إنه العربي الأصيل الذي استطاع القفز بإمارته بخطوات ثابتة مدروسة للتفاعل مع المستجدات الحضارية سواء كانت علمية أو سياسية أو اقتصادية.
وهو القائد الذي نجح في الحفاظ على تراثه ومعتقداته وعاداته، يتأثر ويتعايش مع الأحداث التي تعصف بالعرب والمسلمين.
انه نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس وزراء وحاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
مواقفه السياسية بلورة لهذا الفكر فهو المحاور البارع والمناقش الفذ.
أعرب عن رؤيته للحرب على العراق بأنها حرب خاطئة مشيرا الى انه نصح الاميركان بعدم جدواها.
وفي حوار اجري معه في برنامج «60 دقيقة» اكد الشيخ محمد بن راشد ان الحل للتوتر في منطقة الخليج العربي بشأن الملف النووي الايراني يكمن في الحوار والديبلوماسية وهما الطريق الامثل لحل هذه الازمة، وطالب المجتمع الدولي بضرورة العمل على نزع فتيل الازمة والعودة لمائدة المفاوضات.
وحول علاقته بالولايات المتحدة الاميركية اكد انه يحب اميركا لكن له تحفظات كثيرة على سياستها الخارجية.
ولم يتطرق لتلك التحفظات مشيرا الى انه يترك الامر للشعب الاميركي لاكتشاف ومعرفة تلك التحفظات واسبابها.
واذا كان الشيخ محمد بن راشد قائدا سياسيا فذا فهو رجل اقتصاد من الطراز الاول وهو الذي سعى الى تحويل دبي الى شركة استثمارية متكاملة، وكان الاقتصاد في مقدمة اهتماماته فحرص على بناء دبي الحديثة وتصدى بفكره الصائب لمشروع رفضه كل من حوله لكنه اصر عليه مؤكدا فكرا اقتصاديا متميزا، انه مشروع جزيرة النخلة الذي عارضه حتى الاستشاريون الذين قرروا انه مشروع خاسر.
ونجح المشروع وحقق كل العوائد المتوقعة منه وبيع بالكامل خلال اسبوع واصبح نقلة حضارية متميزة، ولم يتوقف فكره الاقتصادي على المستوى الداخلي بل امتد للمستوى العالمي فقد قرر الاستثمار في جميع المشروعات في جميع الدول وفق دراسة اقتصادية متأنية وفرص الاستثمار الخليجي على الساحة العالمية، انها منظومة متكاملة استطاع ان يخطو فيها خطوات جريئة تحسب له وتسجل في سجل امارة دبي حيث اصبحت مثلا يحتذى في كثير من دول العالم.
صفقة الموانئ الأميركية كانت حلما آخر من احلام رئيس الوزراء الاماراتي، والذي رحب بالرئيس الاميركي بوش حيث قال: «ولم لا؟! اننا سنجني ثمار هذا النجاح الذي تحقق في دبي» لكن كثيرا من العراقيل وقفت في وجه استمرار الصفقة، حيث اعترض الكونغرس وكان من حيثيات قراره «هل يمكن لعربي مسلم ان يدير كل تلك الموانئ» ولهذا قرر الشيخ محمد بن راشد وقف الصفقة وبيعها الا ان ذلك لا يعني الاستسلام اذ يقول «وعلى الرغم من ذلك فنحن نقوم على تقديم الكثير من الخدمات البحرية للسفن الاميركية في كثير من الموانئ».
لم يكن البناء الاقتصادي هاجس الشيخ محمد بن راشد الوحيد اذ سعى الى بناء المجتمع الجديد الذي يميز امارة دبي، وقال: لقد كنت حريصا على بناء مجتمع جديد سماته التسامح الديني والمساواة والحفاظ على تراثنا».
وأضاف: بدأنا بالمشاريع التي غيرت شكل وتصميم المباني بالإمارة، كذلك الطرق والشوارع وكان التنسيق والتحضر هما العاملان الاساسيان في ذلك التطوير، واذ ادرك الشيخ محمد ان بناء الدولة لابد ان تقوده حكومة مؤسسات، مؤكدا على يقينه بأن ذلك يتحقق «لو نجحنا في تحويل الاداء الحكومي لشركة كبيرة تختار كوادرها وفق احتياجاتها واصبح كل فرد على علم بدوره وأهمية هذا الدور وانتقينا المتخصصين لإدارة تلك المنظومة».
ويقف الزخم في جميع المشروعات التي تشهدها الإمارة دليلا على نجاح الاداء الحكومي، وبناء الفرد شغل حيزا كبيرا من تفكير الشيخ محمد بن راشد، مدركا ان ذلك يبدأ من خلال المرأة التي اعتبرها نصف المجتمع وسر نجاح كثير من المجتمعات، مؤكدا اننا بذلنا جهودا كبيرة لمنح المرأة جميع حقوقها كما وفرنا المناخ والآليات لتكون نموذجا ناجحا في القيادة مع الحفاظ على تراثنا وعاداتنا والتعايش مع المستجدات وقبول الآخر.
انها سلسلة من الانجازات في منظومة متكاملة استطاع الشيخ محمد بن حمد الراشد ان يرسي قواعدها في مجتمع اصبح حديثا وملاذا ومصدر اشعاع ونموذجا لكثير من دول العالم.
وحول هوايته المفضلة افاد بانه فارس يعشق الخيل ويحرص على اقتناء افضل سلالتها ويقضي وقت الفراغ - ان وجد - في رعايتها والاهتمام بها ومن هذا المنطلق نظمت الامارة الكثير من المسابقات سواء في مجال سباق الخيل او مسابقة جمال الخيل، فركوب الخيل هواية مستمدة من التراث العربي الأصيل، ويمتلك الشيخ محمد بن راشد مجموعة من أغلى الخيول يبلغ سعر أحدها 50 مليون دولار.
الصفحة في ملف ( pdf )