بيروت - زينة طبارة
رأى نائب رئيس المكتب السياسي في حزب الله الحاج محمود قماطي في حديث لـ «الأنباء» حول قراءة الحزب لما آلت اليه الامور في البلد، ان الامور تتجه الى التوافق، لافتا الى ان الفوضى ليست لمصلحة احد لا على المستوى الدولي بمن فيهم الاميركي ولا على المستويين الاقليمي والمحلي، مؤكدا عدم قيام حرب في لبنان، لكنه اعتبر ان مجرد انقسام مؤسسات الدولة ووجود مرجعيات متعددة من رئيسي جمهورية الى رئيسي حكومة الى حكومتين الى توزيع الوزارات الى... سيؤدي الى الفوضى وسقوط مشروع الدولة، واشار قماطي الى انه تم الحديث عن الفوضى البناءة في السياسة الاميركية حيال العراق والمنطقة، لكن الفوضى في لبنان ستؤدي الى انهيار الصيغة اللبنانية، وهذا لا يخدم احدا.
واشار قماطي الى ان الزيارات التي تمت الى الولايات المتحدة الاميركية وكذلك تأجيل الامور كل ذلك لن يفضي الى اي نتيجة، لان الولايات المتحدة لن تعطي اي قرار او توجه سوى تأجيل الامور حتى اللحظة الاخيرة اي الى الاسبوع الثاني من شهر نوفمبر، ورأى قماطي ان الولايات المتحدة ستخضع في النهاية لقرار التوافق لانه الحل الوحيد الذي يمكن ان يستمر في لبنان ويضع الامور في مرحلة هدنة على الاقل وليس في مرحلة حل نهائي ودائم لان اسباب الصراع ما تزال قائمة، مؤكدا ان الوصول الى هذا التوافق او الهدنة او الحل سيتم في الاسبوع الثاني من شهر نوفمبر، مشيرا الى ان ما يجري قبل هذا التاريخ ليس سوى محطات لن تؤدي الى اي نتيجة.
مماطلة أميركية
وعن السبب الذي دعاه الى تحديد موعد التوافق والتواصل الى حل في الاسبوع الثاني من شهر نوفمبر، اجاب قماطي انه من خلال قراءة الحزب للامور استنتج ان الاميركي يماطل في اتخاذ القرار حتى لا يزعج فريقه، لان قراره لن يكون منسجما مع قرار فريقه هذا، واستشهد قماطي بالتصريحات الاميركية التي صدرت بالموافقة على تعديل الدستور والتي كادت ان تؤدي الى فرط عقد «14 مارس»، فتبعتها بعد اقل من 48 ساعة بيانات اميركية مضادة تناقضها وتفيد انها ليست مع التعديل، ولفت قماطي الى ان الاميركي سارع الى الحفاظ على فريق 14 مارس وعلى تماسكه بتغيير موقفه، مستنتجا ان الاميركي يؤجل اتخاذ القرار وحسم الامور للحظة الاخيرة حتى لا يتشتت اعضاء فريقه في لبنان وينفرط عقد تحالفهم.
وعلق قماطي على كلام جعجع وجنبلاط الاخير بالقول انه لا ينتظر كلاما مشجعا وتوافقيا منهما، مشيرا الى ان التسوية، في حال حصولها لن تتم عبرهما، بل عبر النائب الحريري وبالتالي سيكونان المتضررين الرئيسيين من هذه التسوية او من هذا الوفاق الذي قد تصل اليه البلاد، واشار قماطي الى ضرورة مراقبة التصريحات المتناقضة والتائهة والمربكة التي صدرت عنهم حتى بعد زيارة الولايات المتحدة الاميركية خصوصا ما صدر عن جنبلاط حول عدم مشاركته بالتسوية اذا ما تمت.
وهّاب يمثل تياره
وصرح قماطي بان حزب الله ينظر بايجابية الى المساعي الاوروبية معتبرا ان الموقف الاوروبي اكثر تفهما ومعرفة بالساحة اللبنانية من الموقف الاميركي، واكد على ان الموقف الاوروبي تميز دائما عن الموقف الاميركي حيال الصراعات في الشرق الاوسط سواء في قضية فلسطين او العراق، لكنه في النهاية يعود ويخضع للقرار الاميركي، متمنيا الا يخضع هذا الموقف الايجابي من لبنان اليوم للقرار الاميركي، داعيا اوروبا والفاتيكان والعرب مجتمعين الى التوافق على موقف موحد لن تستطيع اي قوة مهما علا شأنها ان تقف بوجهه وتحالفه.
وفيما خص الكلام عن انشاء قواعد اميركية في لبنان اعلن قماطي ان هذه الاستراتيجية موجودة منذ زمن قديم لدى الولايات المتحدة وهم يرغبون بها بشدة نتيجة لموقع لبنان الاستراتيجي ولتأثير وجودها على المنطقة، وسواء بحثت الحكومة مع الاميركيين او لا، اكد قماطي ان هذه القواعد لن يتحقق انشاؤها في لبنان.
وعن تصريحات الوزير السابق وئام وهاب التي يلقيها باسم المعارضة قال قماطي ان وهاب يمثل تيار التوحيد ويتحدث باسمه، لكن بعض مواقفه تكون تارة منسجمة مع قناعات المعارضة وطورا تتجاوز قناعاتها، وتابع قماطي ان هناك اكثر من جهة تنتمي الى المعارضة عبرت اكثر من مرة عن رأيها ولم تكن المعارضة مجمعة عليها، كالذي كان يعبر عن اقتحام السراي في اوج الاعتصام بينما كان قرار المعارضة عدم اقتحامها وخلص قماطي الى ان موقف وهاب لا يمثل المعارضة دائما بل يمثل موقف تياره.
الصفحة في ملف ( pdf )