فيما السباق اليه على اشده بين الطامحين التقليديين او الطارئين، الدافعين او المدفوعين برغبات وآمال وغايات تغلفها النوايا الطيبة، وتسربلها الظروف او الوسائل المتاحة للوصول، يمضي القصر الجمهوري اللبناني في بعبدا أواخر ايامه مع الرئيس اميل لحود، بعد اقامة امتدت من ست سنوات الى تسع، بدأت باجماع لبناني قل نظيره، وانتهت بافتراقات عرفتها العهود اللبنانية من حقبة الاستقلال الأولى.
بدأ القصر يتابع تساقط اوراق الروزنامة الرئاسية، فالرابع والعشرون من نوفمبر هو بالنسبة اليه الحد الفاصل بين مرحلة سياسية عاصفة في تاريخه الى مرحلة استقرار وسكينة بعد 9 سنوات في قيادة الجيش و9 سنوات في رئاسة الجمهورية على حد قوله، مستبعدا احتمال ان تضطره الظروف الدستورية المحكومة بالانقسام السياسي الحاصل، الى البقاء بعد هذا التاريخ، في اطار «ستاتيكو» يبقي على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة أيضا، كأمر واقع بديل للفراغ المفضي الى الشر المستطير، وهذا التعبير لرئيس مجلس النواب نبيه بري.
الرئيــس اميل لحود يتحدث لزواره في الاجواء، ويتجنب المقابلات الصحافية والاعلامية، حتى لا يفسر ما يقوله الآن، وفي ذروة زمن الاستحقاق الرئاسي على غير ما يعنيه، مؤجلا الكلام الى دور محطة 14 نوفمبر، المحطة ما قبل الاخيرة للانتخابات الرئاسية، الا انه كان ودودا في لقائه مع «الأنباء»، وان بدا ان افضل ما يملكه الآن، هو الدعاء لمن سيأتي بعده ان تكون ظروف ولايته الرئاسية اكثر استقرارا واســتقلالا، وبالتالي خيرا على البلد الذي يحسد الناس اهله عليه، بل ويأخذون عليهم عدم استحقاق روعته والبهاء أحيانا.
الصفحة في ملف ( pdf )