القاهرة - ايمن صقر
عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في القاهرة بعد ظهر امس جلسة مباحثات مع الرئيس المصري حسني مبارك تناولت آخر تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وجهود احياء عملية السلام وعددا من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك واجراءات دفع العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر والمملكة العربية السعودية.
وذكرت مصادر العاصمة المصرية ان المباحثات تركزت على بحث الاوضاع على الساحة الفلسطينية في ضوء التطورات التي تشهدها الاراضي الفلسطينية ودعوة الرئيس الاميركي جورج بوش لعقد اجتماع دولي في مدينة انابولس الاميركية حول عملية السلام في الشرق الاوسط.
كما تطرقت المباحثات الى الاوضاع على الساحة العراقية والاوضاع في لبنان واقليم دارفور السوداني.
وقد اطلع الملك عبدالله الرئيس مبارك على نتائج جولته الاوروبية التي شملت بريطانيا والمانيا وايطاليا والڤاتيكان وتركيا.
ولاحقا استكمل الرئيس المصري والعاهل السعودي مباحثاتهما على مأدبة غداء اقامها الرئيس مبارك تكريما للملك عبدالله والوفد المرافق حيث تناولت المباحثات العلاقات المصرية - السعودية.
وكان الرئيس حسني مبارك في مقدمة مستقبلي خادم الحرمين لدى وصوله الى مطار القاهرة الدولي، الى جانب كبار المسؤولين المصريين. وافادت مصادر الرئاسة المصرية بأن جدول اعمال خادم الحرمين يتضمن لقاء رباعيا يجمعه الى الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس اليمني علي عبدالله صالح اضافة الى الرئيس العراقي جلال الطالباني.
الأزمة اللبنانية
ووفقا لمصادر ديبلوماسية مصرية فإن جدول أعمال القمة السعودية - المصرية يضم ايضا بحث عدة قضايا اقليمية، تأتي في مقدمتها الأزمة السياسية في لبنان، خاصة ما يتعلق منها بمسألة الاستحقاق الرئاسي، وقال مصدر مطلع في الخارجية المصرية ان القيادتين المصرية والسعودية تسعيان الى تجنب دخول لبنان في نفق مظلم، قد يتسبب في فراغ دستوري من شأنه أن يدفع الأوضاع في هذا البلد الى مزيد من التأزم، لافتا الى أن الأزمة اللبنانية لها أبعادها الاقليمية التي لم تعد خافية على أي مراقب لأحوال الشرق الأوسط وتعد هذه الزيارة الرابعة في سلسلة لقاءات الزعيمين خلال العام الحالي اذ كانت الاولى في الرياض في أواخر فبراير والثانية خلال القمة العربية التي استضافتها الرياض في مارس والثالثة في يونيو الماضي في القاهرة.
وأكد مراقبون في القاهرة تطابق الرؤيتين المصرية والسعودية الداعمة لحكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، ورفض أي محاولات من قبل المعارضة لتشكيل حكومة موازية لها، واعتبر المراقبون الذين تحدثت معهم (إيلاف) أن هذه القمة ستكون بمثابة بداية لانطلاق مساع عربية حثيثة تستهدف التوفيق بين كل الأطراف اللبنانية، لتجنب الانزلاق الى الأسوأ خاصة في ظل الاتهامات المتبادلة بتشكيل ميليشيات مسلحة، الأمر الذي قد يجر لبنان الى خضم حرب أهلية تعتبرها كل من القاهرة والرياض خطا أحمر لن يسمح بحدوثه تحت أي ظروف.
بدوره اشار السفير السعودي لدى مصر هشام محيى الدين ناظر الى ان زيارة خادم الحرمين لمصر تؤكد عمق الروابط بين البلدين، وكذلك متانة العلاقات الشخصية التي تربط الملك عبدالله بالرئيس مبارك.
قمة التوازنات
من جانبها وصفت الصحف السعودية لقاء خادم الحرمين والرئيس المصري بقمة التوازنات ورأت صحيفة «الرياض» أن لقاء الزعيمين يعتبر محاولة لحذف أحد بنود العثرات السياسية عربيا وعالميا.
وأشارت الصحيفة الى أنه سيتقرر خلال هذا اللقاء الذي وصفته بـ«قمة التوازنات» مدى قابلية الحضور للمؤتمر الدولي الذي دعت له أميركا بهدف خلق محاولات سلام تفتقد للجدية، لافتة الى أن البوادر لا تعطي الأمل بتوجه صحيح يجعل أميركا شريكا بدلا من خصم منحاز لاسرائيل.
ولفتت الصحيفة في افتتاحيتها امس الى أنه وفق هذه الرؤية بالذات يأتي الحذر السعودي - المصري من أن سوابق مثل هذه المؤتمرات أفلست وتعطلت معها مشاريع الحلول لأن ما يبنى على آمال كاذبة أو حيل سحرية لا يمكنها الصمود أمام حقائق الاشياء والتي يأتي على أولوياتها القبول بالحق الفلسطيني من دون مواربة أو الذهاب بالميكيافيلية السياسية الى اغراقها بالشروط والتحايل على المنطق بضغوط القوة التي طالما مارستها اسرائيل وأميركا بتحالف دائم.
ووصل خادم الحرمين القاهرة قادما من انقرة حيث عقد قبيل مغادرته اجتماعا مع الرئيس التركي عبدالله غول ورئيس الوزراء رجب أردوغان بمقر اقامة الملك عبدالله بالعاصمة أنقرة.
وعلى هامش الزيارة وقعت تركيا والسعودية اعلانا للتعاون المشترك بين البلدين في المجالات المختلفة.
وقع الاعلان وزيرا الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل والتركي علي بابا جان.
وأكد البلدان أنهما يهدفان الى تعزيز وتطوير التعاون في مختلف المجالات لدعم التعاون فيما بينهما وتعزيز التشاور حول القضايا الاقليمية وتكثيف التعاون في مجال مكافحة الارهاب وغيره من أشكال الجريمة.
واشار الاعلان الى اتفاق البلدين على تسهيل اجراءات منح التأشيرة لرجال الأعمال الراغبين في العمل في كل منهما.
اهتمام الصحف التركية
واهتمت الصحف التركية الصادرة أمس بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتركيا، مشيرة الى أن تركيا استقبلت الملك استقبالا خاصا وببروتوكول خاص للضيوف.
وذكرت الصحف أن مباحثات خادم الحرمين بتركيا تركزت على تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط سواء بالنسبة للقضية الفلسطينية أو الوضع في العراق أو لبنان الى جانب العلاقات بين البلدين والتي تشهد تطورا في مختلف المجالات، وتم توقيع اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي بين البلدين والتي ستسهم بشكل فعال في دفع حركة الاستثمار والتجارة بين تركيا والمملكة.
وقالت صحيفة «حريت» ان الرئيس «عبدالله غول» منح وسام شرف الدولة الى خادم الحرمين الشريفين، وهو أرفع وسام في تركيا والذي سبق الملك عبدالله في الحصول عليه سبعة رؤساء من مختلف أنحاء العالم بينهم الرئيس المصري حسني مبارك.
وأشــارت الى أن تــركيا طلبــت من الملك عبدالله زيادة أعداد الحجاج الأتراك من ألمانيا من 8 آلاف الى 16 ألفا.
الصفحة في ملف ( pdf )