تهاوت أركان نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بشكل غير مسبوق أمس وتوالى انحياز الديبلوماسيين والمسؤولين اضافة الى أركان القيادة العسكرية الى جانب المحتجين المطالبين باسقاط الرئيس.
فقد أعلن قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة أولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر أحد اعمدة النظام، دعمه وتأييده السلمي لما وصفه بـ «ثورة الشباب السلمية» كما أعلن قائد المنطقة العسكرية الشرقية اللواء محمد علي محسن دعمه وتأييده للثورة.
وقال اللواء علي محسن في تصريحات مسجلة «نزولا عند رغبة زملائي من القادة والصف ضباط والجنود في القوات المسلحة والذي أنا واحد منهم أعلن نيابة عنهم دعمنا وتأييدنا السلمي لثورة الشباب السلمية ومطالبهم واننا سنؤدي واجباتنا غير المنقوصة في حفظ الأمن والاستقرار في العاصمة وحيثما تكون وحداتنا العسكرية الى جانب اخواننا أبناء قوات الأمن البواسل».
وبثت قناة «الجزيرة» الفضائية تسجيلا مصورا للأحمر يعلن فيه تأييده لثورة الشباب وتأكيده على أن قواته ستحمي ساحة التغيير، التي تضم المعتصمين المناهضين للنظام والعاصمة صنعاء ككل.
ومن جانبه قال اللواء محمد علي محسن في تصريحات اعلامية ايضا «ان انضمامه وقوات لثورة الشباب جاء نزولا عند رغبة زملائي من القادة والصف ضباط والجنود في القوات المسلحة لدعم الثورة».
ولاحقا، أعلن العميد ناصر علي الشعيبي «اعلن باسم 60 ضابطا من حضرموت الانضمام الى ثورة الشباب» مشيرا ايضا الى ان «50 ضابطا من الداخلية في حضرموت».
كذلك، أعلن شيخ مشايخ قبائل حاشد صادق الاحمر في اتصال مع قناة الجزيرة، انضمامه الى الحركة الاحتجاجية المطالبة بتغيير النظام ودعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الى «خروج هادئ» و«مشرف».
وقال الشيخ الاحمر «اعلن باسم جميع ابناء قبيلتي انضمامي للثورة».
واكد انه مستعد للوساطة من اجل «خروج مشرف للبلد والاخ الرئيس».
ومن جهته، أعلن النائب الاول لرئيس البرلمان اليمني الشيخ حميد الاحمر انضمامه الى «ثورة الشباب» في بلاده.
وإلى جانب الضباط وشيوخ القبائل والمسؤولين، تلقت الديبلوماسية ضربات قوية باستقالات سفراء النظام في اكثر من بلد.
ففي دمشق، استقال عبد الوهاب طواف سفير اليمن لدى سورية من منصبه أمس ومن الحزب الحاكم الذي يرأسه الرئيس علي عبدالله صالح تأييدا للمعارضة التي تطالب الرئيس بالتنحي.
وقال طواف انه اتخذ خطوة الاستقالة بعد المذبحة التي حدثت في ميدان التغيير مشيرا الى المواجهات التي قتل فيها 52 محتجا مناهضا للحكومة يوم الجمعة بنيران القناصة في وسط صنعاء.
كما أكد السفير اليمني لدى الأردن شائع محسن الزنداني دعمه لمطالب شباب الثورة اليمنية وإدانته لما يجري من ممارسات عنيفة ضدهم وضد مطالبهم المشروعة، مشددا في الوقت نفسه على أنه لن يتقدم باستقالته من منصبه.
كذلك وجه خمسة سفراء يمنيين في اوروبا رسالة الى الرئيس علي عبدالله صالح يطلبون منه فيها الاستقالة، كما اعلن السفير اليمني في باريس خالد الاكوع لوكالة فرانس برس.
وقال خالد الاكوع ان السفراء في باريس وبروكسل وجنيف وبرلين ولندن اضافة الى القنصل في فرانكفورت «وجهوا رسالة الى الرئيس صالح يطلبون فيها الاستجابة الى مطالب الشعب والاستقالة لتفادي اراقة الدماء». واوضح ان سفير اليمن في كوبا انضم الى هذه الرسالة.
فيما أعلن وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد أمس ان القوات العسكرية ستبقى وفية للرئيس علي عبدالله صالح ولن تسمح بأي محاولة للانقلاب على الشرعية الدستورية.
وتلا أحمد بيانا قال فيه ان القوات العسكرية «ستظل وفية للقسم الذي أداه كل أفرادها أمام الله والوطن والقيادة السياسية بزعامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح».
وتعهد بأن يواصل الجيش اليمني الحفاظ على الشرعية الدستورية والأمن والاستقرار وحماية إنجازات الشعب اليمني ومكتسباته التي حققها في ظل رئيس الثورة والوحدة والديموقراطية.
وأكدت انها «لن تسمح بأي شكل من الأشكال بأية محاولة للانقلاب على الديموقراطية والشرعية الدستورية والمساس بأمن الوطن والمواطنين».
السفير اليمني في الكويت ينضم لشباب الثورة وينفي الاستقالة
بشرى الزين
نفى السفير اليمني لدى الكويت د.خالد شيخ ان يكون تقدم باستقالته جراء تصاعد أحداث العنف في بلاده المصاحبة للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح. وأوضح شيخ في تصريح لـ «الأنباء» انه جراء ما تعرضت له ساحات الاعتصام والتغيير من ممارسات دموية ونظرا لعدم وجود أي خطوات إصلاحية تستجيب وتستوعب مطالب ثورة الشباب فانني أعلنت تضامني مع شباب الثورة وتأييدي لمطالبهم وممارسة حقوقهم المشروعة في التظاهر والاعتصام السلمي. وحول ما اذا كان اعلانه تضامنه مع شباب الثورة قال على العكس الموقف المؤيد للشباب هو أقوى من مجرد الهروب من المسؤولية، حيث اذا افترضنا ان قيادة الوحدات العسكرية قدموا استقالتهم حينئذ يتولى القيادة آخرون وهنا نقول ان وجودهم على رأس عملهم ضمان لخدمة الثورة. واضاف ان قانون السلك الديبلوماسي يمنح الحق في التعبير عن الرأي في قضايا الوطن الداخلية حيث نعمل كسفراء باعتبار النظام السياسي يشمل الحاكم والمعارض، مؤكدا اننا لسنا متشبثين بهذه المناصب ولسنا أغلى من الناس الذين ضحوا بحياتهم.