- لندن تدعو المعارضة للدخول في الحوار الوطني مع الحكومة
- الأردن يؤيد إرسال قوات دول المجلس إلى البحرين ويعتبره قراراً سيادياً
للوقوف على الأوضاع ميدانيا، قام عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى ال خليفة أمس بجولة في منطقة «السيف» القريبة من دوار مجلس التعاون (اللؤلؤة) للاطلاع على حركة السير والاطمئنان على عمل المؤسسات المالية في المنطقة.
وقالت وكالة انباء البحرين «بنا» ان العاهل البحريني يرافقه القائد العام لقوة الدفاع المشير الركن الشيخ خليفة بن احمد ال خليفة «قام بجولة في منطقة المراكز المالية بضاحية السيف للاطلاع على حركة السير للاطمئنان على استمرار عمل مؤسسات المراكز المالية والمصارف الى جانب مؤسسات الدولة ووزاراتها في تلك المنطقة».
وأضافت ان الملك حمد «اشاد بالاجراءات التي اتخذتها قوة الدفاع ووزارة الداخلية والحرس الوطني لعودة الحياة الطبيعية الى هذه المنطقة الحيوية والهامة» متمنيا «لوطننا العزيز دوام النماء والرقي ولجميع المواطنين الكرام المزيد من المحبة والامن والوئام» حسب الوكالة.
وتقع منطقة السيف غرب المنامة وتضم مصارف ومؤسسات مالية ومنتجعات ومرافق اقتصادية وتجارية ويفصل بينها جسر علوي قبالة دوار مجلس التعاون (اللؤلؤة).
يأتي ذلك بعد أن قلص الجيش ساعات حظر التجول الجزئي في المنامة التي سادها الهدوء أمس، لتصبح من الساعة الثامنة مساء وحتى الرابعة فجرا من كل يوم حتى اشعار آخر.
من جهة أخرى اعلنت وكالة انباء البحرين نقلا عن الجيش البحريني أنه وبناء على إعلان حالة السلامة الوطنية «الطوارئ»، القبض على «عدد من القياديين من رؤوس الفتنة الذين نادوا بإسقاط النظام وتخابروا مع دول أجنبية، كما قاموا بالتحريض خلال الأحداث الأخيرة على قتل المواطنين وتدمير الممتلكات العامة والخاصة، مما تسبب ذلك في تقويض السلم الأهلي وإزهاق أرواح الأبرياء وترويع المواطنين والمقيمين». على أن تقوم القيادة العامة لقوة دفاع البحرين باتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة بحق المذكورين.
وقالت وكالة الانباء الفرنسية ان اعتقال الشخصيات الست من الجناح المتشدد للمعارضة البحرينية تم الليلة قبل الماضية وفجر أمس.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن خليل مرزوق النائب (مستقيل) عن جمعية الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الرئيسي في البلاد، ان السلطات اعتقلت خلال الليل الناشطين ابراهيم شريف (سني) وعبدالوهاب حسين وحسن الحداد وحسن مشيمع وعبدالهادي المخوضر وعبدالجليل السنكيس، وهم من الشيعة.
هذا وتأتي زيارة الملك حمد للمرفأ المالي في إطار السعي للتخلص من الآثار السلبية للاحتجاجات على الاقتصاد حيث عبر خبير اقتصادي بحريني عن مخاوفه من مستقبل الاستقرار المالي في البلاد واعتبر في اتصال مع «العربية.نت» ان استمرار المواجهات أدخل البلد في عنق الزجاجة، وأبدى قلقه على ضياع السمعة المالية التي اكتسبتها البحرين خلال السنوات الماضية. وقال الخبير الاقتصادي ان البحرين بلد خدمات ولذلك استوطنت فيها مؤسسات مصرفية ومالية عالمية معروفة، نتيجة لما وجدت في البحرين من حرية اقتصادية وقدرة على تحقيق عوائد مجزية، اما اليوم فإن الوضع الهش الذي نعيشه قد نفقد بسببه كل المكاسب التي حققناها خلال 10 سنوات.
