اتهامات في جميع الاتجاهات اعقبت التفجيرين اللذين استهدفا موكب رئيسة وزراء باكستان السابقة بنظير بوتو في اول يوم لها في موطنها بعد اكثر من 8 سنوات على النفي الاختياري.
ففي حين تتجه اصابع الاتهام الاولية الى حركة طالبان التي هددت باستهدافها سابقا، اتهم عاصف علي زرداري، زوج بوتو، وكالات الاستخبارات الباكستانية بالوقوف وراء التفجيرين اللذين استهدفا موكب بوتو في مدينة كراتشي الليلة قبل الماضية.
اما رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة نفسها فقد اتهمت في مقابلة صحافية نشرت امس انصار النظام العسكري السابق الذي كان يتزعمه الجنرال محمد ضياء الحق بالوقوف وراء الاعتداء.
بوتو باقية
غير ان ذلك لم يكن ليثني بوتو عن عزمها قيادة حزبها (حزب الشعب) في الانتخابات التشريعية المقبلة، حيث اعلن السيناتور صفدار عباسي من حزب الشعب الباكستاني في كراتشي ان زعيمته بنظير بوتو ستبقى في باكستان لتقود الحزب الى الانتخابات التشريعية في منتصف يناير.
وقال ان بوتو «ستبقى في باكستان، لن ترحل، هي مصممة على ذلك». واضاف «لن نعدل مخططاتنا، معركتنا من اجل الديموقراطية ستتواصل، سنشارك في الانتخابات» التشريعية المقررة منتصف يناير 2008.
وفي السياق ذاته، قالت وسائل إعلام محلية امس ان حزب الشعب الباكستاني أعلن حدادا لثلاثة أيام في أعقاب الهجوم وقالت التقارير إنه خلال فترة الحداد ستنكس أعلام الحزب على مقاره في جميع أنحاء باكستان وسيجري رفع أعلام سوداء مكانها. وكانت بوتو قد اتهمت قبل عودتها الى مدينة كراتشي من وصفتهم بالعناصر المتطرفة داخل صفوف القوات الباكستانية المسلحة بالسعي الى تنفيذ عمليات لاغتيالها.
استهداف الديموقراطية
من جانبه أدان الرئيس الباكستاني مشرف امس الهجوم الذي استهدف غريمته السياسية، ووصفه بأنه «مؤامرة ضد الديموقراطية».
ودعا مشرف الشعب الباكستاني، لاسيما سكان كراتشي، إلى ضبط النفس، قائلا إن حكومته ستفعل كل ما في استطاعتها للقبض على منفذي الهجوم ومعاقبتهم بشدة.
وقال إنه يصلي من أجل قتلى الهجوم الذين افادت احدث الاحصائيات بأن عددهم تجاوز 139 شخصا، كما يدعو بالشفاء العاجل للمصابين البالغ عددهم 500 شخص. كما طالب مشرف الاجهزة الامنية في بلاده بتقديم تقرير فوري عن تفجيري كراتشي اللذين استهدفا رئيسة الوزراء السابقة وعن كل الملابسات المحيطة بهما في غضون يومين.
وتعهد الرئيس الباكستاني في تصريح صحافي امس، بالوصول الى الجــــهة الــــتي تقف وراء الهجـــوم - الذي أسفر عــــن مقتل واصــابة المئات - وتقديمها الـــى العدالة.
وفي تفاصيل الاعتداء قال اظفار فاروقي رئيس شرطة كراتشي إن الهجوم تم تدبيره بدقة شديدة، وجرى تنفيذه بشكل «احترافي». واوضح فاروقي ان المهاجم فجّر أولا قنبلة يدوية ثم قام بعد ذلك بتفجير انتحاري بينما كانت بوتو تتحرك في موكب يحيط به نحو نصف مليون شخص من مؤيديها.
رأس القاتل
وقال ميان عبدالرازق أحد أعضاء حزب الشعب الباكستاني من المناطق القبلية لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ): «وقع أولا انفجار صغير وتوقف الموكب وعندما تجمع الكثيرون وقع انفجار أكبر».
وأضاف: «كان هناك عدد كبير من الجثث وأجزاء الجثث مبعثرة في كل مكان».
وقال أفتاب شيرباو وزير الداخلية ان الكثير من الضحايا من رجال الامن الذين كانوا يقومون بحراسة العربة التي تقل بوتو.
وفي وقت لاحق اعلنت الشرطة الباكستانية انها عثرت على رأس رجل يرجح انه منفذ الهجوم.
وقال رجا عمر خطاب الضابط في الشرطة الجنائية لوكالة فرانس برس «عثرنا على رأس رجل ونحن متأكدون من انه الانتحاري».
وعرض الرأس على شبكات التلفزيون. وقد بدت ملامح الوجه واضحة ويمكن التعرف عليها.
وقال خطاب ان عينات اخذت من الرأس وارسلت الى مختبر للطب الشرعي في محاولة للتعرف على الرجل باجراء تحاليل للحمض النووي الريبي.
الصفحة في ملف ( pdf )