طلبت باكستان امس من واشنطن تقديم اعتذار وتوضيحات بشأن الضربة الجوية التي نفذتها طائرة من دون طيار واسفرت عن مقتل 35 شخصا على الاقل بينهم مدنيون وعناصر من الشرطة اول من امس في شمال غرب باكستان.
وقالت تهمينة جنجوعة، الناطقة باسم الخارجية الباكستانية في بيان ان «الحكومة تدين بشدة غارة طائرة الاستطلاع التي اوقعت عددا كبيرا من الضحايا».
واضافت ان وزير الخارجية «سلمان بشير نقل هذه الادانة الحازمة الى السفير الاميركي كامرون مونتر وطلب تقديم اعتذارات وتوضيحات».
واستهدفت الضربة، التي اوقعت اكبر عدد من الضحايا خلال ثلاث سنوات، مركز تدريب لطالبان المتحالفة مع القاعدة في معقلهم في ولاية وزيرستان الشمالية القبلية كما قال ضباط في الجيش والاستخبارات الباكستانية.
وعادة ما تستهدف الطائرات التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه) تنظيم القاعدة وعناصر حركة طالبان.
واعلن قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني الخميس الماضي ان هذا القصف «لا يمكن السكوت عليه» فهو يمثل «استهانة تامة بالحياة البشرية».
وقال الجيش في بيان ان «رئيس الاركان الجنرال اشفق كياني يدين بقوة غارة (طائرات الاستطلاع) البريدياتور التي نفذت الخميس الماضي في شمال وزيرستان وازهقت أرواحا بريئة».
واضاف الجنرال كياني انه «لمن دواعي الاسف الشديد ان يتم استهداف مجلس لمواطنين مسالمين يضم حكماء، باستخفاف واستهانة تامة بالحياة البشرية».
وخلص البيان الى ان «الجيش الباكستاني قدم احتجاجات شديدة اللهجة».
وقال الجنرال كياني كما جاء في البيان، «تم التشديد صراحة (في هذا الاحتجاج) على ان هذا العدوان على الشعب الباكستاني غير مبرر ولا يمكن السكوت عليه ايا تكن الظروف».
والغارة هي السابعة في غضون تسعة ايام، وقد وقعت غداة الافراج المثير للجدل عن عميل في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية قتل شابين باكستانيين في اواخر يناير الماضي.
وألقيــت خلال الغارة اربعة صواريخ على مبنى في المكان المسمى نيو ادا في بلدة داتا خيل.
وقال سيد مسعود كوثر حاكم اقليم خيبر ـ باكتونخوا الذي عينته الحكومة الفيدرالية «ادين بشدة هذا الهجوم الذي شنته طائرة من دون طيار واستهدفت جيرغا (جمعية تقليدية) وقضى خلاله عدد من القدامى («الحكماء» او زعماء العشائر) ومن عناصر الشرطة القبلية».
وفي تصريح لوكالة «فرانس برس»، اكد مسؤول عسكري كبير طالبا عدم الكشف عن هويته ان «35 شخصا على الاقل، معظمهم من المتمردين الاسلاميين، قتلوا لكن ثمة مدنيين ايضا».
واضاف احد مساعديه «قيل لنا ان مدنيين كانوا موجودين في مركز التدريب، لقد جاءوا للقاء حركة طالبان من اجل التوصل الى حل لخلاف».
يأتي ذلك غداة الافراج عن ريموند ديفيس الموظف المتعاقد مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية الذي قتل ببضع رصاصات في 27 يناير الماضي في لاهور (شرق) شابين كانا على دراجة نارية مؤكدا انهما كانا يستعدان لسلبه، الا ان المحققين ردوا هذه الفرضية.
وتذرعت واشنطن وخصوصا الرئيس باراك اوباما «بحصانته الديبلوماسية» لكن بعد مماطلة طويلة من قبل اسلام اباد، افرجت عنه محكمة بعد دفع دية لعائلتي القتيلين.
واثار هذا القرار المفاجئ غضب الرأي العام الذي يعادي القسم الاكبر منه الاميركيين.
ودعت احزاب ومجموعات متطرفة نظمت الخميس الماضي تظاهرات صغيرة الى حشد كثيف الجمعة (امس).
وفي تصريح لوكالة «فرانس برس» الخميس الماضي، قال متحدث باسم السفارة الاميركية ان «السفارة الاميركية والقنصليات ستقفل الجمعة امام الاعمال الروتينية» بسبب الدعوات الى التظاهر.