واشنطن ـ احمد عبدالله
قدم الناطق بلسان الخارجية الاميركية فيليب كراولي استقالته أول من أمس بعد أزمة تفاعلت في الأيام الاخيرة حول معاملة الجندي المتهم بتسريب وثائق «ويكيليكس» برادلي مانينغ في زنزانته بأحد السجون العسكرية. وكان كراولي قد وصف تلك المعاملة في منتصف الأسبوع الماضي بأنها «مضحكة وسخيفة وغبية وتأتي بنتائج عكسية».
وجاءت تعليقات كراولي عقب نشر تقارير تصف ظروف الحبس الانفرادي لماننغ بأنها بالغة القسوة اذ احتجز في زنزانة انفرادية واجبر على التجرد من ملابسه وتعرض لبرودة شديدة وحرارة شديدة على نحو متعمد في زنزانته. وأدى ذلك الى موجة من الاحتجاجات من الجماعات الحقوقية في الولايات المتحدة وأوروبا. وفهمت تعليقات الناطق وقتها بأنها تهدف الى لفت الأنظار الى ما يوجه للسلطات الأمنية الأميركية في الخارج من انتقادات بسبب ما ترى المنظمات الحقوقية انه خرق لحقوق الإنسان.
وفيما نفى الپنتاغون تعرض ماننغ لأي معاملة سيئة فان مسؤولين في وزارة الدفاع قالوا ان وجوده في زنزانة انفرادية يرجع الى أسباب تتعلق بحمايته من بقية المسجونين العسكريين الذين يرون ان تسريب وثائق سرية أميركية كان عملا يرقى الى مصاف الخيانة العظمى.
وبعد نشر تصريحات كراولي بشأن معاملة ماننغ هبت في واشنطن عاصفة من الانتقادات له ولوزارة الخارجية من الپنتاغون ومسؤولين سابقين ومعلقين محافظين ويمينيين. وتساءلت قناة «فوكس نيوز» عما إذا كان كراولي يدعم برادلي أو يسعى الى التقليل من شأن الجريمة التي ارتكبها.
وتعرض كراولي لضغط شديد من داخل وزارة الخارجية ومن البيت الأبيض لتقديم استقالته ثم ما لبثت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ان طلبت منه الاستقالة بعد مكالمة هاتفية تلقتها من الرئيس باراك أوباما بهذا الشأن. وقبل كراولي تقديم استقالته فاصدر بيانا قال فيه «ان تعليقاتي الأخيرة بشأن برادلي ماننغ كانت تهدف الى لفت الانتباه الى وقع ما تقوم به أجهزة الأمن القومي من أعمال غير معلنة على موقع الولايات المتحدة القيادي في العالم. ان ممارسة السلطة في عالم اليوم المليء بالتحديات وذي المناخ الإعلامي الذي لا يهدأ يجب ان يتسم بالحكمة وبالاتساق مع القوانين والقيم».