وذكر ان «هناك عواصم مثل بيروت والمعروفة بتطورها في تقديم الخدمات لم تستطع اعادة سمعتها المالية الا بعد 30 عاما، نتيجة الصراع الذي عصف بلبنان طوال هذه الفترة، ونحن كبلد خدمات نخشى من خسارة المكاسب التي حققناها».
وطالب الخبير الاقتصادي بالعمل على سرعة اعادة الهدوء لتتمكن المؤسسات المالية والمصرفية من العودة للعمل، وإذا طالت فترة الهدوء فإنه من الصعب استعادة الحركة الاقتصادية والتي باتت مشلولة اليوم بسبب الاضطراب في الوقت ذاته نتوقع هروب مؤسسات مالية خارج البلد نتيجة الوضع المتوتر.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه العملة البحرينية «الدينار» ضغوطا ما أدى الى هبوطها امس الاول لادنى مستوى في عدة سنوات في السوق الآجل، كما اضطر البنك المركزي للانتقال الى مقر بديل بعد حملة أمنية على محتجين أدت لإغلاق الحي التجاري.
ووفقا لوكالة «رويترز» فقد صرح متعامل كبير في أحد البنوك بأن عقود الدولار مقابل الدينار لأجل عام والتي تنطوي على توقعات بأن يتراجع الدينار خلال الاثنى عشر شهرا المقبلة بلغت 200 نقطة وهو أعلى مستوى منذ عام 2000 على الاقل.
من جهته قال مازن بربير، متعامل الصرف الاجنبي في بنك ستاندرد تشارترد في دبي: تراجع النشاط بشكل ملحوظ في سوق صرف الدولار مقابل الدينار البحريني ومعظم الصفقات تقتصر على التعاملات الفورية ومقايضات قصيرة الاجل للغاية.
واضاف ان سعر بيع الدولار امام الدينار البحريني ارتفع الى 0.3772 دينار وهي زيادة طفيفة فوق سعر البيع الذي يعرضه البنك المركزي.
وتابع بربير «سيستمر الضغط لشراء الدولار اذ سيسعى المستثمرون للتخارج من الاستثمارات السائلة»، وعند هذا السعر المرتفع تشير عقود العملة لاجل عام الى ان الدينار البحريني سيفقد 0.9% تقريبا من سعر ربطه بالدولار البالغ 0.376 دينار للدولار خلال العام المقبل.
بدوره قال الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة المدير التنفيذي للعمليات المصرفية بالبنك المركزي لـ «رويترز»: نحن نعمل انظمة المدفوعات والتسوية بين البنوك مستمرة في العمل من مقرات اخرى.
واضاف: نحن نعمل ونواصل ادارة نظم مدفوعات وتسويات بين البنوك من مواقع اخرى.
الى ذلك ذكر «ستاندرد تشارترد» و«اتش.اس.بي.سي هولدنغز» انهما اغلقا كل فروعهما في البحرين امس الاول.
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الى وضع حد لاعمال العنف في البحرين فيما حث جماعات المعارضة على الدخول في حوار مع الحكومة هناك.
وقال هيغ امام مجلس العموم انه يتعين على قوات الامن في البحرين عدم استخدام القوة ضد المتظاهرين، مشيرا الى ان الوضع «خطير ومتدهور». كما حث وزير الخارجية البريطاني جماعات المعارضة على الامتناع عن ارتكاب اعمال عنف والدخول في محادثات مع الحكومة البحرينية. ورأى انه من الضروري ان تتخذ جميع الاطراف خطوات لتهدئة الوضع في البحرين.
في سياق متصل ايد الاردن امس الاول ارسال قوات من السعودية ودول اخرى اعضاء في مجلس التعاون الخليجي لمملكة البحرين، ووصف ذلك بأنه قرار سيادي.