- فرنسا وبريطانيا تحثان سورية على تبني الحوار والتغيير
خرج الآلاف من سكان مدينة درعا أمس لتشييع 9 محتجين سقطوا في مواجهات أمس الأول وقدر شهود لإذاعة الـ «بي بي سي» أن أكثر من 20 ألفا شاركوا في تشييع الجنازة الى مقبرة المدينة الجنوبية ورددوا هتافات تنادي بالحرية ورفعوا شعارات «حنا رجالك سورية، بدنا نجيب الحرية». وقالت الاذاعة ان الجنازة شهدت اشتباكات وإطلاق نار.
من جهتها نقلت وكالة الانباء الفرنسية عن ناشطين حقوقيين وشهود عيان أمس ان 100 شخص على الاقل قتلوا في درعا على أيدي قوات الامن السورية في مواجهات امس الأول. وقال الناشطون ان قوات الامن اعتقلت نحو 1500 من المحتجين.
وقال الناشط الحقوقي المعارض ايمن الاسود لوكالة فرانس في نيقوسيا عبر الهاتف «هناك حتما اكثر من 100 قتيل»، مضيفا «درعا بحاجة الى اسبوع لدفن شهدائها».
واضاف ان «العديد من القتلى مواطنون جاءوا من القرى المجاورة لدرعا للمشاركة في التشييع وقامت قوات الامن باطلاق النار عليهم».
وقال ناشط آخر «جاء عشرات الالوف من المواطنين من القرى المجاورة ولدى وصولهم الى الشارع الرئيسي بين دوار البريد ودوار بيت المحافظ قامت قوات الامن باطلاق النار عليهم». في حين قال شهود عيان ان السلطات قامت بعزل بلدة ازرع وبصرى الحرير عن المدينة ومنعت كافة الاشخاص الذين حاولوا الوصول للانضمام الى المحتجين في درعا التي طوقتها قوات الأمن من الدخول أو الخروج من المدينة إلا بعد التفتيش وبعد تسجيل أسماء الداخلين والخارجين.
من جهتها، قالت «رويترز» ان مستشفى المدينة تسلم 25 جثة مساء أمس الأول. ونقل عن شهود عيان أن المستشفى طلب التوقف عن استقبال المصابين والقتلى بسبب عدم قدرته على استيعابهم.
إلا أن مصدرا رسميا سوريا قلل من هذه الأرقام وقال ان عشرة قتلى «فقط» سقطوا في الاحداث منذ اندلاعها الجمعة الماضية.
في المقابل، اتهم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس جهاز الأمن السياسي السوري باعتقال الناشط الحقوقي مازن درويش على خلفية إدلائه بتصريحات إعلامية حول الاعتقالات في سورية وأحداث درعا.
وقال المرصد في بيان تلقت «يونايتد برس انترناشونال» نسخة منه ان درويش (37 عاما) اعتقل أمس لدى استدعائه للتحقيق.
ودرويش صحافي ومؤسس ورئيس «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير» كما يشغل منصب نائب رئيس المعهد الدولي للتعاون والمساندة في بروكسل وعضوية المكتب الدولي لمنظمة «مراسلون بلا حدود».
من جهتها، حثت فرنسا سورية أمس على فتح حوار وإجراء تغيير ديموقراطي بعد أن قتلت القوات السورية ستة أشخاص في هجوم على محتجين وفتحت النار على مئات الشبان الذين خرجوا في مسيرة تضامن.
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه للصحافيين «نحث سورية على الاستماع الى صوت الحوار والديموقراطية».
وأضاف «يجري تغيير كبير، استهدفت سياسة فرنسا تجاه العرب لفترة طويلة الاستقرار، اليوم السياسة تجاه العرب هي الاستماع لطموحات الشعب وهذا ينطبق على سورية التي يجب أن تقبل هذه الحركة المنتشرة على نطاق واسع».
ونددت فرنسا القوة التي استعمرت تونس وسورية سابقا بما وصفته بالاستخدام المفرط للقوة في سورية ودعت الى إجراء تحقيق في سقوط قتلى مدنيين والإفراج عن المحتجين المعتقلين.
بدورها دعت بريطانيا الحكومة السورية إلى السماح بالتظاهر السلمي وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ امام مجلس العموم «ندعو الحكومة السورية الى احترام حق شعبها في التظاهر السلمي واتخاذ اجراءات لمعالجة تظلماته المشروعة».
وأضاف «نحن كذلك ندعو جميع الأطراف بما فيها قوات الامن السورية، الى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس خلال التظاهرات التي تمت الدعوة اليها غدا في سورية».
إلى ذلك، ذكرت مصادر سورية وحقوقية ان مسؤولين في الأمن أطلقوا النار على المجند خالد المصري لرفضه المشاركة في اقتحام المسجد العمري في درعا فجر الأربعاء.
وقالت اللجنة السورية لحقوق الإنسان ان المصري أطلقت عليه ثلاث رصاصات من قبل قائده فأردته قتيلا، لرفضه المشاركة في اقتحام المسجد العمري، ويجري تسليم جثته لأهله في مدينة تلكلخ القريبة من حمص وسط سورية.
وعبرت اللجنة السورية لحقوق الإنسان عن ادانتها «هذه الجريمة، وتعتبرها جريمة قتل عمد خارج نطاق القانون، وتطالب بفتح تحقيق مستقل بالحادثة وتقديم المتورطين فيها للقضاء المستقل.