وصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى برلين في محطته الاوروبية الثالثة قادما من ايطاليا في زيارة دولة تستغرق ثلاثة ايام. وكانت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في مقر المستشارية حيث استعرضا حرس الشرف، وتركزت محادثات خادم الحرمين والمستشارة ميركل حول مجمل التطورات الحاصلة في الشرق الاوسط، كما التقى خادم الحرمين الرئيس الالماني هورست كوهلر على مأدبة عشاء اقامها على شرفه اعقبتها محادثات ثنائية.
وكان رئيس وزراء ايطاليا رومانو برودي اقام مأدبة عشاء على شرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمقر الحكومة «فيلا مداما» بروما أمس الأول خلال زيارته الى ايطاليا.
كلمة خادم الحرمين
وفي كلمته خلال حفل العشاء، قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود: لقد سعدنا بزيارتكم للرياض في شهر ابريل الماضي، ونسعد اليوم بوجودنا هنا من أجل تطوير سبل التعاون مع ايطاليا في شتى المجالات ونأمل أن تكون الاتفاقيات التي سبق توقيعها وكذلك التي ستوقع خلال هذه الزيارة تعزيزا للعلاقات.
ان التبادل التجاري بين البلدين تجاوز 9 مليارات دولار في السنة الماضية، ونتطلع اليوم الى تحقيق الأفضل لما فيه مصلحة البلدين الصديقين، ويسعدنا أن نرحب بالاستثمارات الايطالية في المملكة، وبالمزيد من المشاريع المشتركة.
دولة الرئيس - أيها الأصدقاء:
ان كلا من المملكة وايطاليا تنهج سياسة خارجية معتدلة تهدف الى الحفاظ على السلام العالمي، والى ازالة أسباب التوتر والى مكافحة الارهاب.
وفي هذا السياق لابد أن أشيد بمواقف ايطاليا الايجابية من قضية الشرق الأوسط الرئيسية وهي النزاع العربي - الاسرائيلي، ولقد حان الوقت لانهاء هذه المأساة وتحقيق السلام العادل الذي يصون حقوق جميع الأطراف ويقوم على مبادئ الانصاف وقرارات الشرعية الدولية.
أشكركم وأتمنى لكم التوفيق..
بدوره برودي اشاد في كلمته الترحيبية بالعلاقات المميزة بين البلدين. وبنتائج الزيارة واثارها على مستقبل العلاقات، وشدد في كلمته على أهمية التعاون والتشاور بين البلدين نظرا «للوضع الحرج القائم في الوقت الراهن على الساحة الدولية. فنحن اليوم نجد أنفسنا في مواجهة تحديات قديمة وأخرى جديدة»، مشيرا الى «المسألة الفلسطينية والمواجهة العربية - الاسرائيلية، فضلا عن الأزمة المؤسساتية اللبنانية والارهاب والوضع في العراق وعلامات الاستفهام التي يطرحها البرنامج النووي الايراني».
وركز رئيس الوزراء الايطالي على استحقاقات ثلاثة بالغة الأهمية وحاسمة يتوقف عليها مستقبل امكانية دعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بشكل أكثر صلابة ودواما. واولها الاستحقاق اللبناني، متمنيا «أن ينجح البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس الجمهورية الجديد خلال الأمد الذي يحدده الدستور».
اوسع أغلبية
وقال «في اعتقادنا يجب أن يحظى رئيس الدولة في لبنان بأوسع أغلبية وأن يمثل كل القوى السياسية الموجودة في البلاد».
واضاف «ان ايطاليا والمملكة العربية السعودية حريصتان على الحفاظ على تواصل مستمر يرمي الى دعم الحوار وتشجيع القوى السياسية اللبنانية على بلوغ حل وسط يصب قبل كل شيء في مصلحة الشعب اللبناني الذي أنهكته الحرب الأهلية وحرب العام 2006».
وبالاشارة الى الاستحقاق الحاسم الثاني علق برودي «آمالا كبيرة في أن يتمكن مؤتمر «أنابوليس» في تشكيل لحظة التحول التي طال انتظارها وقال «ان آمالنا بالنجاح تتوقف أيضا على مشاركة كل الدول المهمة التي تلعب دورا في عملية السلام».
الاستحقاق الحاسم الأخير ضمن كلمة برودي كان الملف الايراني حيث اكد «معارضة ايطاليا لأي حل عسكري.
فاضافة الى أن هذا الأخير لن يحل الأزمة، فانه سيؤدي الى سلسلة من الأحداث التي من شأنها زعزعة استقرار المنطقة».
وذلك بانتظار تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة خلال الشهر الجاري وقال «سيطلعنا على الوضع على صعيد تعاون ايران في توضيح بعض جوانب برنامجها النووي».
الصفحة في ملف ( pdf )