رصاص حي وقناصة وقنابل مسيلة للدموع واخرى سامة وعشرات القتلى والجرحى، هي حصيلة يوم الغضب الأكثر دموية منذ انطلاق المظاهرات الداعية لاسقاط الرئيس علي عبدالله صالح التي انطلقت منذ أكثر من شهر، والتي يبدو انها دقت الاسفين الاخير في نعش اي حوار محتمل بين المعارضة ونظام صالح، فقد قال ياسين نعمان الرئيس الدوري لتحالف المعارضة انه لم يعد هناك مجال للتوصل الى تفاهم مع الحكومة بعد احداث امس الدامية، وادان هذه الجرائم داعيا الرئيس صالح الى التنحي.
لكن الاخير رد على التدهور الذي حصل امس باعلان حال الطوارئ في جميع انحاء البلاد.
وجاء التأزيم الأخير في الموقف بعد سقوط أكثر من 32 قتيلا من المتظاهرين بعد اطلاق النار عليهم من قبل موالين للسلطة عند خروجهم للتظاهر عقب صلاة الجمعة للمطالبة باسقاط النظام، بحسب ما افادت مصادر طبية وشهود عيان وكالة فرانس برس.
من جهته، اكد محمد الصبري القيادي في المعارضة اليمنية المطالبة برحيل الرئيس علي عبدالله صالح، ان حصيلة القتلى مرشحة لترتفع وقد تصل الى اربعين قتيلا، فيما اكدت مصادر طبية ان عدد الجرحى في الهجوم وصل الى 200.
وشوهد عشرات المتظاهرين المضرجين بالدماء يتلقون العلاج داخل خيام العناية الصحية الخاصة باعتصام المعارضين للنظام في ساحة جامعة صنعاء.
واكد احد الاطباء لوكالة فرانس برس ان «غالبية الجرحى اصيبوا في الرأس والعنق والصدر». وذكر شهود عيان لوكالة فرانس برس ان اطلاق النار من المباني المجاورة لساحة الاعتصام امام جامعة صنعاء، استمر حوالى ساعة ونصف الساعة.
وقال الصبري في تصريحات لقناة العربية «انها مذبحة ومجزرة» و«جريمة مخططة وواضحة» مشيرا الى ان «الاطفال هم الذين قتلوا».
واكد الصبري ان «هذه الجريمة لن تديم النظام وهذا النظام سيرحل» كما ان «هذه الجريمة لن يفلت منها المجرمون وعلي عبدالله صالح واولاده».
وشدد القيادي المعارض على ان «الشعب اليمني سيواجه القتلة والناس جميعا لديهم الاستعداد للشهادة حتى يرحل هذا النظام».
وكان المتظاهرون يهتفون «الشعب يريد اسقاط النظام» وكان عدد كبير منهم يحملون شارات التزاما بتعليمات الداعين للتظاهر في هذا اليوم الذي اطلقوا عليه اسهم «يوم الانذار» للرئيس اليمني الذي يحكم منذ 32 عاما.
وبدأ الرصاص ينهمر على المحتجين عندما حاول بعضهم تفكيك حاجز نصبه مناصرون للنظام من اجل قطع احد الشوارع الذي يؤدي الى ساحة جامعة صنعاء حيث يعتصم مناوئو النظام منذ 21 فبراير، حسبما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
واشار مراسل فرانس برس ايضا الى ان الشرطة اطلقت بدورها الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين.
وقد سيطر المحتجون علي منازل تحصن بها قناصة قاموا بإطلاق الرصاص الحي ضدهم.
وقال الناشط والمحامي حميد الفقيه ليونايتد برس انترناشونال «تمكن شباب الثورة من السيطرة على منازل تحصن فيها قناصة تابعون للمؤتمر الشعبي العام الحاكم وكانوا يطلقون منها الرصاص الحي مما أدى إلى مقتل العشرات وجرح المئات».
وقال الفقيه ان احد تلك المباني هو مبنى البنك اليمني للإنشاء المكون من عدة طوابق وتمكن الثوار من القبض على القناصة الذين كانوا يعتلونه وهم الآن رهن التحقيق من قبل اللجان الثورية بساحة التغيير وسيتم التعريف بأسمائهم.
ووصف ما وقع أمس بساحة التغيير بأنه «مجزرة «وان صالح كتب على نفسه الرحيل بمزيد من الدماء الزكية التي سفكت وكأنها مكافأة الخدمة لحكم استبدادي زاد على 32 عاما. وقال «ان أي وقوف مع السلطة الحاكمة هو خيانة لحكم يتلذذ بقتل اليمنيين بدم بارد وعليه ان يعلن الليلة (أمس) رحيله لان الشعب اليمني لن يستسيغ بقاءه».
من جانبه قال الناطق الرسمي للجنة الحوار المعارض محمد الصبري ليونايتد برس انترناشونال ان «الشهداء من الشباب والشيوخ والأطفال الذين سقطوا في مجزرة البلطجية لن يذهب هباء».
وأضاف ان المجرزة «بمثابة اعلان جنازة لنظام فاسد وهذه المذبحة تمت من خلال قوات امن الحرس الجمهوري والمباحث والحرس الخاص».
وكان حزب التجمع اليمني للاصلاح (الإخوان المسلمون باليمن - أكبر أحزاب المعارضة) أصدر تعميما إلى خطباء المساجد التي يسيطر عليها الحزب يتضمن توجيهات معادية للنظام ويطالب المواطنين بالخروج على الحاكم وعدم الطاعة.
وتضمن التعميم الذي نقلته صحيفة (26 سبتمبر) اليمنية والذي يعد صورة نموذج لخطبتي الجمعة أمس الدعوة للخروج على الحاكم
وعدم الطاعة له ومشروعية المظاهرات والاعتصامات والمهرجانات وبكل الوسائل الإعلامية المتاحة.
وجاء في التعميم أنه كلما زاد عدد المتظاهرين وكان معهم شخصيات لها وزنها كان صوتها أكثر إسماعا وأشد تأثيرا، وطالب التعميم الذي جاء في أربع صفحات كل الإصلاحيين (أعضاء التجمع اليمني للاصلاح) والمتعاطفين معهم أن يبذلوا المال والجهد والوقت حتى تتحقق كل المطالب.
كما طالب التعميم خطباء «الإصلاح» بالدعاء في الخطبة بالفرج وخاصة في ليبيا واليمن والترحم على الشهداء، وطالب الخطباء باستلهام نموذج الخطبة الموزعة وعدم تكرارها من كل الخطباء حتى لا يتم انكشاف الأمر، وأيضا أن يراعي كل خطيب خصوصيته وخصوصية مسجده وجمهوره.