- إصابة العشرات على يد البلطجية ومؤيدي الملك
رغم تعرضهم للاعتداء من قبل من وصفوهم بـ «البلطجية» منتصف ليل أمس الأول ووقوع عدد من الجرحى، يصر المعتصمون في ميدان جمال عبدالناصر في عمان على الاستمرار في اعتصامهم المفتوح مستلهمين التحركات الشبابية في مصر وتونس والبحرين.
وأصيب 100 من المعتصمين بجروح نتيجة الاعتداء أمس الاول وامس ما استدعى نقل 3 منهم الى المستشفى، على ما أفاد شهود عيان، فيما تلقى البقية العلاج في خيمة «عيادة شباب 24 آذار» التي أعدها المعتصمون، لكن قوات الأمن فضت الاعتصام مساءً وأزالت الخيم وسط أنباء عن سقوط قتيل وكان مئات الشباب من تيارات مختلفة بينهم إسلاميون بدأوا أمس الأول اعتصاما مفتوحا في الميدان تحت المطر تلبية لدعوة حركة «24 آذار» التي أعلنت عن نفسها عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، للمطالبة بـ «تعديلات دستورية» و«محاكمة رموز الفساد» ونصبوا خيما للمبيت هناك.
وحاولت الشرطة منع المعتصمين من البقاء في المكان وتمضية الليل وقطعت الكهرباء عن الميدان قرابة الساعة 11.00 بالتوقيـــت المحلــي، ما دفع نحـــو 50 مـــن الموالين للحكومـــــة أو مـــــن وصفهـم المعتصمـــــــون بـ «البلطجية» الى استغلال الظلام للاعتداء عليهم وقذفهم بالحجارة دون تدخل من الشرطة.
وصباح أمس كان الموالون على بعد نحو أمتار من 19 خيمة للمعتصمين يرقصون وسط الشارع على وقع أغان وطنية تعبيرا عن الولاء للعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، دون وجود امني يذكر.
وقال صدام بصراوي (21 عاما)، طالب في الجامعة الاردنية، لوكالة «فرانس برس»: «جئنا إلى هنا وبتنا في الخيام رغم البرد القارس والمطر والاعتداءات التي تعرضنا لها لأجل الإصلاح ولأجل أن تتحقق العدالة الاجتماعية في الاردن الذي هو ليس للأغنياء فقط».
وأضاف «تعرضنا للاعتداء والرشق بالحجارة وسنتحمل أي شيء ومهما طالت المدة لأجل الإصلاح الذي نطالب به، سنبقى هنا مهما حصل حتى تتحقق مطالبنا بحل مجلس النواب وحكومة منتخبة وإصلاحات شاملة».
من جانبه قال رضا درويش (21 عاما)، طالب جامعي، لـ «فرانس برس»: «تعرضنا للاعتداء رغم اعتصامنا هنا سلميا، هل يرضي هذا الملك؟ او كل من يتكلمون بالحريات في هذا البلد؟».
وأضاف «أنا مواطن ولدي الحق في التعبير سلميا عن مطالبي ولا حق لأحد بمصادرة حريتي، الاعتداء علينا لن يوقفنا ولن يثنينا عن مطالبنا».
وشكل المعتصمون لجانا لتنظيم الموقع فهناك لجنة للعناية بنظافة المكان وأخرى لتأمين الشراب والطعام للمعتصمين، مستلهمين تجارب ثورة مصر وتونس والبحرين.
وفي الصباح الباكر بينما كان شاب ينظف المكان ويجمع القمامة من أمام الخيام كان آخر يسكب الشاي لمن أفاق من المعتصمين.
وأصرت ليشيا اوليفارس (25 عاما)، سائحة من الدنمارك على قضاء الليل مع المعتصمين، للتعبير عن تضامنها معهم قائلة «انا هنا لأعبر عن تضامني مع الشعب الاردني ودعمي للديموقراطية والعدالة».
وكان المعتصمون حملوا يوم الخميس الماضي لافتات كتب عليها «الشعب يريد اصلاح النظام» و«الشعب يريد تعديل الدستور» و«نريد محاكمة رموز الفساد» و«نعم لاجتثاث الفساد»، الى جانب اعلام اردنية.
وهتفوا «الشعب يريد حل البرلمان» و«الشعب يريد اصلاح الدستور» اضافة الى «الثورة بتلف وبتدور يا اردن جاييك الدور».
وذكر شهود عيان أن 30 شخصا على الأقل أصيبوا عندما استخدم أشخاص مجهولون الحجارة في رجم مئات من الشباب أمضوا الليل في أحد ميادين عمان لتأكيد مطالبتهم بالإصلاح.
وقال شاهد: «جرى معالجة المصابين في مكان الحادث على أيدي فرق طبية مشاركة في المظاهرة». وقال الشهود إن المتظاهرين لم يشتبكوا مع قاذفي الحجارة. ولم يعلق مسؤولو الأمن بعد على الحادث. وتجاهل المتظاهرون الذين أطلقوا على أنفسهم «شباب 24 آذار»، أوامر الشرطة ونصبوا خياما في ميدان جمال عبدالناصر، وقالوا إنهم سيمكثون في أماكنهم إلى حين الوفاء بمطالبهم.