» أمام ساحة جامعة صنعاء وسط العاصمة.
وقال المصدر في بلاغ صحافي له أمس إن هذه افتراءات تعمدت أحزاب اللقاء المشترك الترويج لها لتضليل الرأي العام، مؤكدا أن وحدات الجيش بكل فئاتها لم تكلف بأي مهام أمنية تتعلق بالمظاهرات وأنها متواجدة في ثكناتها العسكرية وفق للدستور.
وفي سياق آخر أصدرت وزارتا الدفاع والداخلية اليمنيتان بيانا مشتركا حذرتا فيه المواطنين غير العسكريين من ارتداء الملابس العسكرية، وقال البيان «إنه لوحظ قيام بعض الأشخاص من غير العاملين في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بارتداء ملابس عسكرية وأمنية بطريقة غير مشروعة ومن ذلك أشخاص متواجدون في بعض مخيمات وساحات الاعتصام».
وأضاف البيان «ان المعلومات تفيد بقيام بعض الأشخاص بتخزين كميات من الملابس العسكرية وخاصة ملابس وحدات الحرس الجمهوري والأمن المركزي وبعض الوحدات الأمنية».