دمشق - هدى العبود
قللت الصحف السورية الرسمية امس من النتائج المتوقعة من مؤتمر السلام المزمع عقده في الخريف المقبل في انابوليس بالولايات المتحدة بناء على دعوة من الرئيس الاميركي جورج بوش واعتبر بعضها ان نتائجه ستكون «مدمرة».
وقالت صحيفة «تشرين» الحكومية ان «نتائج مؤتمر الخريف للسلام ستكون خطيرة ومدمرة ليس فقط على القضية الفلسطينية بل وأيضا على الأوضاع في المنطقة».
واضافت الصحيفة في مقال كتبه أحمد صوان أن «نتائج المؤتمر ستكون مدمرة على مرجعية القرارات الدولية التي حددت أسس ومقومات السلام العادل والشامل في المنطقة» في اشارة الى القرارين 242 و338 ومبدأ الأرض مقابل السلام الذي عقد على اساسه مؤتمر مدريد عام 1991 والذي يدعو الى انسحاب اسرائيلي كامل من الأراضي العربية التي احتلتها الدولة العبرية في العام 1967.
وأكدت تشرين أن «عملية الخداع التي تروج لها ادارة الرئيس الأميركي جورج بوش من خلال مؤتمر أنابولس للسلام تهدف لتحقيق المسعى الاسرائيلي والمتمثل باقامة علاقات تطبيع كخطوة تريد اسرائيل من خلالها الابقاء على احتلالها للأراضي العربية وعدم دفع أي ثمن لاستحقاقات السلام».
وفي مقال نشرته البعث الناطقة بلسان الحزب الحاكم شكك الكاتب صابر فلحوط رئيس اتحاد الصحافيين السابق بنتائج مؤتمر أنابوليس وبـ «السلام الموعود» من خلاله.
وقال فلحوط ان «الدعوة لهذا المؤتمر الخريفي تكتنفها جملة من الألغاز والرموز كما تأتي في محيط من الأحداث والعواصف يجعل منه وسيلة لسرقة الوقت والمتاجرة فيه وصرف النظر عن الوجع الحقيقي الذي يستنزف المنطقة بشكل عام وفلسطين بشكل خاص».
واعرب عن اعتقاده ان «الاهداف الاميركية والصهيونية من المؤتمر تتبدى في حرص اسرائيل غير المحدود على التطبيع العلني مع دول الخليج وفي المقدمة الدول التي مازالت ترى حرجا في المصافحة والمصالحة العلنية مع العدو التاريخي للامتين العربية والاسلامية».
من جهتها، قالت صحيفة «الثورة» الرسمية في مقال كتبه علي القاسم ان «عملية السلام واجتماع الخريف وكل الجهود الدولية السابقة واللاحقة لن يكون لها في القاموس الاسرائيلي اي حضور الا بالقدر الذي توظفه للدعاية السياسية والضغط باتجاه التطبيع المجاني الذي لا طائل منه».
واكدت «الثورة» ان «طرح ليبرمان (زعيم حزب اسرائيل بيتنا) والداعي الى قيام حلف شمال الاطلسي بالاجهاز على المقاومة الفلسطينية قد يكون احدى الاوراق الاسرائيلية للمساومة في اجتماع الخريف».
وتحت عنوان «انابولس مؤتمر الضباب الكثيف»، كتب توفيق المديني في صحيفة «الثورة» ايضا ان «السمة المميزة لمؤتمر انابولس المقرر عقده في نهاية الشهر المقبل لا تسمح لأي عاقل بأن يتوقع منه اي ايجابية».
الصفحة في ملف ( pdf )