وسط قلق دولي واسع حول الوضع في باكستان عقب اعلان الرئيس مشرف حال الطوارئ ناشدت وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزارايس كل الاطراف في باكستان التحلي بضبط النفس، ودعت الرئيس مشرف الى التأكيد على ان الانتخابات ستجرى.
وقالت رايس على هامش زيارتها الى اسرائيل امس ان الولايات المتحدة اوضحت لزعماء باكستان (الحليف الوثيق لواشنطن) قبل اعلان حالة الطوارئ انها لن تؤيد مثل هذه الخطوة، داعية الى العودة الى الحياة الدستورية.
وأضافت رايس للصحافيين، من مصلحة باكستان والشعب الباكستاني ان تكون هناك عودة فورية للمسار الدستوري وان يكون هناك تأكيد على ان الانتخابات ستجرى لبرلمان جديد وان كل الاطراف ستتحلى بضبط النفس في وضع من الواضح انه صعب للغاية.
وهددت رايس «بإعادة النظر في مساعداتنا إلى باكستان».
في المقابل اعتبرت غريمة مشرف - رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة - بنظير بوتو ان خطوة الرئيس برويز مشرف اعلان حال الطوارئ في البلاد ستؤدي الى تشجيع المتطرفين وتقوية صفوفهم، وقالت بوتو خلال مؤتمر صحافي في منزلها في كراتشي الذي عادت اليه امس الاول من دبــي «هــذه ليست حال طوارئ، انها احكام عرفية، وشعب باكستان سيحتج عليها».
واضافت «لقد عدت لكي اشجع شعبي ولأجري مشاورات مع زملائي في الحزب حول التحرك المقبل، يجب اجراء انتخابات حرة ونزيهة في الوقــت المحــدد لكــن مــن غير المنتظر ان يتم ذلك في ظل ديكتاتورية».
اعتقالات بالجملة
غير ان مشرف لم يلق بالا لهذه الدعوات وواصل تصعيده ضد خصومه حيث اعتقلت السلطات الباكستانية احد كبار زعماء حزب نواز شريف - رئيس وزراء باكستان السابق المنفي - والعديد من الشخصيات المعارضة الاخرى امس في حملة قمع بعد فرض الرئيس الباكستاني برويز مشرف حالة الطوارئ، وقال جويد هاشمي القائم بأعمال رئيس حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية، فرع نواز شريف، للصحافيين قبل ان تقتاده الشرطة في مدينة ملتان الواقعة بوسط باكستان «ايام مشرف معدودة، حان الوقت لانهاء الدور السياسي للجيش».
ومن المعتقلين ايضا الجنرال حميد جول رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية الأسبق والخبير الاستراتيجي الباكستاني المعروف بعد الانتقادات العلنية التي وجهها لمشرف على خلفية اعلان حالة الطوارئ، وبلغ عدد المعتقلين في باكستان نحو اربعمائة شخص على الاقل من نشطاء المعارضة السياسية ومعظمهم من حزب الرابطة الاسلامية، فرع نواز شريف، ومنهم ايضا اعتزاز احسن محامي القاضي افتخار تشودري، بينما يخضع القاضي نفسه للاقامة الجبرية في منزله.
الانتخابات
من جهته قال نائب وزير الاعلام الباكستاني طارق عظيم ان «الانتخابات ستجرى لكن المواعيد قد تتغير بسبب حالة الطوارئ في البلاد»، وأوضح: ان جميع المسائل السياسية بما فيها الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في يناير المقبل تم تأجيلها الى موعد لم يحدد.
تصعيد آخر برز في لاهور امس مع تحول انشطة مؤتمر شعبي للجماعة الاسلامية الباكستانية في منطقة منصورة التى تعد المعقل الرئيسي للجماعة الاسلامية الى مظاهرة حاشدة تقدر بالالاف للتنديد بقرار فرض حالة الطوارئ، وقد هددوا بمد المظاهرة الى العاصمة اسلام اباد.
واوضحت مصادر باكستانية عليمة ان قوات الامن الباكستانية قامت باعتقال عدد من الصحافيين والمصورين التلفزيونيين الذين كانوا يقومون بتغطية انشطة مؤتمر الجماعة الاسلامية، والمظاهرة التى نظمها نشطاء الجماعة في المدينة.
الصفحة في ملف ( pdf )