جدد العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة أمس الدعوة للإسراع في بدء الحوار الوطني للوصول الى التوافق الوطني المنشود وفق ما نقلته وكالة أنباء البحرين.
ونقلت الوكالة عن العاهل البحريني لدى استقباله وزير خارجية الأردن ناصر جودة الذي وصل المنامة امس تأكيده ان «مبادرة الحوار الوطني تستهدف الحفاظ على مكتسبات الشعب البحريني الكريم وما حققناه من منجزات عديدة على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية» و«الانطلاق الى المزيد من الإصلاحات السياسية والتنموية». ودعا العاهل البحريني «الى الإسراع في ان يلتقي الجميع على طاولة الحوار الوطني وبنوايا صادقة للوصول الى التوافق الوطني المنشود» وفق الوكالة.
من جهته، أكد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلمان بن حمد ان الحوار الوطني الذي دعا اليه سيغطي القضايا الأساسية وأهمها تشكيل حكومة تمثيلية ومكافحة الفساد والتجنيس والطائفية، وأنه سيتناول ايضا اصلاح الدوائر الانتخابية. كما أكد عدم وجود اعتراض على طرح اي اتفاق يتم التوصل إليه عبر الحوار على الاستفتاء الشعبي.
في غضون ذلك جددت دول مجلس التعاون الخليجي امس رفضها أي تدخل خارجي في شؤون البحرين.
وشدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن بن حمد العطية في بيان «رفضه المطلق لأي تدخل خارجي في شؤون البحرين» مؤكدا أن «الإخلال بأمنها وزعزعة استقرارها وبث الفرقة بين مواطنيها يعد انتهاكا خطيرا لسلامة واستقرار دول مجلس التعاون وإضرارا بأمنها الجماعي». وجدد العطية تأكيد «دعم ومساندة دول المجلس المطلق لمملكة البحرين قيادة وشعبا انطلاقا من مبدأ وحدة المصير وترابط أمن دول المجلس» موضحا أن «المسؤولية في المحافظة على الأمن والاستقرار هي مسؤولية جماعية باعتبار أن أمن دول مجلس التعاون كل لا يتجزأ».
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية أمس ان مجموعة من المتجمهرين بلغ عددهم 350 شخصا قامت صباح أمس بقطع شارع الملك فيصل بالوقوف بوسط الطريق بهدف منع المواطنين من الوصول إلى أعمالهم. وقالت الوزارة انه في إطار اتخاذ الإجراءات الأمنية الوقائية قامت قوات حفظ النظام بالتواجد في الموقع حيث توجهت قوة من مديرية أمن العاصمة وشرطة خدمة المجتمع وشرطة المرور إلى الموقع لفتح الطريق والتفاوض مع المتجمهرين إلا أنهم لم يستجيبوا لذلك. وأكدت الداخلية البحرينية أن عددا من المتجمهرين قام بالاعتداء على أفراد الأمن الذين لم يكونوا حاملين لأي سلاح وأسفر ذلك عن إصابة 14 من رجال الأمن، أحدهم أصيب بإصابة بالغة بالرأس كما تعرض آخر للطعن وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، واضطرت قوات حفظ النظام إلى استخدام عدد من طلقات مسيلة للدموع لتفريق المتجمهرين.
من جهته، صرح المتحدث الرسمي باسم الوزارة العميد طارق الحسن بان البحرين اصبحت أمس على شل للحركة المرورية باتجاه العاصمة بسبب حواجز طرق أقامها المتظاهرون امام المرفأ المالي وعلى جسر مجلس التعاون الأمر الذي ترتب عليه التحرك حوالي الساعة السابعة صباحا لإزالة هذه الحواجز من قبل شرطة مديرية الأمن بقيادة مدير الأمن العام للمنطقة وذلك حفاظا على الحق العام للناس باستخدام الشارع. وقال العميد طارق إن المتواجدين بالموقع لم يبدوا أي تعاون في حينه وقاموا بالاعتداء على افراد الأمن باستخدام المولوتوف والآلات الحادة منها احداث عدد من الاصابات في صفوف رجال الأمن العام. وأضاف المتحدث في تصريح لتلفزيون البحرين أنه على ضوء ذلك تم طلب التدخل من قبل قوات حفظ النظام التي تمكنت من إزالة الحواجز ومن ثم التوجه الى الحواجز الموجودة على الجسر العلوي بالقرب من دوار مجلس التعاون. وتابع «وقد قام المتجمهرون الموجودون بدوار مجلس التعاون بالتعدي على قوات الأمن العام بالقوة الأمر الذي استوجب استخدام الغاز المسيل للدموع».
في غضون ذلك، قامت مجموعة من المتجمهرين بالتوجه نحو حرم جامعة البحرين واقتحموا البوابة الرئيسية وعملوا على إثارة الرعب والشغب بين صفوف الطلبة. وقالت وكالة الأنباء البحرينية «بنا» ان حدة المواجهات تصاعدت بين المتجمهرين ومجموعات من الطلبة مما استدعى تدخل رجال الأمن من اجل حفظ النظام والحفاظ على سلامة الطلبة والعاملين بالجامعة».
من جهته، أعرب روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي أمس عن اعتقاده بأن القيادة البحرينية جادة في مواجهة أسباب الشكوى التي أدت الى انطلاق حركة الاحتجاجات الداخلية في أراضيها. وقال «ولكن يتعين عليهم مع ذلك اتخاذ إجراء سريع للحيلولة دون استغلال إيران للأوضاع في البحرين. وتابع «لقد أبلغت قادة البحرين أيضا أن الوقت ليس في صالحهم، وذلك في ضوء حرص إيران على استغلال الاضطرابات التي تشهدها البحرين في الوقت الراهن».