نقلت وسائل الاعلام عن رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز امس ان الانتخابات العامة ستجرى «في موعدها» في منتصف يناير المقبل، رغم فرض حالة الطوارئ في البلاد، وجاء ذلك بُعيد تعهد الرئيس برويز مشرف امس باتمام عملية الانتقال الى الديموقراطية، مؤكدا انه سيتم اجراء هذه الانتخابات، ونفى مشرف شائعات انتشرت في باكستان امس بأن البعض ممن لا يشعرون بالرضا بقراره فرض حالة الطوارئ في البلاد وضعوه رهن الاقامة الجبرية.
وقال مشرف في تصريح لوكالة رويترز من مبنى الرئاسة في اسلام أباد حيث اجتمع مع أكثر من 80 ديبلوماسيا أجنبيا لتفسير القرار الذي اتخذه هذه مزحة على أعلى مستوى.
وفي ظل انتقادات دولية متواصلة قال البيت الابيض امس ان «الرئيس الاميركي جورج بوش يحث الرئيس الباكستاني برويز مشرف على العودة الى الحكم المدني على وجه السرعة والافراج عن الاشخاص الذين احتجزوا بموجب مرسوم بمقتضى حالة الطوارئ».
بدورها، واصلت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنظير بوتو انتقادها لطوارئ مشرف ووصفت فرض حالة الطوارئ في البلاد ووقف العمل بالدستور بـ«تهديد مرعب» لمستقبل البلاد، مشيرة الى أن «التحقيق المخادع» الذي جرى في محاولة اغتيالها ومحاولة الحزب الحاكم استغلاله سياسيا «غير مريح».
في غضون ذلك اعلن مسؤول باكستاني ان وعد الرئيس مشرف بالتخلي عن منصبه كقائد للجيش وان يصبح رئيسا مدنيا للبلاد «لم يعد قائما» بعد فرض حال الطوارئ.
وقال نائب وزير الاعلام طارق عظيم لوكالة فرانس برس ان «الرئيس مشرف وعد المحكمة العليا بأنه سيتخلى عن منصبه العسكري قبل ان يؤدي اليمين الدستورية لكن الان وبسبب فرض حالة الطوارئ، فهذه المسألة لم تعد قائمة».
تخيير
الى ذلك، وفيما توقعت صحيفة الغارديان ان تخير بريطانيا والولايات المتحدة الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف بين احترام تعهداته بإجراء الانتخابات في غضون الشهرين المقبلين والتنحي عن منصبه كقائد للجيش من ناحية ومواجهة فقدان الدعم الغربي من ناحية اخرى، واضافت ان مكتب رئاسة الحكومة البريطانية (10 داوننغ ستريت) ووزارة الخارجية البريطانية «نفيا مزاعم من اسلام أباد بأن تكون لندن صادقت على اعلان الرئيس مشرف»، ناسبة الى مسؤول بريطاني قوله ان براون سمع من مشرف حين تحدث اليه هاتفيا في الثاني من نوفمبر الجاري أنه «يدرس اعلان حالة الطوارئ ونحن نعتقد ان ذلك فكرة سيئة».
من جانبه، طالب وزير الدفاع الاميركى روبرت غيتس بعودة الديمقراطية الدستورية الى باكستان في أسرع وقت ممكن.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون» في تصريح نقله راديو «سوا» الاميركى امس ان الولايات المتحدة علقت محادثاتها السنوية بشأن المسائل العسكرية مع باكستان واضاف المسؤول «سنوضح للحكومة الباكستانية ان عليها احترام تعهداتها بإجراء الانتخابات في الموعد المقرر، وتعهداتها حيال البزة العسكرية، وتعهداتها باحترام حرية الصحافة، وتعهداتها بالتعاون مع الأحزاب السياسية الأخرى، وتعهداتها بإخلاء سبيل السجناء السياسيين».
اعتقالات بالجملة
على الارض قمعت الشرطة الباكستانية امس اولى التظاهرات منذ فرض حالة الطوارئ في البلاد السبت الماضي واوقفت نحو مائة محام في مدينتين فيما يتعرض الرئيس برويز مشرف لضغوط من اجل عدم ارجاء موعد الانتخابات التشريعية المقررة في يناير.
وقد افاد شهود ومحامون ان عناصر من القوى الامنية طوقت محيط المحكمة العليا في كراتشي عاصمة جنوب البلاد الاقتصادية وضربوا مجموعة من المحامين كانوا متجمعين أمام المبنى واوقفوا نحو مائة منهم على ما افاد قاض متقاعد من المحكمة العليا.
واوضح القاضي رشيد رجوي للصحافيين «انها المرة الاولى في تاريخ باكستان التي يوقف فيها هذا العدد الكبير من المحامين». واضاف «اوقف اكثر من مائة محام في كراتشي».
وفي روالبيندي قال المحامي مداسير سعيد ان خمسة محامين تعرضوا لـ «ضرب مبرح» عندما كانوا يرددون هتافات مناهضة للحكومة امام محكمة هذه المدينة الواقعة على بعد 15 كيلومترا من اسلام اباد. ومنعت الشرطة الصحافيين من التقاط الصور في المكان.
وفي اسلام اباد سدت الطرقات المؤدية الى المحكمــة العليــا لمنــع التجمعــات التي ينوي المحامون القيام بها امام المبنى.
الصفحة في ملف ( pdf )