بيروت - عمر حبنجر
ظهر الاتجاه واضحا لإلباس التحرك الاوروبي الاخير تجاه لبنان، العباءة العربية، بدلالة دخول القاهرة على الخط، ومن ثم جامعة الدول العربية. ويرد الى التحرك الاوروبي الذي تمثل في زيارة وزراء خارجية فرنسا وايطاليا واسبانيا يومي الجمعة والسبت الماضيين انفتاح الابواب والنوافذ بين القيادات المارونية الموالية والمعارضة، عبر ممرات بكركي، انطلاقا من لقاء عون - الجميل وما تلاه من تحرك للرجلين بالاتجاهات المحلية المختلفة، ابرزها تجدد سعي العماد ميشال عون للقاء النائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط، فيما يبدو لقاؤه مع د.سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية مؤجلا، بحسب احد القريبين منه. والراجح ان حمى الاتصالات توصلت الى الشروع في غربلة اسماء المرشحين، وقد وضع لهذه الآلية معياران: الانتماء السياسي للمرشح (8 او 14 مارس والمستقلون) ومدى انطباق المواصفات التي حددها البطريرك صفير على المرشحين.
وأول من أمس زار النائب سعد الحريري رئيس المجلس النيابي نبيه بري في «عين التينة» في اطار متابعة الحوار لتأمين انجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، وسبق هذا الاجتماع لقاء في قريطم بين الحريري والرئيس امين الجميل، حضره رئيس مجلس الاقاليم في حزب الكتائب ميشال مكتف، وتناول نتائج الاتصالات الحاصلة، ولاحقا قال مكتف ان التكتم حول ما يدور من اتصالات تمليه الظروف الدقيقة القائمة وان المواطنين يغفرون للسياسيين تكتمهم على التحركات، تبعا لهذه الظروف، وفي الجانب الامني منها خصوصا.
ونقل السفير الاسباني في بيروت ميغيل بنيو بيريسيرا عن الرئيس نبيه بري قوله لوزراء الترويكا الاوروبية ان نقاط توافق متقدمة حصلت مع النائب سعد الحريري، وقد كرر بري هذا القول اكثر من مرة.
وكان وزير خارجية اسبانيا ميغل انخل موراتينوس، تولى الاتصال امس الاول بكل من دمشق والجامعة العربية وأطلعهما على نتائج زيارة الوفد الاوروبي لبيروت.
وفي هذا السياق سألت صحيفة «النهار» اللبنانية المندوب الدائم لسورية في الامم المتحدة، عما اذا كانت الرسالة السورية الى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس مجلس الامن تناولت اقامة علاقات ديبلوماسية كاملة مع لبنان، فأجاب بأنها تتضمن الرؤية السورية والموقف السوري من مجمل الوضع الحالي في المنطقة وضمنه لبنان والانتخابات الرئاسية فيه، والعلاقات الديبلوماسية بين البلدين، ولم يوضح اكثر.
بدوره الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى كشف عن ان موراتينوس قدم اليه تقريرا مفصلا عن زيارة الوفد الاوروبي الاخيرة الى بيروت، واعلن موسى ان وفدا رفيع المستوى من الجامعة العربية سيتوجه الى لبنان مطلع الشهر المقبل، وقد ابلغ ذلك الى الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة (رئيس الحكومة)، وتردد ان موسى قد يأتي شخصيا الى بيروت، فيما ظهرت اشارات إلى عودة السفير السعودي عبدالعزيز خوجة للتحرك.
ويأتي التحرك المنتظر بعد انكفاء للجامعة العربية ولبعض العواصم العربية التي تدهورت علاقاتها مع دمشق اخيرا.
وتشكل زيارة وزير الخارجية المصرية المقررة الى بيروت بعد غد تجاوزا للاستعصاء المشار اليه، حيث سيحمل عناصر صيغة مصرية لتسوية سياسية.وقد ارتبطت هذه الخطوة الى حد ما باستقبال الرئيس المصري حسني مبارك قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان المطروح اسمه كمرشح وفاقي يمكن ان يستقطب اكثرية القوى السياسية، وفي التقديرات الديبلوماسية ان للقاهرة رأيا مسموعا في كل من الرياض وواشنطن.
وسبق لقائد القوات اللبنانية سمير جعجع ان اوفد مقربين منه الى القاهرة، ناقلين رسالة الى القيادة المصرية تنطوي على دعوة للمساهمة في معالجة الاوضاع اللبنانية المتأزمة من جوانبها الاقليمية.
الصفحة في ملف ( pdf )