أقامت الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة حفل عشاء رسميا تكريما لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مساء امس الاول في قصر باكينغهام بلندن.
وبعد كلمة ترحيبية القتها الملكة البريطانية القى خادم الحرمين الشريفين كلمة قال فيها: أعرب لكم عن شكري وتقديري على هذه الدعوة الكريمة وعلى كل ما لقيناه من حفاوة وتقدير.
كما أعرب عن امتناني لما تضمنته كلمتكم من مشاعر مؤكدا لكم أن الشعب السعودي يكن مثلها للشعب البريطاني.
قرن كامل
صاحبة الجلالة: إن العلاقة السعودية - البريطانية استمرت قرابة قرن كامل، وكان اللقاء التاريخي بين الملك المؤسس عبدالعزيز، رحمه الله، ورئيس الوزراء البريطاني السير تشرشل عام 1945، البداية التي وضعت الأسس السليمة للتعاون البناء بين الدولتين.
ومازلنا نتذكر زيارتكم التي كان لها الأثر الكريم في نفوسنا.
إن زيارتي الحالية امتداد للزيارات الرسمية التي قام بها إخوتي الملوك السابقون - رحمهم الله - وآمل أن تسهم زيارتي في تعميق التعاون ودفعه إلى الأمام في مختلف المجالات.
صاحبة الجلالة: من بريطانيا انطلقت النهضة العلمية التي أدّت إلى الحركة الصناعية التي أدخلت الإنسانية طورا جديدا.
مازال حيا ينبض
إن هذا الإرث مازال حيا ينبض ونحن نتطلع إلى تعاون وثيق معكم في المجالات الحيوية التي تتصل بنقل التقنية والتعليم والتدريب والبحث العلمي لأننا نؤمن أن أي تنمية حقيقية يجب أن تبدأ بتطوير الإنسان وتأهيله.
صاحبة الجلالة: إن مؤشرات الحرب والصراعات تجتمع في أماكن عديدة من العالم، وأمام هذه المخاطر المتزايدة لابدّ لنا أن نتسلح بالحكمة والشجاعة كي لا تنزلق الأمور إلى حافة الهاوية، فكل نزاع مهما بدا معقدا يمكن حله إذا عالجناه بروح العدالة والإنصاف.
إن المملكة العربية السعودية تمد يدها بثقة وحزم لكل الأصدقاء الذين يرغبون في تحقيق سلام عادل دائم في منطقتنا وفي بقية المناطق المتفجرة. وإنني على ثقة أننا سنجد من حكومتكم كل عون لإنهاء المأساة التي يعاني منها أشقاؤنا الفلسطينيون عن طريق سلام حقيقي يصون حقوق كل الأطراف ويقوم على أساس من العدالة ومن قرارات الشرعية الدولية.
مظاهر التسامح
صاحبة الجلالة: لابُدّ لي أن أشيد بما ألمحه من مظاهر التسامح في المجتمع البريطاني مع مختلف الأعراق والأديان والألوان. وأحب أن أنتهز هذه الفرصة لأدعو أخواني المسلمين في بريطانيا إلى أن يكونوا مسلمين صالحين وأن يكونوا في الوقت نفسه مواطنين صالحين يسعون إلى عمارة الأرض لكي ينقلوا الصورة الحقيقية لمبادئ الإسلام الخالدة مبادئ المحبة والرحمة والاعتدال.
أشكر لكم وأتمنى لكم التوفيق.
علاقة منفعة متبادلة
من جانبها قالت الملكة اليزابيث في كلمة القتها في المأدبة التي اقيمت في قصر باكينغهام مقر اقامتها في لندن «العلاقة بين مملكتينا هي علاقة منفعة متبادلة وتفاهم. ومن ثم فإني ارحب بكم ايها الملك عبدالله خادم الحرمين بحرارة في هذا البلد».
وحضر المأدبة رئيس الوزراء غوردون براون وزعيم حزب المعارضة الرئيسي المحافظين ديڤيد كاميرون.
وبعد ان تحدثت عن المبادلات التجارية «المزدهرة» وتعاون مطرد خصوصا في مجال التربية، اوضحت الملكة ان البلدين «سيواصلان العمل معا ضد الارهاب الذي يهدد بشكل كبير مواطنينا».
الصفحة في ملف ( pdf )