عواصم - صفاء غنيم
أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد امس قبل اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن ان بلاده لن تتراجع في نزاعها النووي مع الغرب وانها غير مهتمة باجراء محادثات مع الولايات المتحدة.
ورفض أحمدي نجاد عرض واشنطن باجراء مفاوضات موسعة مع طهران شريطة ان توقف أولا انشطة التخصيب الحساسة التي تخشى الولايات المتحدة ان يكون الغرض منها هو تصنيع اسلحة نووية.
ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الإيرانية عن أحمدي نجاد قوله لطلبة في قوات الباسيج «هذه الامة لن تتفاوض مع أحد حول حقوقها الواضحة المشروعة، بل اننا غير مهتمين بالتفاوض معك (الولايات المتحدة) والامة الإيرانية لا تحتاج أميركا».
أسباب فنية
وفي موسكو صرح ميخائيل كامينين كبير المتحدثين باسم الخارجية الروسية بأن زيارة لافروف وهي زيارة عمل لطهران ستتطرق الى الانشطة النووية لإيران بالاضافة الى القضايا الثنائية. وقال كامينين ان زيارة لافروف لطهران مقررة من قبل لكنها لم تعلن سوى امس لاسباب فنية.
وقال تعتبر الزيارة استمرارا للاتصالات رفيعة المستوى التي جرت في طهران بين الرئيس الروسي والرئيس الإيراني، وأضاف انها لتطوير «ما نوقش» في القمة الاخيرة، وأوضح أحمدي نجاد ان بلاده عازمة على تحدي الضغوط الغربية.
وقال العدو تراجع خطوة خطوة والامة الإيرانية تقترب من قمة المجد خطوة خطوة اليوم ومن وجهة نظرنا انتهت القضية النووية، وجدد قوله ان الموضوع النووي قد انتهى من وجهة نظر بلاده وان الملف النووي هو الان لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
القوى الفاسدة والمتغطرسة
واتهم الرئيس الإيراني الولايات المتحدة الاميركية بمحاولتها ان تقنع الدول الاخرى لاصدار قرار جديد ضد إيران «ولكنها لم توفق حتى الآن».
واشار الى ان الشعب الإيراني «رحب بالحوار في ظروف عادلة ومتكافئة لكنه لن يساوم احدا على حقوقه القانونية والطبيعية»، واتهم من وصفهم بـ «القوى الفاسدة والمتغطرسة التي تعارض استقلال الشعب الإيراني» بوضع العراقيل «امام نجاحات الشعب الإيراني».
واضاف ان «الاعداء بدأوا شائعات واكاذيب وشن حرب نفسية واطلاق التهديدات وفرض الضغوط ليحرموا الشعب الإيراني من حقوقه القانونية والطبيعية وان يحرموه من التكنولوجيا النووية السلمية»، ووصف نجاد العقوبات الاميركية ضد بلاده بأنها «غير مجدية».
واتهم الاميركان بأنهم «يستخدمون عملاءهم في الداخل ليؤكدوا أن العقوبات قد اثرت على الاوضاع في إيران وان الشعب الإيراني يواجه مشاكل اقتصادية».
لكن الرئيس احمدي نجاد قال ان «على الشعب الإيراني ان يدرك أننا تعرفنا على الايدي الخبيثة التي تعبث بالاقتصاد وسوف نطهر البلاد من هؤلاء».
وقال ان «جميع الخطط الموجهة ضد الشعب الإيراني قد باءت بالفشل وان الاعداء لن يتمكنوا من وقف تقدم الشعب الإيراني».
وقال نجاد «لقد أبلغنا الوكالة الدولية للطاقة الذرية باننا لن نخضع للتهديدات وسنقوم بأنشطتنا على أساس قانوني»، موضحا ان ملف القضية النووية الإيراني قد أغلق في مجلس الامن الدولي في الوقت الذي يتخذ فيه مساره داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووصف التهديدات الاميركية الاحادية الجانب ضد إيران بأنها لا اساس لها.
واكد نجاد ان المؤامرات السياسية والدعاية ضد إيران فشلت في تحقيق الهدف منها قائلا ان حقوق إيران ثابتة وقد ادرك اعداؤها انهم لن يستطيعوا وقف التقدم الإيراني.
تسريح مسؤولين
وفي سياق آخر اعلن نجاد امس انه سيقوم بعمليات صرف تشمل مسؤولين في ادارات محلية يتهمهم «بعدم المبالاة»، على ما ذكرت صحف إيرانية.
ونقلت صحيفة «كيهان» المحافظة عن احمدي نجاد قوله «سنرسل قريبا رسالة سرية الى المحافظين مع اسماء مسؤولين يجب ان نشجعهم فضلا عن اسماء مسؤولين لا يبالون (بمشاكل الناس). وما ان يتلقى الحكام هذه الرسالة عليهم اقالة هؤلاء الاخيرين».
واوضح ان مسؤولين اخرين سيتلقون كذلك تأنيبا بسبب «ضعفهم».
واعلن الرئيس الإيراني امس انه سيطرد قريبا «مثيري الاضطرابات الاقتصادية» والذين يؤكدون - على ما يقول احمدي نجاد - ان العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران تثير «مشاكل اقتصادية» للسكان.
وفي نفس السياق يقول محللون ان طهران تواجه مشكلة داخلية في طريقها للانفجار منذ ان أبعد علي لاريجاني عن الملف النووي.
والمشكلة لا تقتصر على ذلك فقط بل إن هناك بوادر خلافات بين علي خامنئي والرئيس نجاد، على ان هذه البوادر ستنكشف خلال الأيام المقبلة ولكن على ما يبدو أنها تتعلق بمحاولة أحمدي نجاد الانفراد بقرارات دون الرجوع إلى خامنئي ومنها ما تردد أخيرا عن ان هناك اتجاها من الرئيس الى إقالة وزير الخارجية متقي على ان يخلفه أحد مستشاري الرئيس المقربين له ويدعى ساماره هاشمي.
الضغط على طهران
الى ذلك اتهم رئيس مجلس الشورى الإيراني غلام علي حداد عادل الولايات المتحدة الاميركية بعدم رغبتها في حل القضية النووية الإيرانية للضغط على بلاده.
ونسبت وكالة الانباء الإيرانية الرسمية (ارنا) الى حداد عادل قوله امس ان «الاميركان لا يرغبون في حل القضية النووية الإيرانية ويريدون استغلال هذه القضية كذريعة لممارسة الضغوط على إيران».
واتهم واشنطن بوضع «العراقيل المالية امام بعض المؤسسات الإيرانية» من خلال العقوبات الاخيرة، وقال ان هذه الاجراءات التي اتخذتها أميركا «تثبت أنها لاترغب في احلال السلام والاستقرار في العالم والمنطقة».
وتابع «في الوقت الذي تجري فيه محادثات إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن حل القضية النووية وازالة الغموض اعلن رئيس اللجنة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أنه لم يتلق اي تقرير يدل على النشاط النووي العسكري الإيراني من مفتشي الوكالة».
وقال ان «الاميركان يتخذون مثل هذه الاجراءات بذريعة عسكرة النشاطات النووية الإيرانية ويثيرون صخبا اعلاميا يفيد بان إيران تدعم الارهاب وتعارض الديموقراطية».
واضاف ان «الاميركان يدّعون بأنهم يريدون الخير للشعب الإيراني ويعارضون الحكومة الإيرانية في حين يتهمون إيران بدعم الارهاب ويؤسسون شركة خاصة للقيام باغتيال المواطنين العراقيين».
الصفحة في ملف ( pdf )