شدد الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين امس على انه يجب على الولايات المتحدة ان تحدد موعدا لسحب قواتها من العراق، مشيرا إلى انه من غير المقبول بقاء الاحتلال في هذا البلد إلى ما لا نهاية.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن بوتين خلال رده على أسئلة المواطنين بشكل مباشر عبر برنامج «خط الاتصال المباشر مع الرئيس» الذي تبثه محطات تلفزيونية وإذاعية محلية انه «على الولايات المتحدة ان تحدد موعدا لسحب قواتها من العراق»، وشدد على انه «لا يجوز السماح بإبقاء نظام الاحتلال في العراق بشكل دائم».
ورأى ان «عدم تحديد موعد نهائي لسحب القوات الأميركية من العراق سيعني ان القيادة العراقية لن تسرع في مهمة تطوير القوات المسلحة وأجهزة حفظ النظام والقانون»، معللا ذلك بكون الحكومة العراقية ستشعر عند ذلك بأنها «تحت مظلة الحماية الأميركية».
وأضاف بوتين انه «إذا علمت القيادة العراقية بوجود موعد دقيق لخروج القوات الأميركية من العراق فإنها ستعمل بشكل دؤوب على تعزيز القوات المسلحة العراقية».
وانتقد الرئيس الروسي الاحتلال الاميركي للعراق قائلا حمدا لله على ان روسيا ليست العراق. انها قوية بدرجة تمكنها من حماية مصالحها داخل حدودها القومية وأيضا في مناطق أخرى من العالم.
وردا على سائل طرح سؤالا افتراضيا عن نوايا اميركية للسيطرة على أراضي روسيا الشاسعة الغنية بالموارد قال بوتين أعرف ان مثل هذه الافكار تدور في رؤوس بعض السياسيين. اعتقد انها نوع من الاثارة السياسية التي قد تعطي البعض متعة لكنها لن تؤدي الى شيء وأفضل مثال على ذلك العراق، ما نفعله لنزيد قدراتنا الدفاعية هو قرار صائب وسنمضي قدما فيه.
النمو الاقتصادي
وامتدح بوتين النمو الاقتصادي الروسي القوي والمستمر وارتفاع مستوى المعيشة وأقر بوتين أن التضخم الذي وصل حتى الان الى 8.5% زاد على الهدف الذي حددته الحكومة لنفسها هذا العام وانه يشكل مشكلة لكنه ألقى اللوم على عوامل اقتصادية عالمية منها خفض الدعم الاوروبي للقطاع الزراعي والاقبال على الوقود الحيوي.
وزعم بوتين ان أزمة السكان في روسيا بدأت تخف وان معدل المواليد حقق هذا العام أعلى رقم قياسي منذ 15 عاما وان معدل الوفيات انخفض الى أدنى مستوى منذ عام 1999.
وعلى الجانب الايراني قال بوتين ان الحوار المباشر هو طريقة أفضل لحل الازمة بشأن الطموحات النووية الايرانية من التهديد باللجوء الى القوة العسكرية او فرض عقوبات. كما نفى بوتين تقريرا تحدث عن مخطط لاغتياله خلال زيارته لايران هذا الاسبوع.
وقال الحوار المباشر مع زعماء الدول بشأن المشاكل المتراكمة هو دائما أكثر ايجابية وأقصر الطرق للنجاح بدلا من سياسة التهديدات والعقوبات ناهيك عن حسمها من خلال استخدام القوة.
منظومة صواريخ جديدة
وإلى ذلك، أعلن بوتين ان روسيا «ستنتهي من العمل على تصنيع مقاتلة من الجيل الجديد بين عامي 2010 و2015»، ووعد بمواصلة عملية تحديث القاذفات الإستراتيجية من طراز «تو - 160» و«تو - 95».
قال الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين أمس ان الولايات المتحدة تسعى لإيجاد سبل لحل الخلافات حول الدرع الصاروخية المزمع بناؤها، لكنه حذّر من ان روسيا يمكن ان تعيد نشر اسلحة ما لم توضع نقاط قلقها في الاعتبار.
وقال بوتين «يتبين من احدث اتصالات مع زملائنا الاميركيين انهم يولون بالفعل قدرا من التفكير للمقترحات التي تقدمنا بها، وانهم يتطلعون لحل للمشاكل وسبل لتخفيف اوجه قلقنا».
لكنه اضاف ان روسيا ستتخذ خطوات من جانبها ان لم توضع مصالحها في الاعتبار، وقال يمكنني ان اؤكد لكم انه يجري اعداد مثل هذه الخطوات واننا سنتخذها، اما اين سنضع وماذا؟ فهذا امر متروك للمتخصصين في اركان الجيش الروسي.
وفي السياق نفسه اعلن بوتين ان موسكو بصدد اعداد انظمة صواريخ نووية «جديدة بالكامل».
وقال ان تكنولوجيا الصواريخ ستتطور، مع مجمعات استراتيجية جديدة بالكامل، واضاف الأمر لا يعني فقط صواريخ + توبول ام + ذات الرؤوس المتعددة، بل ايضا صواريخ جديدة بالكامل، لقد سبق ان اشرت واكرر ان العمل يتقدم وبنجاح.
الصفحة في ملف ( pdf )