بيروت - عمر حبنجر
نفى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة علمه بحصول مناورة عسكرية واسعة قام بها حزب الله في الجنوب، وقال ردا على اسئلة الصحافيين خلال رعايته في السراي الكبير اصدار الحسابات الوطنية للعام 2005: المعلومات التي لدينا تشير الى ان كل ما جرى كان محاكاة على الورق داخل الغرف، ونحن لم نتلق اي بيان من حزب الله، وكل ما سمعناه هو ما قرأناه في بعض الصحف.
وشدد السنيورة على ان الجيش اللبناني المنتشر في الجنوب هو المكلف بمؤازرة قوى الامن واليونيفيل بحماية الوطن وحدوده والتصدي لاسرائيل.
وكانت قيادات محلية ودولية تبلغت معلومات حول ما يجري خلف الحدود الجنوبية للبنان من استعدادات عسكرية اسرائيلية اعقبت مناورة «تشابك الاذرع» في الجليل الاعلى شمالي فلسطين المحتلة.
وترافق انتهاء المناورة رسميا مع تكثيف طائرات التجسس الاسرائيلية تحليقها فوق مناطق الجنوب وصولا الى بيروت وضاحيتها الجنوبية وعلى علو منخفض لاول مرة منذ انتهاء حرب يوليو 2006 على حد قول قناة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله.
حركة غير اعتيادية
وافاد شهود عيان في منطقة جنوب الليطاني بأن هدير الطائرات الاسرائيلية كان يسمع بجلاء، وقد رصدت حركة غير اعتيادية في القطاع الغربي من الجنوب من قبل عناصر المقاومة.
ونقل مراسلون محليون ان حركة رجال المقاومة عبرت عن الاستعداد لعمل ما غير واضح المعالم، وربما كان هذا ما وصفه حزب الله بالمناورة التي نفى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة علمه بها. وقد استدعى هذا الامر اتصالات شاركت فيها القوات الدولية التي كانت تتابع الوضع السياسي المتأزم في الداخل، واذا بها تجد نفسها واقعة بين مطرقة الواقع السياسي المتأزم والسندان الحدودي المتوتر، وهذا ما استدعى بقاء قائد اليونيفيل نحو 48 ساعة في بيروت وهو يجري اتصالات.
تهديد بسحب القوات الدولية
ونقل عن القائد الايطالي للقوات الدولية قوله للمسؤولين اللبنانيين انه اذا استمر الوضع في الجنوب على ما هو عليه فلا تتفاجأوا بانسحاب الاوروبيين في غضون اربعة اشهر.
رئيس مجلس النواب نبيه بري نبه من جهته الى خطورة ما يجري في الجنوب، وقال لصحيفة «السفير» ان ذلك يشكل بداية دخول اسرائيلي واضح على الخط الرئاسي في لبنان بهدف محاولة فرض معطيات جديدة كما حصل في محطات سابقة. وقال ان هدف هذه التوتيرات محاولة لاشغال لبنان بارباكات اضافية، ما يوجب التزام اقصى درجات اليقظة وابقاء العين دائما على الجهة الجنوبية.
رسالة بيدرسون
في غضون ذلك، كشف المنسق الخاص للامين العام للامم المتحدة غير بيدرسون ان مفاوضات جدية تجري حول تبادل الاسرى بين الوسيط الذي عينه الامين العام للامم التحدة وكل من حزب الله واسرائيل، رافضا التعليق على ما اشيع عن وفاة الاسيرين الاسرائيليين لدى حزب الله.
بيدرسون تحدث بعد لقائه وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ، مشيرا الى انه نقل الى صلوخ رسالة واضحة مفادها وجوب احترام القرار 1701 نصا وروحا، واضاف: هذا من مسؤولية كل الاطراف في لبنان كما هو مسؤولية اسرائيل.
ورأى ان الخروق الاسرائيلية الاخيرة تمثل انتهاكا جديا للقرار 1701، وقال انه تبلغ احتجاجا لبنانيا على هذه الخروق.
لقاء جامع في بكركي
بالعودة الى الاستحقاق الرئاسي، لم تستبعد وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض، بعد لقائها البطريرك الماروني نصرالله صفير امس، عقد لقاء جامع في بكركي، مؤكدة حرص الاكثرية على مبدأ التوافق في لبنان.
وكان ممثلا المعارضة في لجنة المتابعة المارونية التي شكلتها بكركي تحفظت على اللقاء الموسع، ورحبت باجتماع يضم الاقطاب وهم حسب تعريف احد اعضاء اللجنة: الرئيس السابق امين الجميل والعماد ميشال عون وسليمان فرنجية وسمير جعجع.
واشارت معرض ان ذلك لا يعني القبول برئيس لا يتمتع بشرعية مسيحية، ملخصة مفهوم التوافق برئيس سيادي استقلالي يطبق الطائف ومقررات الحوار ويأخذ بعين الاعتبار هواجس الاقلية ويفتح حوارا معهم. وقالت الوزيرة معوض ان قوى 14 مارس ستذهب بحزن الى الانتخاب بالاكثرية المطلقة في حال عدم التوافق لأي نتائج الفراغ ستكون وخيمة على البلد.
في غضون ذلك، كرر الرئيس السنيورة في رده على اسئلة الصحافيين التأكيد ان حكومته مصممة على الالتزام حرفيا بالدستور وانها لن تدخر اي وسيلة من اجل حصول الانتخابات في موعدها المحدد، واضاف: علينا ان نعيد الاحترام الى دستور البلاد والالتزام به، وهذه مسؤولية تقع على الجميع لأن يمارسوا حقهم وواجبهم الدستوري.
الصفحة في ملف ( pdf )