اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان العراق يتميز عن دول المنطقة بما لديه من نظام ديموقراطي وعلاقات أخوية ضاربة في عمق التاريخ بين مختلف أبناء شعبه، وأكد المالكي خلال لقائه في بغداد أمس الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي اكمل الدين احسان اوغلو تماسك الشعب العراقي ووقوفه صفا واحدا ضد ما وصفها بالأفكار والممارسات التكفيرية والطائفية التي قال ان المجموعات التكفيرية وتنظيم القاعدة الإرهابي حاولا إدخالها الى العراق. وقال ان «العراقيين بفضل وعيهم وما يمتلكونه من تاريخ مشترك وأخوة متجذرة ومتشابكة قد تجاوزوا مرحلة الانقسامات الطائفية، وأصبح لزاما على الجميع مواكبة الشعب العراقي في توجهاته ونبذه للطائفي».
وشدد على استعداد العراق للتعاون من اجل تعزيز فرص الحوار والتفاهم وتحقيق المطالب المشروعة بعيدا عن العنف، كما نقل بيان صادر عن مكتب المالكي عن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي «اشادته بطبيعة النظام الديموقراطي في العراق وبالتطورات التي شهدها خلال هذه الفترة، كما أشاد بتماسك الشعب العراقي وروح الأخوة السائدة بين مختلف مكوناته».
في غضون ذلك، أعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية مقتل امرأة وطفلتها الرضيعة وإصابة 33 شخصا آخرين بينهم ضابط شرطة في انفجار سيارة مفخخة أمس وسط مدينة كركوك، شمال بغداد. وقال العميد عادل زين العابدين من شرطة كركوك ان «انفجار سيارة مفخخة أسفر عن مقتل امرأة (35 عاما) وطفلتها الرضيعة وإصابة 33 شخصا بينهم نقيب في الشرطة بجروح». وقال الرائد سلام زنكنة من شرطة كركوك (255 كلم شمال بغداد) ان «الانفجار وقع حوالي التاسعة صباحا (0.600 تغ) أمام المستشفى العام وسط المدينة». وأدى الانفجار الى وقوع اضرار مادية جسيمة في المستشفى والمباني المجاورة، وفقا للمصدر، ويبعد المستشفى مسافة 700 متر من مبنى المحافظة.
من جهة أخرى، أعلن مصدر امني ان مسلحين خطفوا خمسة أشخاص من الطائفة اليزيدية على الطريق الرئيسي في منطقة البعاج (150 كلم غرب الموصل).وقال ضابط في شرطة محافظة نينوى ان «الخاطفين اعترضوا ثلاث سيارات تقل عائلات يزيدية كانت متوجه إلى منطقة البعاج وخطفوا الرجال وتركوا النساء والأطفال».
في غضون ذلك أحيا العراق حادثة قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية إبان النظام البائد التي وقعت في 16 مارس 1988. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمة له أمس الأول «ان جريمة حلبجة تدعونا الى نبذها والحفاظ على وحدة العراق وشعبه».
وأقام مجلس النواب العراقي أمس الأول حفلا تأبينيا للضحايا الأكراد الذين سقطوا جراء قصف مدينة حلبجة حيث أكد النائب الكردي عن المدينة عزير حافظ أن الآلاف ما زالوا يعانون من اثار القصف، فيما طالب النائب الكردي حميد عادل البرلمان بالتصويت لاعتبار قصف مدينة حلبجة جريمة إبادة إنسانية، مؤكدا تمسك الأكراد بالبقاء ضمن جمهورية العراق.
الى ذلك أعلنت وزارة الشهداء في حكومة إقليم كردستان العراق اتخاذ الاستعدادات اللازمة لإحياء ذكرى قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية، وقال المشرف على إحياء المناسبة خبات عبدالله ان البرنامج الذي يستمر ثلاثة أيام سيشهد معارض تشكيلية وعروضا مسرحية وندوات خاصة بالذكرى. يذكر أن مدينة حلبجة تعرضت لقصف كيماوي على يد النظام البائد ما أدى الى مقتل آلاف المدنيين واصابة أكثر من 10 آلاف.
وأدين في تلك الجريمة عدد من رموز النظام البائد في المحكمة الجنائية العراقية العليا كان أبرزهم قائد المنطقة الشمالية آنذاك علي حسن المجيد الذي اعدم على خلفية ادانته في هذه القضية العام الماضي.