لأول مرة منذ اعلان حال الطوارئ ومنذ دخولها في مباحثات معه استمرت شهرا بهدف التوصل الى اتفاق لتقاسم السلطة بينهما، طالبت زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو الرئيس الجنرال برويز مشرف بالتنحي عن منصبه كرئيس للبلاد.
وقالت بوتو للصحافيين عبر الهاتف من مقر اقامتها في مدينة لاهور ، حيث تم وضعها رهن الاقامة الجبرية اعتبارا من مساء أمس الاول للمرة الثانية ولمدة أسبوع لمنعها من قيادة مسيرة احتجاج على فرض حالة الطوارئ في باكستان، لقد «حان الوقت لكي يرحل مشرف، يجب ان يستقيل من منصبه كرئيس وكقائد للجيش».
واكدت بوتو انها لا ترغب حتى في العمل كرئيسة للوزراء تحت رئاسة مشرف.
النضال ضد الديكتاتورية
ودعت مجلس العمل الموحد ـ تحالف الاحزاب الدينية الستة الممثلة في البرلمانات الباكستانية ـ الى الانضمام الى النضال ضد الديكتاتورية والعمل من اجل عودة الديموقراطية، وذلك ردا علي بيان كل الاحزب الديموقراطية الباكستانية ـ 32 حزبا سياسيا بقيادة مجلس العمل الموحدـ عدم المشاركة في مسيرة حزب الشعب من لاهور الى اسلام آباد، وطلبت من المجتمع الدولي التوقف عن دعم الرئيس الباكستاني.
من جانبها نفت الحكومة الباكستانية معلومات افادت بنقل رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة من لاهور حيث وضعت تحت الاقامة الجبرية الى بلدتها الاصلية كراتشي.
كما اكدت الحكومة الباكستانية انها منعت بوتو من المشاركة في المسيرة الطويلة من مدينة لاهور الى العاصمة اسلام آباد، كانت عازمة على قيادتها، حرصا على سلامتها ومنع وقوع أي اعتداءات عليها.
وقال جاويد اقبال شيما المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية الباكستانية ورئيس خلية ادارة الازمات بالوزارة ان الوزارة لديها معلومات تشير الى ان هناك تهديدات جدية لحياة بينظير بوتو اذا ما شاركت في المسيرة.
واوضح شيما في مؤتمر صحافي في العاصمة الباكستانية اسلام آباد ان حكومة بلاده منعت بوتو من المشاركة في المسيرة علي خلفية امنية، وان فرض الاقامة الجبرية عليها يهدف الى حمايتها وليس عرقلة انشطتها السياسية.
تعليق عضوية
وعلى الصعيد الدولي امهلت رابطة دول الكومنولث البريطاني (53 دولة ) الرئيس مشرف عشرة ايام لالغاء حالة الطواريء واتخاذ خطوات اخرى لمعالجة مشكلات البلاد والا تم تعليق عضوية باكستان في الرابطة.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند امس «يجب انهاء الحكم العسكري الذي فرضه الجنرال برويز مشرف في باكستان خلال عشرة ايام».
وعندما سئل عما اذا كانت بريطانيا تؤيد دعوة وزراء دول الكومنولث امس الى ضرورة انهاء الحكم العسكري بحلول يوم 22 نوفمبر قال ميليباند «تماما موقف الكومنولث هو موقف لعبت المملكة المتحدة دورا مهما في تشكيله».
كما حثت بوتو ميليباند على ان يطلب من مشرف ان يتنحى لكن ميليباند قال فقط انه سيبحث طلبها وأكد ان اجراء انتخابات نزيهة هو المفتاح الوحيد للتقدم.
وقال «سوف ابحث بالطبع ما قالته بينظير بوتو لكن نقطة الاجماع حتى الان مع كل شركائنا الدوليين، كانت تتركز على اجراء انتخابات حرة ونزيهة».
الا أن الحكومة الباكستانية رفضت المطالب التي أعلنتها رابطة دول الكومنولث.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الباكستانية ان بلاده ترفض مطالب الكومنولث البريطاني، واعتبرها تعكس نقصا في ادراك حقائق الواقع في باكستان.
دوليا ايضا ذكر البيت الابيض ليل امس الأول ان الرئيس الاميركي جورج بوش يأمل ان ترفع حالة الطوارىء التي فرضها الرئيس برويز مشرف في باكستان لاجراء انتخابات تشريعية «حرة ونزيهة».
وقالت المتحدثة باسم البيض الابيض دانا بيرينو انه يتوجب على الرئيس الباكستاني برويز مشرف ايضا ان يتخلى ايضا عن بزته العسكرية «لان الرئيس (بوش) يعتقد انه لا يمكن ان يكون رئيسا وقائدا للجيش» في وقت واحد.
وقالت بيرينو للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية التي اقلت بوش من تكساس الى واشنطن ان «الرئيس (بوش) يعتقد انه يجب رفع حالة الطوارىء من اجل تنظيم انتخابات حرة ونزيهة».
الصفحة في ملف ( pdf )