أعلنت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين حظر التجوال في بعض المناطق بالمملكة اعتبارا من أمس وحتى إشعار آخر.
وأفاد المتحدث الرسمي باسم قوة دفاع البحرين بأن حظر التجوال يسري من الساعة الرابعة عصرا وحتى الرابعة فجرا وذلك من جسر السيف ممتدا للإشارة الضوئية قبل جسر الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة والمنطقة المحيطة بها من اليمين واليسار ولمسافة 400 متر من الجانبين، وعلى القاطنين في هذه المنطقة التنسيق مع نقاط التفتيش لتسهيل مرورهم بشكل رسمي.
ونقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) عن المتحدث القول إنه وفقا لقرار حظر التجوال يمنع التجمهر أو التجمع أو عقد المسيرات أو الاعتصامات في جميع أنحاء المملكة وحتى تعود الأمور إلى طبيعتها.
وطالب المتحدث المواطنين والمقيمين بالتعاون التام مع نقاط التفتيش حفاظا على سلامتهم وكل من يخالف هذه التدابير سوف تتخذ بحقه الإجراءات القانونية اللازمة.
من جهة أخرى، أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية أن قوات الأمن العام وبمساندة من قوة دفاع البحرين توجهت الى منطقة دوار مجلس التعاون أمس وأزالت الحواجز الموجودة في شارع الشيخ خليفة بن سلمان.
وأشار في بيانه الى ان القوات تقدمت بعدها تجاه الدوار وأعطت الوقت الكافي للمتواجدين فيه لإخلائه والانسحاب منه ثم بدأت في عملية الإخلاء حيث واجهت عددا كبيرا من الكمائن التي تم نصبها من قبل الاشخاص المحتلين وذلك بقصد عرقلة تقدم القوات حيث أقاموا عدة متاريس وسارعوا بحرق الخيام وتفجير اسطوانات الغاز مما أدى الى تصاعد الدخان الكثيف كما تم إطلاق نار من عدة أماكن بالمنطقة المحيطة بالدوار باتجاه القوة وتعمد بعض الأشخاص دهس أفراد القوة بالسيارات مما أدى الى استشهاد اثنين من رجال الأمن وقد تم إلقاء القبض على عدد من المتورطين.
هذا وقد تعاملت قوات الشرطة أثناء هذه العملية بحذر حرصا على سلامة المتواجدين في الدوار وتمكنت من السيطرة عليه.
وعرض التلفزيون مشاهد متلفزة تظهر قيام قوات الأمن بتطهير دوار مجلس التعاون وفرار المعتصمين من الدوار وهم يحملون السيوف والأسلحة البيضاء، وقد فتحت قوات الأمن لهم جميع المنافذ للخروج من الدوار دون الالتحام بهم داحضة التقارير والمزاعم في وسائل الإعلام المشبوهة التي تحدثت عن استخدام طائرات وأسلحة في عملية التطهير الأمني.
كما كشفت المشاهد التلفزيونية قيام الخارجين على القانون بحرق الخيام في دوار مجلس التعاون لعرقلة حركة رجال الأمن والأضرار بهم مما يكشف زيف ادعاءاتهم بالسلمية.
وفي السياق ذاته، قامت قوة أخرى بتطويق مجمع السلمانية الطبي وإخلائه من المحتلين الذين قاموا بغلقه ولحام الأبواب ووضع المتاريس وسيارات الاسعاف خلفها لعرقلة تقدم القوة إلا انها تمكنت من دخول المستشفى وإزالة الخيام وجميع مظاهر الفوضى.
وكان التلفزيون البحريني عرض مشاهد مصورة لقيام قوات الأمن البحرينية بعملية تطهير مجمع السلمانية الطبي من الخارجين على القانون.
وأظهرت المشاهد قيام قوات الأمن بإزالة جميع الخيام التي نصبها الخارجون على القانون والتي تسببت في تعطيل تقديم الخدمات الطبية الى المرضى والمصابين فضلا عن استخدامها كمنبر غير شرعي لبث التحريض الطائفي.
ونتيجة لأعمال التخريب التي تشهدها البحرين، اعلن رسميا أمس إغلاق البورصة، إضافة الى المدارس والجامعات حتى إشعار آخر.
