بيروت - عمر حبنجر
حصل ما توقعته «الأنباء» بالنسبة لجلسة الانتخاب الرئاسي الثانية، اذ استبق رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري الجلسة المقررة اليوم الثلاثاء بإعلان تأجيلها الى الاثنين 12 نوفمبر لمزيد من التشاور توصلا الى توافق على انتخاب رئيس للجمهورية يشكل رمزا لوحدة الوطن ومنعته.
ولم ينتظر بري دخول النواب الى القاعة لإبلاغهم التأجيل، وقد عكس موقفه هذا التقدم الملموس في مضمار الاتصالات التوافقية الناشطة، منذ زيارة وفد الترويكا الاوروبية الى لبنان، وابرزها اجتماع الرئيس السابق امين الجميل والعماد ميشال عون في منزل صديق مشترك في بلدة «المطيلب» المتنية.
عون يمهد للقاء الحريري وجنبلاط
واستتبع ذلك اتصالا من فريق العماد ميشال عون مع قيادة اللقاء النيابي الديموقراطي وطلب التحضير للقاء بين العماد عون والنائب وليد جنبلاط رئيس اللقاء فور عودته من الولايات المتحدة.
وعلمت «الأنباء» ان اتصالا آخر جرى بين فريق عون وفريق سعد الحريري رئيس تيار المستقبل لتنظيم لقاء بين الرجلين في اسرع وقت.
وكان سعد الحريري حرص على الجلوس بين العماد عون وممثل حزب الله الوزير محمد فنيش في لقاء قصر الصنوبر السبت الماضي برعاية وفد الترويكا الاوروبية، وتوجه الى العماد عون بالقول «عسى نلتقي».
ويبدو ان موعد اللقاء بين عون والحريري تحدد الا ان الأوساط المطلعة تكتمت عليه لاعتبارات امنية.
المصادر المطلعة اعتبرت في تحرك عون المستجد مؤشرا على تفاهم القوى المسيحية وتحديدا التيار العوني ومسيحي قوى 14 مارس، كجزء من انعكاسات اجتماعات بكركي المارونية التوحيدية.
وردا على سؤال لـ «الأنباء» قالت المصادر ان اللقاءات المتسارعة، وآخرها لقاء رئيس مجلس النواب بالرئيس السابق امين الجميل تخطت الاسماء الرئاسية المقترحة الى الحكومة العتيدة وبرنامجها وبيانها الوزاري.
بدوره النائب علي خريس عضو كتلة التنمية والتحرير التي يترأسها الرئيس بري، قال «ان اللقاءات بين بري والحريري دخلت في اسماء المرشحين التوافقيين بالتشاور مع بكركي» مستبعدا فكرة انتخاب الرئيس بنصاب النصف زائد واحد. ويبدو بحسب هذه المصادر ان الرئيس بري ومثله سعد الحريري يتجنبان اطلاق اي اسم، تاركين مهمة التسوية للبطريرك الماروني، والجهات الاكليريكية المشرفة على اجتماعات الفعاليات المارونية في بكركي.
الجميل مع التأجيل وجعجع يتحفظ
وقال الرئيس الجميل بعد لقائه الرئيس بري في عين التينة امس: «ان لبنان امام ايام حاسمة، وعلى مفترق طرق».
واضاف: «ان لقائي والعماد عون كسر الجليد بيننا، وان الاستحقاق الرئاسي يهم الجميع».
وعندما سئل عن الاسماء المرشحة قال «لم ندخل في الاسماء» وعن تأجيل الجلسة النيابية المقررة اليوم اعتبر انها «ارجئت لإفساح المجال امام المشاورات» مضيفا ان الرئيس بري والنائب غسان تويني وانا مقتنعون بهذا الاجراء علما ان الرئيس بري حاضر تعيين جلسة فورية حال توافق الاطراف. بدوره رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي امل ان يكون تأجيل جلسة اليوم مؤشرا ايجابيا الى التوافق على رئيس جديد ضمن المهلة المحددة، ولاحظ ان النيات الظاهرة لدى مختلف الاطراف جيدة وتبعث على التفاؤل.
أبوفاعور: التأجيل مخالف للدستور
بيد ان النائب وائل ابوفاعور عضو اللقاء النيابي الديموقراطي، اعتبر تأجيل جلسة اليوم مخالفا للدستور.
وقال معقبا على قرار تأجيل الجلسة: «انها مخالفة جديدة تضاف الى المخالفات الدستورية التي ارتكبها رئيس المجلس منذ انطلاق الاستحقاق الرئاسي».
وقال: «هناك اكثرية نيابية تصر على الجلسة، وهناك امكانية لتأمين نصاب عقد هذه الجلسة وفق ما ينص عليه الدستور»، معتبرا ان في الامر امعان من قوى 8 مارس في تعطيل الاستحقاق الرئاسي.
الى ذلك نقلت مصادر القوات اللبنانية تحفظها هي الاخرى على قرار تأجيل الجلسة الانتخابية.
وتبقى لافتة اكثر من سواها زيارة العماد ميشال سليمان قائد الجيش للرئيس المصري حسني مبارك امس.
الصفحة في ملف ( pdf )