بيروت - عمر حبنجر
يصل اليوم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، حاملا في جعبته خيارين للبنانيين، بحسب مصادر مطلعة: إما ان تُجروا انتخابات نيابية بالتوافق وإلا بنصاب النصف +1 الذي يشكل الاكثرية ديموقراطيا.
وينطلق مون من موقف دولي حاسم يحظر حصول فراغ رئاسي في لبنان، وان الأمم المتحدة والدول المعنية حاضرة للاعتراف بالرئيس الذي يتم انتخابه. وكان مون اتصل برئيس الحكومة فؤاد السنيورة امس الاول وأبلغه قراره بالمجيء الى بيروت لوضع الفعاليات اللبنانية امام مسؤولياتها.
ويفترض ان تساعد مواقف كي مون على بلورة حل رئاسي توافقي، لكن الرئيس السابق امين الجميل الذي غاب اسمه عن اللوائح التقديرية، رأى ان عدم توفق برنار كوشنير وزير خارجية فرنسا أعاد الوضع الى درجة الصفر.
مصادر الموالاة ابلغت «الأنباء» ان الاقتراع الرئاسي بـ «النصف +1» بات امرا محتما في حال عدم التوافق، لكن التباين بين الموالين مازال قائما حول التوقيت، فالأكثرية حائرة بين الاقدام على ذلك قبل خطوة لحود المنتظرة في ربع الساعة الاخير من نهاية ولايته وهي تشكيل حكومة ثانية بحسب مصادر الموالاة، وبعد هذه الخطوة، كي تبدو الانتخابات بمنزلة رد فعل على مخالفة دستورية حاصلة.
في الاجتماع الاخير لقوى 14 مارس، حسم الأمر باعتماد المرشح نسيب لحود رئيس حركة التجدد الديموقراطي (نائب سابق) لانتخابات «النصف +1»، لكن «القوات اللبنانية» أصرت على تسريع عملية الانتخاب، في حين فضّل النائبان سعد الحريري ووليد جنبلاط التريث لاستنفاد كل الوسائل.
لائحة بكركي
وتقول مصادر الأكثرية ان التهويل الذي حصل الاسبوع الماضي وعجل في مجيء وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير، استهدف الى جانب اهدافه الاقليمية إرباك الساحة المسيحية، بين تسمية المرشحين من جانب بكركي او عدم تسميتهم، وصولا الى تبرير بتردد بكركي في موضوع تغطية الانتخابات بنصاب «النصف +1».
والدليل على ذلك، بحسب المصادر ذاتها، عدم حصول وزير الخارجية الفرنسية على لائحة بأسماء المرشحين الذين يراهم البطريرك الماروني نصر الله صفير اكثر ملاءمة من سواهم، «لأن الأمور لاتزال بحاجة الى تشاور»، كما قال البطريرك امس، والذي اضاف: «الامور لاتزال على حالها، ولا تقول فول حتى يصير في المكيول».
تنسيق في كل شاردة وواردة
وفي معلومات هذه المصادر ان العماد ميشال عون رئيس تكتل التغيير والإصلاح ود.سمير جعجع رئيس القوات، ابلغا المطرانين موسى مطر ورولان ابوجودة، كلا على حدة، ومن زاويته الخاصة انهما غير متحمسين لصدور لائحة اسماء من بكركي، وهذا ربما ما جعل البطريرك يتريث.
وعن موقف الرئيس بري من الموضوع، قالت المصادر ان رئيس المجلس نبيه بري ينسق مع السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله في كل شاردة وواردة، وذلك بالاتفاق على قاعدة: «نصرالله يضغط وبري يفاوض».
وبالنسبة للنائب سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل، فهو يصر على الالتزام بكل ما يصدر عن بكركي، وفي المعلومات انه بعد خطاب نصرالله، اتصل بالسفير الايراني في بيروت محمد رضا شيباني وأبلغه كلاما صريحا طالبا منه نقله لحكومته.
وحول لائحة الاسماء، دار لغط كثير ومايزال، ويقول الوزير الفرنسي كوشنير ان البطريرك صفير وعده بإعداد لائحة رغم تحفظه على ذلك، مقابل توفير الضمانات له على الا يطرح اسم من خارجها، وقد طمأنه كوشنير الى ذلك، وحثه على عقد الاجتماع الماروني في بكركي لأخذ موافقته على الاسماء الواردة في اللائحة، لكن تعقيدات حالت دون هذا الاجتماع حتى الآن، انما التداول بالاسماء الممكنة استمر، فكانت مسودة لائحة بأسماء: العماد ميشال عون، نسيب لحود، بطرس حرب، واخرى اضيفت اليها اسماء: ميشال ادة، ميشال خوري، بيار دكاش، وثالثة حل فيها رئيس الرابطة المارونية جوزف طربية ودميانوس قطار وفريد الخازن والسفير السابق سيمون كرم ونقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي.
وفي عملية الغربلة النظرية، اعترضت المعارضة على اسم ميشال خوري، بداعي انه كان حاكما لمصرف لبنان عام 1992 اثناء «هجوم الدولار على الليرة اللبنانية»، وترك حكومة الرئيس عمر كرامي تسقط في الشارع دون ان يفعل شيئا.
كما اعترض المعارضون على اسم جوزف طربية بوصفه رئيسا لمصرف الاعتماد الذي تملكه شخصيات مالية سعودية، وردت الموالاة بوضع «x» على اسم وزير المال السابق دميانوس قطار، وهو من الشخصيات الاقتصادية والفكرية المشهورة، بسبب علاقة له مع الرئيس اميل لحود، ولم يكن لاسم الوزير السابق ميشال ادة الوقع الحسن لدى بعض الموالين بسبب الرضا السوري عنه.
أسماء عين التينة
وفي آخر نشرة اسماء رئاسية خرجت من عين التينة بواسطة احد النواب وردت اربعة اسماء فقط، وهي: نسيب لحود، بطرس حرب، والعماد ميشال عون وروبير غانم.
وخلال لقاء قوى 14 مارس في قريطم منذ يومين سأل جنبلاط النائب حرب عما اذا كان عند كلامه برفض خوض الانتخابات على اساس «النصف +1»، فأجابه حرب قائلا: «بالطبع، هنا تطلع جنبلاط الى الآخرين، موحيا بأن بطرس حرب سيكون جواد الاكثرية في هذا السباق، بلا منازع».
الصفحة في ملف ( pdf )