اكد الرئيس السوري د.بشار الاسد امس خلال استقباله امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ان «اي مبادرة سلام لا تشمل الجولان السوري المحتل ستكون غير جدية».
وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) ان موسى أطلع الاسد على «المداولات الجارية حاليا بين الدول العربية بشأن اجتماع انابوليس» وان الرئيس السوري «اكد ان اي مبادرة سلام لا تشمل الجولان السوري المحتل ستكون غير جدية ولن تحقق السلام العادل والشامل في المنطقة».
كما اكد الاسد «ان التضامن العربي والعمل العربي المشترك هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات ودرء الاخطار عن الامة العربية». وبحث الاسد وموسى «الاحداث في المنطقة وخاصة في لبنان والعراق والاراضي الفلسطينية المحتلة والتحضيرات الجارية التي تقوم بها سورية تمهيدا لانعقاد مؤتمر القمة العربية المقبل في دمشق». وكان موسى التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم وفاروق الشرع وغادر امس عائدا الى القاهرة.
مهمة وإيجابية
وقال موسى في مؤتمر صحافي إن محادثاته مع القيادة والمسؤولين السوريين في دمشق كانت «مهمة وإيجابية». وأكد موسى أن الموقف العربي موحد إزاء إجراء الانتخابات اللبنانية في موعدها وانتخاب رئيس توافقي، وقال: «من الطبيعي جدا أن لبنان كان على جدول أعمالنا في دمشق بشكل أساسي وكذلك العراق ومؤتمر أنابوليس والوضع في فلسطين».
وتابع: «لقد أجريت محادثات هامة واستمعت وتلقيت دعما كبيرا لدور الجامعة العربية في لبنان من أجل تحرك نحو توافق لبناني والمسعى كله لإجراء الانتخابات في موعدها».
وأضاف: «نحن نسعى في الإطار الماروني للاتفاق على عدد من الأسماء، والجامعة العربية ليست بعيدة عن التحركات الجارية فيما يتعلق بمجمل الأوضاع، لاسيما لبنان والعراق».
وأكد أن «الوضع العربي داعم وقوي للحلول الإيجابية لذلك فإن الجامعة العربية دعت إلى اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول أعضاء لجنة المتابعة العربية، ومن المتوقع أن يحضر 14 وزير خارجية وسيحضر أيضا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للوقوف على الاتصالات الإسرائيلية - الفلسطينية».
مؤتمر أنابوليس
وأوضح موسى: «نريد توجيه رسالة واضحة لموقف عربي موحد، والجامعة تؤيد أن يتعامل مؤتمر أنابوليس مع النزاع العربي - الإسرائيلي بشكل جدي ويجب أن يكون كل شيء مطروحا في جدول أعماله ووضع خطة سريعة للانتهاء من احتلال الأراضي الفلسطينية والجولان وإقامة دولة فلسطينية».
وتابع: «نحن في مرحلة مفصلية بالنسبة للبنان والصراع العربي - الإسرائيلي والموقف واحد، إننا نعمل للتوصل إلى رئيس توافقي في لبنان هذا أهم ما يمكن الوصول إليه، إنه موقفنا وموقف الجميع، نحن مع التوافق».
ونفى موسى أن يقوم بزيارة السعودية أو لبنان، لكنه أكد انه سيقوم باتصالات عاجلة ومستمرة في اليومين القادمين مع القاهرة وبيروت والرياض.
واعتبر موسى أن اللقاءات مع المسؤولين السوريين «كانت مهمة جدا تجاه الوضع اللبناني تحديدا»، وقال إنه سيتابع خلال الساعات المقبلة الوقوف على اتفاق لقائمة معينة مارونية لأن المرحلة الحالية مفصلية.
وفي رده على سؤال لـ «الأنباء» قال موسى حول مشاركة سورية في انابوليس: سورية مثلها مثل الدول العربية الاخرى المعنية مباشرة او غير مباشرة، بالوضع في الاراضي المحتلة والنزاع العربي الاسرائيلي ولها في القضية الفلسطينية باع طويل فأي مؤتمر يعقد للنظر في القضية الفلسطينية، سورية هي احد الاطراف ذات الاهمية البالغة في هذه القضية، وحين نتكلم عن مؤتمر وننطلق من الموقف العربي او المبادرة العربية الشاملة لا نتحدث فقط عن المسار الفلسطيني، وانما نتحدث عن المسارات الثلاثة، هذا هو الموقف العربي من ثم الجولان وشبعا وكل المشاكل بيننا وبين اسرائيل.
القمة العربية
وفي رده على سؤال آخر لـ «الأنباء» قال موسى عن موعد انعقاد القمة العربية في دمشق قال: انها ستنعقد في موعدها المحدد، واكد موسى ان الملوك والرؤساء العرب سيحضرون لتمثيل بلدانهم في القمة المزمع عقدها في دمشق في مارس المقبل.
من جهته، قال النائب بمجلس الشعب السوري محمد حبش عن زيارة عمرو موسى لسورية: «إن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى يحظى باحترام في سورية وهو شخصية عربية قومية مهمة، والجامعة العربية هي الجهة الصحيحة لفض النزاعات العربية - العربية لكن دور الجامعة في لبنان للأسف دور جزئي».
وأضاف حبش: «ليس دورها اليوم ذا ثقل كبير مع التقدير والاحترام للجهود الكبيرة المبذولة التي تحاول أن تضطلع بها وتقوم بها لكن ليست هي السبب في دورها هذا، إن تقليص دورها يعود لسيطرة الدور الأكبر في لبنان حاليا للأميركيين والفرنسيين الذين يحظون الآن بالحصة الكبرى في التأثير مع الإقرار بأن دور الدول الأخرى ليس سهلا أو صغيرا».
وعن مؤتمر أنابوليس، قال النائب حبش: «إن هذا المؤتمر لن يكون ذا فائدة، على الأقل بالنسبة لسورية، إذا لم يكن الجولان مطروحا على جدول المؤتمر والمباحثات التي ستجري فيه، إن سورية حتى الآن مصّرة على طرح الجولان في أجندة المؤتمر، ويكفي أن نعرف أن سورية قدمت مبادرة مرنة عندما ساهمت في تأجيل مؤتمر الفصائل الفلسطينية الذي كان سيعقد في دمشق، إن سورية ليست متشنجة تجاه أي من الأحداث المطروحة على الساحة لكنها بالمقابل لا تستطيع إلا الحفاظ على ثوابتها».
الصفحة في ملف ( pdf )