تخلت الدول الإسلامية عن حملة بدأتها قبل 12 عاما لحماية الأديان من «التشويه» الأمر الذي مكن مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة من إقرار خطة لتشجيع التسامح الديني أمس.
وانضمت البلدان الغربية وحلفاؤها من أميركا اللاتينية ـ وهم معارضون بشدة لمفهوم التشويه ـ إلى الدول الاسلامية والافريقية في الدعم بدون تصويت للنهج الجديد الذي يحول التركيز من حماية المعتقدات إلى حماية المعتقدين.
ومنذ عام 1998 حصلت منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 عضوا على الموافقة بالأغلبية في المجلس وفي الأمم المتحدة على سلسلة قرارات بشأن «مكافحة تشويه الدين».
وقال منتقدون إن مفهوم التشويه يتناقض مع القانون الدولي وحرية التعبير ويترك الباب مفتوحا أمام قوانين «التجديف» الصارمة مثلما في باكستان، حيث استغل القانون هذا العام من قبل قتلة سياسيين اثنين معتدلين. وأضافوا أنه يسمح أيضا للدول التي توجد بها ديانة مهيمنة بإبقاء الأقليات الدينية تحت قيود مشددة أو حتى يتركهم عرضة للقمع أو التحول عن دينهم عنوة.
لكن باكستان التي تتحدث باسم منظمة المؤتمر الإسلامي في المجلس قالت إن مثل هذه الحماية من التشويه ضرورية للدفاع عن الإسلام وغيره من الديانات من الانتقادات التي تغضب المتدينين العاديين.
وأشارت الدول الإسلامية إلى الرسوم الكارتونية الساخرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في الدنمارك في عام 2005 والتي أثارت أعمال عنف مناهضة للغرب في الشرق الأوسط وآسيا باعتبارها مثالا للمعالجة التي تنطوي على تشويه للدين الإسلامي والتي يريدون وقفها.