- سورية ستشهد قرارات تلبي طموحات جماهيرنا
دمشق ـ هدى العبود
بعد معلومات عن ارتفاع عدد قتلى مواجهات الأربعاء الماضي في مدينة درعا الى 100 قتيل ووسط ترقب لما قيل عن أن مظاهرات ستخرج اليوم تحت شعار «جمعة العزة»، كشفت المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد عن سلسلة من القرارات العاجلة التي أمر بها الرئيس، ومنها تشكيل لجنة لرفع مستويات المعيشة ودراسة إلغاء حالة الطوارئ بالسرعة الكلية، ودراسة قانون تنظيم الأحزاب، وقانون جديد للإعلام يلبي حاجة المواطنين للحرية، إضافة إلى زيادة الرواتب بشكل فوري بنسبة 30%. ووضع آلية لمكافحة الفساد ووضع جميع التشريعات المؤدية لذلك.
وكانت المستشارة الإعلامية في الرئاسة السورية قالت لـ «الأنباء» أن هناك تجييشا إعلاميا عالميا وعربيا ضد سورية في هذه المرحلة، فوسائل الإعلام تقول هناك 25 قتيلا في مستشفى درعا وقد تحققت من الجهات المسؤولة ولا يوجد أي جثة في مستشفى درعا، والذين استشهدوا أمس الأول دفنوا.. وعندما يموت جريح نعلمه بالاسم.
فنحن كحكومة يهمنا المصداقية أمام الناس ونقول الأشياء كما هي. وهنا أريد أن أؤكد أن هناك استهدافا لسورية، وفي هذا السياق لن أتحدث في هذا الشق على حساب الشق الآخر وهو المطالب المحقة للشعب السوري في درعا أو في غير درعا وهذا أمر تتم معالجته بالطرق السلمية وبالسرعة المطلوبة، نتيجة الوضع في المنطقة ونتيجة تغير سقف التوقعات لدى الناس.
وقالت شعبان أهل درعا أهلنا وشعب درعا هو شعبنا ولم يتم اختيار درعا لأي أسباب اجتماعية أو اقتصادية وإنما تم اختيارها لأسباب جغرافية لأن درعا قريبة من الحدود ولأنه اثبت بالدليل القاطع أن أموال وأسلحة تأتي إلى درعا.
وأضافت المستشارة شعبان: ما حدث في درعا ليس تظاهرة سلمية تريد مطالب وإنما حركة مسلحة في درعا، ولو أتى إلى ساحة درعا 10 آلاف شخص لا مشكلة لدينا وإنما أن يكون الجامع مخزن أسلحة وأن يكون من يأتي مسلحا ويطلق النار على رجال أمن وأطباء فهذا أمر يتعدى التظاهرة السلمية إلى مطالب وإلى حقوق.
وقالت شعبان التظاهر السلمي مسموح في سورية ولكن هذا ليس تظاهرا سلميا وهناك تجن كبير من الإعلام العالمي، وليس لدينا أي شك في أن من خسر مواقع في بلدان عربية أخرى كانت مؤيدة للسياسات الأميركية والإسرائيلية في المنطقة يحاول أن ينقض على سورية التي هي حضن المقاومة والضلع الأساسي للتوجه المقاوم في هذه المنطقة.
وتابعت شعبان: يتم محاولة استيعاد حركات وثورات وطنية في بلدان عربية أخرى ويتم محاولة إشعال فتن في بلد عربي مقاوم من ناحية أخرى، وهذا هو الفرق بين ما جرى في بلدان عربية وبين ما يجري في سورية.
وقالت المستشارة الإعلامية ان المطلوب في سورية الوعي الشعبي بأن المستهدف هو موقف سورية وأمن سورية وقدرة سورية على أن تكون ضلع أساسي مقاوم للصهيونية وللمخططات الأميركية في المنطقة التي تحاول تفكيك بلداننا، وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الشعب العربي أن يمسك بزمام أمره، الشعب العربي حاول التمرد على العثمانيين وأن يصنع قدره بيديه فأتته سايكس بيكو ووعد بلفور ودخلنا في نفق طويل ندفع ثمنه منذ 90 عاما.
