قال د.جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية إن الظروف تفرض على دول مجلس التعاون الخليجي العمل على تحوله إلى اتحاد على غرار الاتحاد الأوروبي، وإنشاء جيش خليجي موحد، وامتلاك قوة نووية تواجه القوة الإيرانية. مشددا على زيادة الحوار الديبلوماسي وتعزيز منظومة الأمن الإقليمي.
أكد د.جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أنه ليس هناك مناص من وضع خريطة طريق نحو المستقبل لدول مجلس التعاون الخليجي، بحيث تشتمل على أمور عدة، أهمها: أن تقوم الرؤية الاستراتيجية الخليجية على متطلبات أساسية، منها تعزيز المرونة المحلية، وزيادة الحوار الديبلوماسي مع الشرق والغرب، وتعزيز منظومة الأمن الإقليمي، والتركيز على الديبلوماسية الرسمية، والتقليل من الاعتماد على الديبلوماسية الشخصية، وصياغة الرؤية الإستراتيجية والعالمية الضرورية للمشاركة على الساحة الدولية.
وكذلك الأخذ في الحسبان أن المشاركة السياسية الفاعلة أصبحت مطلبا لتحقيق التنمية وإرساء الاستقرار في ظل الانكشاف الأمني والسياسي والاقتصادي والثقافي الذي تعانيه دول المجلس، الأمر الذي يفرض العمل على تحوله إلى اتحاد على غرار الاتحاد الأوروبي، وإنشاء جيش خليجي موحد، وامتلاك قوة نووية تواجه القوة الإيرانية، إن فشلت الجهود الدولية في منع إيران من امتلاك سلاح نووي، كما يلزم بناء القوة الداخلية، ومراجعة السياسات التي سمحت بأن تصبح دول المجلس سوقا لعمالة العالم، وأن يتم تعزيز مفهوم المواطنة، ودعم المواطنة الخليجية.
وقال السويدي في كلمته التي ألقاها أمس الأول في ختام الانشطة مؤتمر «التطورات الاستراتيجية العالمية: رؤية استشرافية»، الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، على مدى ثلاثة أيام، في مقر المركز في أبوظبي، إنه لا يمكن حل الوضع في الدول التي تواجه الاحتجاجات اليوم إلا من خلال الجمع بين الاستقرار السياسي والاقتصادي والمعيشي والإصلاحات المحلية الهادفة إلى تعزيز التماسك الاجتماعي وأنه يجب تطوير السياسات والهياكل التي تستخدم لمنع نشوب الصراعات بصورة فعالة، بحيث تصبح أكثر فاعلية في المستقبل. وأضاف «نظرا إلى تزايد تعرض السكان المدنيين لأن يكونوا ضحايا العنف المسلح، فمن الواجب أن تصبح حماية السكان الهدف الرئيسي للسياسات الأمنية في المستقبل». لافتا الى أن إقامة مدن ذكية سوف تسمح للسلطات بأن تتوقع الهجمات والكوارث المختلفة، وتضع تدابير للحد من تداعياتها وخسائرها البشرية والمادية.
وأضاف أن الوقت ليس في مصلحة المسيرة البطيئة في التعاون والتكامل الخليجي، فالضرورة تحتم اتخاذ خطوات وحدوية كونفيدرالية، تضمن تحقيق تطلعات شعوب الخليج، والعمل على إنشاء محكمة عدل خليجية تحل المنازعات، وتزيل العوائق الإدارية والبيروقراطية التي تحول دون التكامل بين مواطني دول «مجلس التعاون».
لافتا الى أهمية مراجعة مفهوم السيادة الوطنية الذي لو بقي التمسك به لما نجح أي عمل جماعي، ويجب أن ننظر إلى استجابات دول المجلس للتحديات التي واجهت بعض أعضائه، كسلطنة عمان ومملكة البحرين، ومن قبل التصدي لغزو العراق للكويت.
وأنه يجب توافر المرونة الاقتصادية في اقتصادات دول الخليج، مثل التنويع الاقتصادي، والقوة في الميزانيات العمومية للقطاع المالي، وقدرة السلطات النقدية والمالية على الاستجابة الفعالة لإدارة الطلب.
وأضاف السويدي ان «مؤتمرنا هذا دليل حي وواقعي على أهمية دراسات استشراف المستقبل، ومناقشة أهم قضاياه الحيوية، وهذا يدفعنا إلى الثقة بالمستقبل، ومثل هذا العمل يجب أن تتواصل فصوله، ويترجم إلى واقع عملي لمصلحة المجتمع الخليجي».
وأن العالم يشهد اليوم توزيعا جديدا للقوى الفاعلة فيه، ينبئ بقطبية عالمية تعددية، حيث يوجد صعود لقوى مهمة، مثل: الصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا والاتحاد الأوروبي وروسيا، وحتى «مجلس التعاون» بما يتمتع به من قدرات.
ورجح حدوث زيادة في عدد الصراعات عابرة الحدود، وسوف يكون هناك اتجاه متزايد نحو استهداف المدنيين بدلا من الأهداف العسكرية.
وان تصبح الحرب الإلكترونية تهديدا متزايدا في المستقبل من خلال التقنيات الجديدة، ويمكن أن تكون لها آثار كارثية إذا تم من خلالها استهداف نقاط ذات أهمية حيوية في مجالي المواصلات والبنية التحتية، وسيكون بإمكان الهجمات الإلكترونية أن تحدث الآثار نفسها التي تنتج من القنابل التقليدية.
وقال من المهم إدراك أن «الأزمة الاقتصادية العالمية» سوف تنعكس بآثارها الكارثية على النمو والاستقرار العالميين على مدى الأعوام المقبلة.
واعتبر ان الطريق المناسب للإصلاح هي وضع الشعب على الطريق نحو حياة أفضل، فالطوفان الذي يجتاح المنطقة العربية الآن سيصل إلى مناطق أخرى.
ودعا جميع دول المنطقة الى مواجهة التحدي المتمثل في توفير فرص العمل والمساكن والتعليم والحياة الكريمة لشعوبها. وإذا كانت القيادات تتمتع بالحكمة وبعد النظر، فبإمكانها الاستفادة من القوة الدافعة لهذه الموجة العاتية في تحقيق مستقبل أفضل لشعوبها.