بيروت - عمر حبنجر - القاهرة ـ أيمن صقر
علق مصدر حكومي في بيروت على تصريح النائب سعد الحريري في القاهرة والذي كشف فيه عن معلومات حول مخطط لاغتياله ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة بالقول: نعم، هذه المعلومات صحيحة، وقد احطنا علما بذلك.
ورفض المصدر الدخول في التفاصيل، الا ان مصادر اخرى ردت الاجراءات الامنية البالغة الشدة المحاطة بالرئيس السنيورة الى مثل هذه المعلومات.
وتحدث الرئيس السنيورة والسفير السعودي عبدالعزيز خوجة ظهر امس في السراي الكبير عن العلاقات الطيبة مع المملكة العربية السعودية، لكن رئيس الحكومة لم يتطرق الى تصريحات النائب سعد الحريري في القاهرة، وبالذات التي تعنيه، مكتفيا كما يبدو بتصريح المصدر الحكومي. وكان رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري اعلن بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك وردا على سؤال في مؤتمر صحافي حول المعلومات المتداولة في القاهرة عن رصد اجهزة دولية عدة لمحاولة اغتيال اعدت ضده، وان هناك ادلة تشير الى ان مسؤولا بالمخابرات السورية آصف شوكت هو من يدير العملية، «نعم ابلغت بهذه المعلومات وهي صحيحة، وهناك تعاون يتم بين الاجهزة اللبنانية والعربية بشأنها، الا انني لست المستهدف الوحيد بل الخطة تستهدف ايضا الرئيس فؤاد السنيورة».
وعد مصري
واكد الحريري ان محادثاته مع مبارك تركزت حول «مسألة انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية والتدخلات التي تحدث من جانب بعض الدول للحيلولة دون اجراء هذه الانتخابات».
وشدد على ان مبارك «وعد بتحرك مصر واتخاذ اجراءات» من اجل منع «اي تدخل في الشأن الرئاسي اللبناني او المساس باستقرار لبنان».
وتابع ان الرئيس المصري «كان واضحا وصريحا للغاية في التأكيد على ان التدخل في الشأن اللبناني، خاصة مسألة انتخابات الرئاسة، هو امر ممنوع، وان مصر ترى ان اي تدخل في الشأن اللبناني او اي مساس باستقرار لبنان يعتبر اخلالا بأمن مصر والامن العربي». وسئل الحريري عن الاسباب التي تدفع الغالبية النيابية الى اتهام سورية بالتدخل في الشأن اللبناني، فأجاب «عندما تكون هناك مبادرة من رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ويبدأ حوار ثم بعد ايام يقتل انطوان غانم وهو من نواب 14 مارس المستهدفون دائما»، فإن هذا يعد «ضربا للحوار اللبناني وللتوافق اللبناني».
وتقدمت معلومات سعد الحريري الاهتمامات السياسية والاعلامية في بيروت، بما في ذلك اجتماعات اللجنة الرباعية المارونية التي اجتمعت امس في بكركي.
في هذا السياق، قال مرشح رئاسي اصر على عدم ذكر اسمه لـ «الأنباء» ان جلسة 12 نوفمبر الانتخابية لن تعقد هي الاخرى بسبب عدم توصل اطراف الحوار والوسطاء المحليين والخارجيين الى التفاهم حول اي مرشح.
المرشح الرئاسي وردا على سؤال قال ان الاتصالات والمساعي باتت محصورة بأربعة مرشحين يمكن ان يكونوا وفاقيين، وهم: جان عبيد، فارس بويز، روبير غانم وميشال اده.
واصر المرشح الرئاسي على البقاء بعيدا عن الاضواء، لا تصريحا ولا تلميحا، متجنبا الخوض فيما يمكن ان تتوصل اليه اللجنة الرباعية المارونية التي اجتمعت عصر امس في بكركي في محاولة لاعداد توصيات مقبولة من مختلف الاطراف.
عون - الحريري
وبرز تطور جديد على مستوى الاستحقاق الرئاسي تمثل بمغادرة العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والاصلاح المعارض الى باريس في مهمة ربطها المطلعون في بيروت بلقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن في السادس من نوفمبر.
وتساءلت اوساط 14 مارس عما اذا كان في حسبان العماد عون الانتقال من باريس الى عاصمة دولية اخرى، كواشنطن مثلا، الا ان المعطيات المتوافرة حاليا تؤشر الى ان باريس ستكون مربط خيله الآن. وعلمت «الأنباء» من مصادر الحريري أنه غادر القاهرة متجها إلى باريس للقاء العماد عون. وكانت مصادر فرنسية في بيروت ذكرت ان محادثات الموفد الفرنسي جا كلود كوسران في دمشق انتهت بموقف سوري يربط الاستحقاق الرئاسي بالتوافق على الرئيس، الامر الذي مازال في طور الاستحالة رغم المساعي والجهود.
ونقل عن النائب السابق نجاح واكيم الذي كان في بعبدا منذ ايام انه لا يرى انتخابات رئاسية في الموعد المضروب، واعتبر «فرصة للانقاذ ان يبادر الرئيس اميل لحود الى تشكيل حكومة انتقالية تتولى تكليف الجيش بمسؤوليات الامن في البلد وتضع قوى الامن الداخلي بتصرفه».
عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب سليم عون قال معلقا على هذه التطورات: فلنتفق على حكومة انقاذية وعلى آلية لاجراء انتخابات نيابية مبكرة اذا لم يكن من فرصة للتوافق على رئيس للجمهورية، محملا ما وصفه بـ «الفريق الحاكم» مسؤولية عدم التوصل الى حل للازمة. واضاف سليم عون ان حكومة الانقاذ التي دعا اليها العماد عون هي بمنزلة الضمانة لعدم الدخول الى المجهول في حال لم تحصل الانتخابات الرئاسية، محذرا من اجراء الانتخابات بـ «النصف + 1» او بمن حضر، لأن ذلك يشكل انقلابا على الدستور.
وردا على ما اعلنه النائب وليد جنبلاط رئيس اللقاء الديموقراطي عن تراجع العماد ميشال عون عن موعدين للقائه، تحت الضغط، قال مصدر عوني انه تم الاتفاق على اللقاء في منزل صديق مشترك هو د.نبيل الطويل، وقد الغي هذا الموعد لاحقا انسجاما من العماد عون مع تفاهمه مع حزب الله بعدما اتهمه جنبلاط بالاغتيالات.
واضاف المصدر العوني ان الشعب اللبناني اعطى العماد عون امانة لا يمكن ان يفرط بها لجهة القبول برئيس آخر غيره، حتى لو سماه هو شخصيا.
متقي في بيروت غدا
في غضون ذلك، ذكرت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ «الأنباء» ان وزير خارجية ايران منوشهر متقي سيزور بيروت غدا قبل انتقاله الى اسطنبول للمشاركة بمؤتمر جوار العراق.
وكان متقي زار دمشق امس الاول وسيلتقي الموفد الفرنسي جان كلود كوسران قبل توجهه الى العاصمة اللبنانية حيث سيلتقي كبار المسؤولين والمعنيين، خصوصا بالاستحقاق الرئاسي.
الصفحة في ملف ( pdf )