وأكدت شعبان أن سورية حريصة كل الحرص على أن يكون الحراك الشعبي في العالم العربي لصالح استقلالية القرار ومستقبل هذه الأمة وخير أبناء هذه الأمة، وهذا الأمر منفصل تماما عن أمر آخر وهو معاناة الشعب في سورية، معاناة الخدمية الاقتصادية وربما السياسية، وما هي المطالب التي يريدها هذا الشعب، وهذه المطالب أؤكد لكم أنها محط بحث ودراسة ليلا ونهارا في القيادة وستشهد سورية قرارات مهمة تلبي طموحات جماهيرنا وستكون هذه الجماهير مشاركة في القرار وصنعه وفي أي شيء يتخذ.
وأضافت المستشارة في رئاسة الجمهورية، ان هدف من يمول ويسلح ليس رفع المعاناة عن الشعب السوري وليس إعطاء الحرية والكرامة، ونحن نعلم من تجربة العراق وليبيا أن هؤلاء آخر همهم الشعب السوري.. همنا هو الشعب السوري وأبناء سورية في كل مدينة وفي كل حي وهم همّ الرئيس بشار الأسد، وإذا كانت هذه الأحداث قد أشارت إلى أخطاء وممارسات فهي من حسن الطالع وستؤخذ بعين الاعتبار وستتم دراسة الأمور وفق هذه الرؤية التي ربما انكشفت أو تكشفت للقيادة بسبب ما جرى ولذلك أرجو من الإعلام أن يتوخى الدقة.
وقالت المستشارة الإعلامية والسياسية: فقط اطلعوا على الإعلام الإسرائيلي والأميركي لتروا أن رأس سورية مطلوب والارتياح الذي يبديه أعداؤنا لأي مشكلة تحدث في سورية ولأي شيء قد يزعزع أمن واستقرار سورية.
وتساءلت شعبان: هل لأي سوري مصلحة في زعزعة أمن واستقرار سورية؟ طبعا لا، ولكن يتم استخدام مجموعات تحت شعار أهداف كاذبة واستخدام معاناة الناس وهنا تكمن اللعبة الخطرة.
وتابعت: أرجو أن تكون أعينكم ساهرة وأن تكونوا بوعي، قد نكتشف الآن نقاط ضعف في بنية إيصال الصوت والمعاناة وفي بنية تنفيذ الخدمات وفي بنية تنفيذ القرار، قد يكون كل هذا مطروح، لا يوجد أي شيء محرم وضعه على الطاولة لأن الهم والهدف الأساسي هو المواطن السوري واستقرار أمن سورية بقيادة الأسد.
وعادت شعبان لتؤكد: نرى أن نستفيد من التجربة المؤلمة التي حدثت في درعا ونريد أن نقول إن كرامة أهل درعا وشعب درعا هما الأساس في حل الأزمة ونوجه لهم التحية، ولم يتم اختيار درعا لأي أسباب اجتماعية ولأي أسباب أخرى وإنما لأسباب جغرافية فقط لاسيما قربها من الحدود، لذا أرجو من الإعلام أن يكون واعيا وأن يرد على التجييش الإعلامي.
وقالت شعبان: هدفنا في هذه المرحلة فصل هذا الجزء صاحب المطالب المحقة عن الجزء الآخر جزء الاستهداف والتواطؤ بطريقة واعية ومدروسة وهادفة.. ودعت شعبان إلى أن يثق الإعلام بنا لأن هدفنا أمن واستقرار هذا البلد، مؤكدة انه لا يوجد أحد يتساهل في أمن البلد.
ونفت د.بثينة شعبان ما يروج من إشاعات عن وجود عناصر إيرانية أو من حزب الله اللبناني في سورية وقالت من يروج هذا الكلام ليس لديه حس المعرفة، فسورية ليست بحاجة لمن يساعدها من أجل مظاهرة، سورية عندها جيش وأمن وليست بحاجة لذلك.