مع احتفاله بعيد ميلاده الـ 66، يواجه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح واقعا جديدا تمثل في ظهور منافس عسكري جديد له، وقد ظهر على الساحة فجأة ليتحدث باسم الثورة الشعبية في وجه نظامه ويسعى للاطاحة بعائلته من سدة الحكم التي يتربع عليها منذ قرابة 32 عاما.
انه اللواء علي محسن الاحمر، قائد المنطقة الشمالية الغربية في الجيش اليمني، الذي اعلن بشكل مفاجئ تأييده للثوار المطالبين بالديموقراطية ورحيل عبدالله صالح عن الحكم.
انتشار الدبابات
في موازاة ذلك، انتشرت امام بوابة القصر الرئاسي في العاصمة صنعاء الدبابات والعربات المصفحة التابعة لإمرة احمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس، كما تموضعت الدبابات ايضا خارج مقر وزارة الدفاع ومبنى المصرف المركزي. وتأتي عمليات الانتشار الدفاعية هذه لحماية سلطة الرئيس عبدالله صالح في اعقاب اعلان اللواء الاحمر انشقاقه عنه، والذي تزامن ايضا مع خطوات اخرى مشابهة قام بها عدد من الوزراء والسفراء والبرلمانيين ورجال الاعمال خلال الايام القليلة المقبلة. وقد اكتسبت عمليات الانشقاق هذه زخما وسرعة اضافيين يوم الجمعة الماضي عندما فتحت مجموعة من القناصة نيران اسلحتها على مخيم كان المعتصمون المطالبون بالديموقراطية قد اقاموه في العاصمة منذ اندلاع الانتفاضة، الامر الذي اسفر عن مقتل اكثر من 50 شخصا واصابة آخرين بجراح.
قراءة خاطئة
وقد استندت المحاولات الاخيرة التي بذلتها الولايات المتحدة لتشجيع الحوار بين الاحزاب الى قراءة خاطئة الى حد كبير للحراك وللديناميات السياسية الحقيقية في اليمن.
فبينما ركز الديبلوماسيون انتباههم على الاحزاب السياسية المعترف بها، انتقل الى العلن بشكل تدريجي النقاش حول الفجوات الموجودة بين المؤسسات الرسمية للدولة وشبكات الرعاية والفساد المتداخلة بشكل وثيق الصلة مع نظام الرئيس عبدالله صالح. ومع انشقاق اللواء الاحمر، فقد انكشف اخيرا التنافس القائم منذ امد طويل بين الفصائل المختلفة داخل النظام الحاكم.
توتر وقلق
ويشعر المتظاهرون من دعاة الديموقراطية بالتوتر والقلق من احتمال اختطاف المؤسسة العسكرية والمصالح التجارية لثورتهم الشعبية وذلك لطالما ان هؤلاء ببساطة هم من سيسمون وجها جديدا لحكم البلاد وذلك من دون ادخال اي تغييرات جوهرية على الوضع الحالي القائم.
وقد يتعين على المسؤولين الاميركيين الآن اجراء مراجعة سريعة لحساباتهم بشأن مصالحهم في اليمن على المديين القصير والبعيد.
فحتى تاريخه، انتهج الاميركيون نهجا حذرا مع الرئيس عبدالله صالح. والامر الحاسم الذي اثر على صانعي القرار الاميركي هو تقديرهم ان فرع القاعدة في شبه الجزيرة العربية، ومركزه في اليمن، يصنف على انه من اكثر الافرع فاعلية في التنظيم الارهابي العالمي.
مخاطرة أميركية
الا انه كلما حاول المسؤولون الاميركيون الابقاء على عبدالله صالح وعائلته في الحكم خاطروا بالحاق الضرر بمصالحهم. فاليمنيون غاضبون من حقيقة ان وحدات من قوات الامن المركزي المدعومة اميركيا ويقودها احد ابناء شقيق الرئيس عبدالله صالح قد لعبت دورا بارزا في قمع المتظاهرين.