في وقت ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان الحياة الطبيعية سادت كافة انحاء مدينة درعا حيث توجه ابناؤها الى اعمالهم بينما شهدت الاسواق نشاطها المعتاد أمس، نقلت قناة «العربية» عن شهود عيان أن قوات الأمن السورية تقدمت باتجاه الجامع العمري الذي يجتمع حوله المعتصمون في المدينة والذي تحول الى رمز التظاهرات، وقال أحد الشهود إن أئمة المساجد بدأوا مناشدة الأهالي التكاتف والالتفاف حول مبنى الجامع منعا لوصول قوات الأمن إليه. خاصة أن المعتصمين مستمرون في التواجد حول المسجد منذ اندلاع المظاهرات يوم الجمعة حتى تحقيق مطالبهم المعيشية بحسب القناة.
لكن «سانا» أكدت ان الحياة الطبيعية عادت الى المدينة وتوجه العاملون في المؤسسات العامة الى اماكن عملهم وفتحت الدوائر الخدمية ابوابها لاستقبال المراجعين وتقديم الخدمات للمواطنين.
من جهة أخرى، قال الموقع ان الشيخ بسام المصري إمام المسجد العمري وخطيب مسجد الحمزة اعتقل مساء امس الأول على خلفية ان تظاهرات درعا انطلقت من جامع الحمزة والعباس الذي يخطب فيه. والشيخ مصري من منطقة درعا البلد ويبلغ من العمر 35 عاما. وتحدثت الأنباء الواردة من درعا عن لقاء جمع ممثلين عن المعتصمين في المسجد العمري مع بعض القيادات الحكومية بشأن ورقة تتضمن مطالب الشباب ووعودا بتنفيذها.
وفي حلب قال الموقع ان السلطات نشرت عناصر أمن بلباس مدني بعد توزيع منشورات تدعو إلى التظاهر. في وقت تحدثت وسائل اعلام عن خروج مظاهرات في مدينة الشيخ مقصود.
بينما أفادت شبكة شام الإلكترونية بأن الرئيس السوري بشار الأسد اتصل بالمشايخ المجتمعين في المسجد العمري مقدما تعازيه لأهالي الضحايا ومتعهدا بمحاسبة الجناة وإجراء إصلاحات جذرية.
في غضون ذلك، اتهم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الأجهزة الأمنية السورية في درعا باعتقال عدة أشخاص من بينهم المحامي عيسى المسالمة عضو المكتب السياسي لحزب «الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي».
وقال المرصد في بيان تلقت «يونايتد برس انترناشونال» نسخة منه انه تم في درعا أمس الاول، اعتقال عدة أشخاص منهم: عيسى المسالمة ويوسف صياصنة ومحمد جبر المسالمة وشكري المحاميد وعصام المحاميد وآخرون لم يتمكن المرصد من الحصول على أسمائهم.
وحذر المرصد السلطات السورية «من المساس بالشخصية الوطنية البارزة عيسى المسالمة» وطالب بالإفراج الفوري عنه وعن كافة معتقلي الرأي والضمير في السجون السورية وطي ملف الاعتقال السياسي».
من جهتها هاجمت صحيفة «تشرين» السورية الرسمية ما وصفته بـ «الاعلام غير المحايد» الذي يضخم الوقائع التي تحدث في التظاهرات التي تعم المدن السورية، وخاصة محافظة درعا جنوبي البلاد.
وذكرت الصحيفة، في عددها الصادر امس الثلاثاء، «نحن في سورية مثلا، وقفنا على بعض جوانب الإعلام غير المحايد حتى لا نقول المدسوس خلال الأيام القليلة الماضية وشاهدنا أو سمعنا أو قرأنا هذا الإعلام وهو يتحدث عما جرى في مدينة درعا مضخما الوضع ومسترسلا في عرض مطالب المحتجين وفي تعامل سلطات الأمن معهم حتى ان بعض وسائل الإعلام تعمدت ترويج أشياء غير موجودة ولا أساس لها من الصحة إطلاقا».
ووصفت الصحيفة تظاهرات محافظة درعا «بالاحتجاجات التي أحدثت أعمال شغب اسقطت شهداء ولكن القصة ليست كما صوروها وأوردوها، ومطالب المحتجين معروفة وقد نشرتها وسائل الإعلام السورية ولا شيء فيها يمس النظام مباشرة بل كانت مطالب إصلاحية ومعيشية نعمل جميعا من أجل تحقيقها».
ورفعت التظاهرات شعارات وهتفت مطالبة «بالحرية والشعب يريد إسقاط الفساد، سورية، الله، حرية وبس» في مواجهة شعارات موالية للسلطات.
من جانبها، اعتبرت صحيفة «الوطن» شبه الرسمية أن هناك حملة عنيفة على سورية في بعض وسائل الإعلام العربية والغربية.
وقد ذكرت مصادر حقوقية أمس أن آلاف المتظاهرين شكلوا دروعا بشرية حول الجامع العمري في درعا جنوب دمشق خشية اقتحامه بعد ان قام الجيش وقوات الأمن بتفريق مظاهرة احتجاجية خرجت أمس لليوم الخامس على التوالي.
وأوضحت ان «الجيش وقوات من الأمن قاموا بتفريق تظاهرة انطلقت اليوم من امام جامع العمري في درعا» جنوب دمشق، مشيرا الى ان «المتظاهرين عادوا الى الجامع»، وأضاف المصدر أن «المتظاهرين شكلوا دروعا بشرية حول الجامع خشية من اقتحامه» من قبل قوات الأمن.
ولفت المصدر الى ان «عدد المتظاهرين الذين أطلقوا شعارات ضد النظام بلغ نحو ألف إلا ان عددهم ازداد بعد ذلك»، مشيرا الى ان السلطات السورية «أرسلت تعزيزات منذ الساعة الخامسة مساء باتجاه الجامع».
من جهتها، دعت روسيا الاتحادية أمس الى معالجة المشاكل في سورية من دون عنف وعلى اساس الحوار بين السلطة والسكان. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن من شأن الحوار ان يضمن الحفاظ على الاستقرار والوفاق الوطني.
وأوضح البيان ان عدة مدن سورية شهدت في الآونة الاخيرة احتجاجات رددت خلالها شعارات مختلفة ودعوات الى اضفاء الليبرالية على الحياة السياسية في سورية. واضاف ان هذه المدن شهدت صدامات بين المحتجين وقوات حفظ النظام مؤكدة على ضرورة معالجة المشاكل من دون عنف وعن طريق الحوار.