بيروت - محمد حرفوش
كرر مجلس المطارنة الموارنة في اجتماعه الشهري برئاسة البطريرك نصرالله صفير في بكركي امس الدعوة الى تغليب روح الوفاق حتى يتم الاستحقاق الرئاسي في موعده بحسب الدستور اللبناني، مؤكدا ان المسؤولية الاخيرة تقع على عاتق مجلس النواب، وهي مسؤولية تاريخية امام الله ثم الضمير والوطن، من دون ان يدخل في لعبة اسماء المرشحين للرئاسة.
وجاء في بيان صدر عن المجتمعين ما يلي:
- ان الوضع العام الذي يتخبط فيه لبنان لا يدعو الى راحة البال، خاصة الاستحقاق الرئاسي الذي ينتظره اللبنانيون وايديهم على قلوبهم لشدة ما بينهم من تجاذب بين جماعتي الموالاة والمعارضة، لذلك نكرر دعوتنا وبالحاح الى تغليب روح الوفاق حتى يتم الاستحقاق في حينه بحسب الدستور اللبناني.
- ان اصرار كلتا الجماعتين على موقفها يضع البلد بأكمله في مأزق كبير، وشلل تام، وهذا من شأنه ليس ان يعطل النظام الديموقراطي الذي يتميز به لبنان فحسب بل ان يؤدي بلبنان الى تفكك لم يسبق ان واجهه من قبل، وهذا مسؤول عنه الفريق الذي ينفرد والفريق الذي يقاطع عملية الانتخاب، وبعد فالمسؤولية الاخيرة تقع على مجلس النواب وهي مسؤولية تاريخية امام الله ثم الضمير والوطن.
- ان هذا الجو من القلق الذي يسود البلد حمل العديد من اللبنانيين، خاصة الشباب والفتيات، وهم زبدة المجتمع اللبناني، على الهجرة القريبة الى البلدان العربية، لكنها لا تلبث ان تصبح هجرة بعيدة تحملهم الى الولايات المتحدة وكندا واستراليا، وهذا من شأنه ان يفرغ البلد من سكانه سنة بعد سنة.
- ان عامة الشعب في لبنان كفر بأهل السياسة، واصبح جل ما يهمه خبزه اليومي ورواتب ابنائه الدراسية، وهمومه اليومية، بفعل موجة الغلاء المستفحلة وانتفاء فرص العمل والشلل الاقتصادي.
- ان «السجن» الذي اجبر بعض النواب على الاقامة فيه، ولو كان على فندق ڤينيسيا ذا النجوم الخمسة، وهم في حالة خوف واضطراب، ناهيك عن الذين لجأوا الى الاقامة خارج لبنان، كل هذا يدل على مدى التدهور الذي اصاب لبنان، والذي يجب الخروج منه في اقرب وقت، اذا اردنا ان نبقي على هذا البلد ونستعيد ماضيه الزاهر.
- اما وقد بلغت الازمة ذروتها، فيجب ان نوجه انظارنا الى السماء، خاصة في هذه الفترة الفاصلة بيننا وبين الموعد الاخير للانتخاب الرئاسي، لنسأل الله بصلاة ان ينير سبلنا وسبل ذوي الارادات الطيبة، الى ما يجب ان نسلكه من طريق يفضي بنا الى خلاص مأمول.
الصفحة في ملف ( pdf )