بيروت - عمر حبنجر
النوايا التوافقية تقاربت، وكذلك المواصفات، لكن بقيت التسمية هي العقدة، من يسمي ومن يسمى ومن يضمن للبطريرك الماروني نصرالله صفير المطلوب منه تسمية مرشحين او ثلاثة الا يفاجأ باختيار رئيس من خارج الاسماء التي اقترحها.
عند هذه النقطة، توقف الموفدان الفرنسيان كلود غيان وبوريس بوايون اللذان غادرا بيروت امس الاول تمهيدا لاستكمال بحث عقدة التسمية مع وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير المفترض مجيئه الى لبنان بعد غد، اي بعد يوم من جلسة يوم غد المقررة لانتخاب رئيس، ويعود الموفدان أعينهما يوم الخميس المقبل، اي بعد مغادرة الوزير كوشنير، والسياسة الفرنسية في هذا تعكس الحرص على استمرار التواجد في العاصمة اللبنانية ريثما يعبر قطار الرئاسة.
ويبدو ان البطريرك صفير ميال لاختيار مرشحين من خارج القوى المتصارعة، اي من غير قوى 8 او 14 مارس، وهذه لن تكون مهمة سهلة في ظل وجود اكثر من شخصية مارونية تنطبق عليها المواصفات التوافقية، وهذا ما لمسه الموفدان خلال مناقشة الامر مع البطريرك في اللقاء الاول معه في بكركي، حيث ركزا في حينه على آلية ضرورية تقوم على ان يطرح البطريرك اسماء محددة او اسم المرشح الملائم لعرضه على رئيس المجلس نبيه بري والنائب سعد الحريري بوصفهما مفوضين من قبل المعارضة والموالاة في هذا الشأن، وبعد التوافق على الاسماء تطرح على المجلس لانتخاب اسم منها.
لكن البطريرك صفير اجاب بانه لن يطرح اسماء الا بعد ان يعطى ضمانات بان الآخرين سيختارون رئيسا من ضمن الاسماء المطروحة، حتى لا تكرر تجربة 1988، حينما طلب اليه ترشيح بعض الاسماء وعندما فعل اتفق الاميركيون والسوريون على اختيار شخص آخر هو مخايل الضاهر، مما احدث الفوضى السياسية والامنية الشهيرة.
في هذا السياق صدر بيان تطمين عن بري والحريري موجه الى البطريرك، ومما جاء فيه: «نتمنى على غبطة البطريرك صفير ان يجمع القادة الموارنة الاساسيين بهدف التوصل الى وضع لائحة اسماء مرشحين توافقيين لرئاسة الجمهورية، ونحن ندعم بقوة هذه المبادرة لنتمكن جميعا من اختيار رئيس توافقي من بينها».
التحضير لزيارة ساركوزي
المصادر المتابعة ذكرت ان الرئيس الفرنسي ساركوزي طلب الى ادارته التحضير لزيارة يقوم بها الى بيروت في حال انتخاب الرئيس اللبناني الجديد لحضور جلسة ادائه القسم الدستوري تعبيرا عن الدعم الفرنسي والاوروبي للعهد الجديد في لبنان.
وبالعودة الى مساعي الموفدين الفرنسيين، فقد اكد الرئيس بري لهما انه من الطبيعي القبول بالاسماء التوافقية التي تقدمها بكركي ويجمع عليها المسيحيون، وقال: الناس تعبت وتريد ان ترتاح ولم تعد تحتمل.
الموفدان اختتما زيارة بيروت بلقاء ليلي مع البطريرك صفير للمرة الثانية، حيث ايد الاخير المسعى الفرنسي، خصوصا لجهة مجيء رئيس غير معاد لسورية، الا انه تساءل عن المرحلة التالية التي تنطلق فيها العملية بحيث تصل الى مجلس النواب لاختيار الرئيس الجديد.
تأجيل جلسة الغد إلى 21 الجاري
وبعد ساعات من مغادرة الوفد الفرنسي التأمت جلسة حوار في عين التينة حيث مقر رئيس مجلس النواب بين بري والحريري استمرت حتى منتصف ليل أمس الأول دون الاعلان عنها.
النائب الحريري اجرى اتصالا هاتفيا بالعماد ميشال عون في اطار المشاورات الثنائية بينهما.
وتمحورت هذه الاتصالات حول مصير جلسة الغد الانتخابية، التي قرر رئيس مجلس النواب تأجيلها الى صباح الاربعاء الموافق 21 الجاري، اي قبل 3 ايام من موعــــد انهاء المهلة الدستورية لانتخاب خلف للرئيس لحود وذلك لمزيد من التشاور توصلا لرئيس توافقي، كما ذكر بيـــان صـــادر عـــن الامانـــة العامـــة لمجلـــس النواب امــس.
الصفحة في ملف ( pdf )