بيروت - عمر حبنجر
مسار الاستحقاق الرئاسي في لبنان قبل 24 ساعة على فتح الصندوق الزجاجي في قاعة المجلس النيابي متجه الى الوزير السابق الواسع الثقافة والثروة ميشال اده، ويقول الوزير السابق المعارض عبدالرحيم مراد ان اده قطع 75% من الشوط الى بعبدا، لكن يبدو ان ثمة عقبات خاضعة للمعالجة الآن، العقبة الاولى تتمثل باصرار كتلة المستقبل على ان يكون هناك اكثر من مرشح لهذه الانتخابات، بينما تتمسك المعارضة بالمرشح التوافقي الوحيد حتى لا «تغدرها» الاكثرية بعد توافر النصاب بانتخاب سواه.
اما العقبة الثانية فناجمة عن تحفظ البطريرك صفير، الذي للمرشح اده موضع خاص لديه، على فكرة «الرئاسة الانتقالية» من حيث تعهد اده بالاستقالة بعد سنتين، وبعدما يكون هيأ الارضية الدستورية والسياسية للرئيس العتيد.
وثمة عقبة ثالثة تتمثل بموقف العماد ميشال عون الذي يقول احد نواب كتلته انه لن يعلن قبوله بترشيح ميشال اده رغم المغريات التي قدمها له على صعيد الوزارات والادارات، لكنه سيتقبل الامر على مضض فيما لو تولى حزب الله ترشيحه.
ونتوقع على معالجات الساعات القليلة المقبلة خطوات دولية اساسية باتجاه لبنان، اهمها استعداد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للمجيء الى بيروت، اذا لم يكن لمتابعة الانتخابات عن كثب، فلكي يكون اول المهنئين للرئيس الجديد، الشهير بانتمائه لـ «الفرانكوفونية».
حول فرص الإنتخاب قال النائب في كتلة الرئيس بري علي حسن الخليل «ان حركة الاتصالات تشير الى ان يوم الجمعة (غدا) سيشهد انتخابا لرئيس توافقي باكثرية الثلثين»
كتاب استقالة
وفي المعلومات ان اده سيضع كتاب استقالته قبل انتخابه، علما بأن وصوله الى بعبدا سيكون نتاج توافق خارجي، وهذا التوافق يلزمه بالاستقالة الحكمية بعد سنتين.
ويبدو ان هذا التعهد اثار حفيظة رئيس القوات سمير جعجع على اده، التعهد بالوزارات والادارات لعون، ما اضطر المرشح الرئاسي الى زيارة معراب وتطمين جعجع الى مسار الامل.
جنبلاط يعمل لمجيء إده
ويبقى النائب وليد جنبلاط في طليعة العاملين لمصلحة ميشال اده، وفي المعلومات انه تولى والوزير مروان حمادة تسويقه في واشنطن خلال زيارته الاخيرة ثقة باستقلاليته السياسية، بل ولكونه المستقل الوحيد بين المرشحين الذين تضمنتهم لائحة البطريرك صفير الذي تلقى امس اتصالا هاتفيا من الرئيس نبيه بري هنأه فيه بمناسبة الاستقلال، وكأنه وجدها مناسبة لاعادة فتح الخطوط مع بكركي.
إصابة عصفورين بحجر
وفي هذا الاتصال، تعتقد اوساط بري انه اصاب عصفورين بحجر واحد، الاول الوقوف على خاطر البطريرك الذي يرى ان الضمانات التي قطعها له بري والحريري حول لائحة المرشحين لم تحترم كفاية بعد ادخال عنصر الاجماع المسيحي غير الممكن عليها، والثاني رسالة الى العماد ميشال عون الذي اعتبر اهتمام الرئيس بري وسعد الحريري بالرئاسة تدخلا في شؤون الطائفة المارونية، فكان الاتصال بالبطريرك تعبيرا عن الاحترام للخصوصية الطائفية التي يعكسها البطريرك.
وفي هذا السياق، قال النائب السابق فارس سعيد بعد لقائه البطريرك نصرالله صفير امس بحضور النائب سمير فرنجية «البطريرك قام بما عليه من خلال موقفه الشجاع، واذا استمرت كل من سورية وايران بمواقفهما المعرقل فسيكون لكل حادث حديث».
سعيد: المساكنة ممنوعة
سعيد اكد ثبات قوى 14 مارس على موقفها لجهة تنفيذ كل القرارات الدولية وعلى رأسها القراران 1559 و1701، معتبرا ان مساكنة الدولة الشرعية بقيادة رئيس ايا يكن مع دولة حزب الله في لبنان ممنوعة ومستحيلة وتهدم الدولة الشرعية.
وقال سعيد «هذا الاستحقاق الذي اصبح هما وطنيا بالدرجة الاولى وهما عربيا ودوليا حاول السوريون وضع المسؤولين في الارباك الحاصل على الجانب المسيحي من خلال الاصرار على الاجماع المسيحي، لكن هذا الامر حسم من خلال اللائحة التي تقدم بها ارفع مقام لدى الطائفة المارونية وهو البطريرك وتجاوب مع المبادرة الدولية المتمثلة بالجانب الفرنسي، وقام البطريرك ومن خلاله المسيحيون بجهود فعالة من اجل انجاح هذا الاستحقاق، ومن هنا نحن ندعو الرئيس نبيه بري الى ان يتحمل المجلس النيابي كل مسؤولياته، والرئيس بري مسؤول عن جمع النواب وانتخاب رئيس وفق الاصول الدستورية، معتبرا ان الفوضى في لبنان قد تعم العالم العربي.
«المستقبل» تعترض على الآلية
اما كتلة المستقبل فقد سجلت تحفظها على آلية الانتخاب المطروحة والتي تصر فيها المعارضة على ان يكون هناك مرشح واحد لا اثنان ولا ثلاثة «لتضمن عدم فوز مرشح الاكثرية من بين هؤلاء».
وفي هذا الشأن، يقول النائب مصطفى علوش (المستقبل) ان مواقف العماد عون تختبئ خلفها المعارضة والقوى التعطيلية المتحالفة مع دمشق، وهذا ما تبدى من خلال طلب «الاجماع المسيحي» قبل التوافق الوطني على الرئيس القادم.
ورغم كل ذلك، قال علوش: فنحن مصرون على انجاح المبادرة الفرنسية.
الا ان النائب المستقبلي عمار حوري كان اكثر صراحة عندما ابلغ اذاعة «صوت لبنان» امس ان رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري صارح الرئيس نبيه بري انه يعتبر ترشيح الوزير السابق ميشال اده كمرشح توافقي حصري وحيد يشكل خرقا للقاعدة الدستورية وللمبادرة الفرنسية، بيد ان هذا الموقف لسعد الحريري كان قبل سفره الى موسكو.
غير ان وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير متفائل بالتوصل الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية غدا.
وقال بعد لقائه الرئيس السابق امين الجميل ان المحادثات التي اجريت حتى الآن لم يتم فيها الاتفاق على اي من الاسماء المدرجة في لائحة البطريرك، لكنه اشار الى مفاجأة ما في ربع الساعة الاخير.
واكد كوشنير ان هذا الاستحقاق هو شأن داخلي لبناني، مشددا على ان بلاده تلعب دورا اقليميا ودوليا لمساعدة لبنان على انجاز هذا الاستحقاق بسلام.
الرئيس امين الجميل اشاد من جهته بالدور الفرنسي وكشف عن اتصالات سيقوم بها مع العماد ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع ومع قوى 14 مارس لتأمين انتخاب رئيس قبل 24 الجاري.
الصفحة في ملف ( pdf )