وأكد بيان لوزارة التربية والتعليم نقله التلفزيون «إغلاق المدارس والجامعات ورياض الأطفال الرسمية والخاصة حتى إشعار آخر.
كما أعلنت بورصة البحرين على موقعها الالكتروني إغلاق البورصة أمس «بسبب إعلان حالة الطوارئ في البلاد».
بدوره قال مصرف البحرين المركزي امس إنه يباشر عمله من مقر بديل وإن نظام مدفوعات بين البنوك يعمل بشكل طبيعي وذلك بعد إغلاق قوات الأمن للمنطقة التجارية في العاصمة.
وقال الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة المدير التنفيذي للعمليات المصرفية في البنك المركزي لـ «رويترز»: «نحن نعمل ونواصل إدارة نظم مدفوعات وتسويات بين البنوك من مواقع أخرى».
في غضون ذلك، أعلن وزير الصحة البحريني المعين حديثا نزار البحارنة انه قدم استقالته من الحكومة، بعد تفريق المتظاهرين في مجمع السليمانية بحسب ما نقلت وكالة الانباء الفرنسية، كما أعلن وزير الإسكان البحريني مجيد العلوي أيضا استقالته.
وقال العلوي بحسب ما نقلت عنه صحيفة «الوسط» المحلية: «قدمت استقالتي بسبب طريقة التعامل مع الاحداث الجارية في البلاد».
كان العلوي تولى حقيبة الإسكان في إطار تعديل وزاري شمل أربع وزارات، أجراه العاهل البحريني في السابع والعشرين من فبراير الماضي.
وفي سياق متصل، قال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس ان دخول قوات خليجية من «درع الجزيرة» الى البحرين للتصدي للثورة الشعبية هو «عمل مشين سيبوء بالفشل»، على ما نقلت عنه وكالة ايرنا الرسمية.
وأضاف بعد اجتماع مجلس الوزراء ان «الولايات المتحدة تسعى الى إنقاذ النظام الصهيوني وعرقلة حركة الشعوب، ولهذا السبب تساند بعض الحكومات».
وتابع الرئيس الإيراني قائلا «للأسف، هناك تحرك اليوم في البحرين ضد الشعب وهذا عمل مشين وغير مبرر وغير مفهوم».
وقال «أقول للبعض الذين أرسلوا قوات مسلحة الى البحرين ان بعض دول المنطقة أرسلت في الماضي قوات الى دول مجاورة وانه يجب استخلاص العبر مما حصل لصدام».
واضاف ان «الولايات المتحدة ليست صديقة وفية لكن وفي الماضي ضحت بأصدقائها وخصوصا صدام».
من جهة أخرى طلب احمدي نجاد من القادة البحرينيين تلبية المطالب «الشرعية» للمعارضة.
وقال «من اصل 700 ألف نسمة يحتج 600 ألف ويطالبون بالتغيير. يجب احترام الشعب وإجراء اصلاحات. فكروا في مستقبلكم».
وأضاف هذا المسؤول في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الإيرانية الرسمية ان «إرسال قوات عسكرية من السعودية والإمارات الى البحرين تم بدعم وتنسيق من الولايات المتحدة».
وتابع ان «حركة الاحتجاج في البحرين تعرض للخطر مصالح واشنطن» التي «يمكنها ان تخسر قاعدة مهمة في المنطقة»، في إشارة الى وجود مقر الاسطول الخامس الأميركي المكلف مراقبة الخليج خصوصا، في هذا البلد. ودانت الصحف الرسمية الإيرانية إرسال قوات سعودية الى البحرين.
وأفردت وسائل الإعلام الرسمية مساحات كبيرة للوضع في هذا البلد مكتفية بتغطيته دون تعليق.
لكن عددا من صحف المحافظين عبرت عن استيائها من التحرك السعودي في عناوينها.
من جهته، ابدى المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني امس قلقه الشديد حيال الاجراءات التي اتخذتها الحكومة البحرينية وقال حامد الخفاف المتحدث باسم المرجعية لوكالة فرانس برس ان السيستاني ابدى قلقه الشديد من الاجراءات التي اتبعتها الحكومة البحرينية في الايام الاخيرة. وأضاف الخفاف ان المرجع الاعلى يشدد على ضرورة اتباع الاساليب السلمية لحل المشاكل العالقة في البلد.