كرر الرئيس الاميركي جورج بوش امس الاول ان كل الخيارات بما في ذلك الخيار العسكري ما زالت مطروحة تجاه التحدي النووي الايراني مع محاولته تخفيف لهجته حيال خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة مع ايران في حال حصلت على القنبلة النووية.
وفي مقابلة مع محطة التلفزيون الاميركية «اي بي سي نيوز» نشرت مقاطع منها مسبقا، قال بوش «اعتقد انه من المهم جدا ان نسعى لتحقيق اهدافنا بالطرق الديبلوماسية»، مضيفا «اعلم ايضا انه من المهم جدا ان تبقى كل الخيارات على الطاولة، وهي ستبقى على الطاولة»، وردا على سؤال حول ما اذا كانت الخيارات تتضمن ايضا الخيار العسكري، اجاب بوش «نعم، سيدي».
الطرق الديبلوماسية
واضاف: «هدفي هو حل هذه المشكلة بالطرق الديبلوماسية وانا اركز كثيرا على هذا الامر» مضيفا «اعتقد ان بامكاننا الوصول الى هذا الهدف، ولكن الديبلوماسية لا تكون فعالة الا عندما تكون كل الخيارات متوافرة لرئيس ما»، واكد ان «جميع الخيارات متاحة»، وفي نفس الوقت، خفف بوش من قوة التصريحات التي اطلقها في 17 اكتوبرالماضي واكد فيها على ضرورة منع ايران من الحصول على تكنولوجيا صنع القنبلة النووية والتي قال فيها «اذا كنتم تريدون تحاشي الحرب العالمية الثالثة، وزادت هذه التصريحات من مخاوف شن الولايات المتحدة هجوما على ايران التي ترفض تعليق نشاطاتها النووية الحساسة.
وكرر بوش في مقابلته التلفزيونية القول «قلت: اذا كنتم تريدون تحاشي وقوع الحرب العالمية الثالثة»، واشار انها كانت بسبب تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي دعا عام 2005 الى «شطب اسرائيل من الخريطة».
واضاف «فيما يتعلق بي، اي هجوم على اسرائيل سيضع الولايات المتحدة في اخطر مواجهة في الشرق الاوسط، على كل حال، في عهدي».
ومن جانبه اكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد امس ان بلاده لن تقبل بأي مهادنة مع الغرب بشأن برامجها النووية، وقال أحمدي نجاد في خطاب له بأردبيل شمال غرب ايران: «من ناحيتنا، فإن الملف النووي قد اغلق، فنحن نملك تكنولوجيا نووية وتشرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية على برامجنا ونحن مستعدون لإجراء مباحثات عادلة مع الغرب بشأن مشاريعنا»، واضاف في الخطاب الذي بثه التليفزيون الإيراني على الهواء مباشرة: «ولكن الغرب مازال يريد منا بعض التنازلات، لكنني اعلن في هذا السياق ان الأمة الإيرانية لن تقدم حتى ادنى مهادنة بشأن برامجها النووية».
ودعا أحمدي نجاد الغرب الى مراجعة سياساته واحترام «حقوق إيران الشرعية» والتخلي عن «سياساته المنافية للمنطق».
واضاف بالقول: «تمضي إيران خطوة بخطوة نحو ذروة الإنجازات التكنولوجية، ولا يمكن أن توقفها أي قوة دولية».
الحرب لم تعد مجدية
وفي اشارة الى التحذيرات الموجهة لبلاده من قبل الولايات المتحدة واسرائيل بشأن امكانية شن عمل عسكري، قال الرئيس الإيراني ان «الحرب التي يخوضها اعداء إيران (ضدها) ضعفت بالفعل ولم تعد مجدية».
واشار أحمدي نجاد الى انه يتعين على الإدارة الاميركية «ان تعرف ان شعبنا، لاسيما الشباب، مثل أي بركان لا يمكن ان تقاوم أي دولة حممه، وستواجه الولايات المتحدة )حال شن هجوم على إيران ( دولة موحدة لا تقهر، حيث ان المقاومة جزء من حياتنا وواجباتنا الروحية».
الى ذلك يعقد لقاء بين كبير مفاوضي الملف النووي الايراني سعيد جليلي والممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الاسبوع المقبل كما صرح مسؤول في مكتب جليلي امس.
وقال هذا المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه «ان اللقاء سيعقد الاسبوع المقبل لكن لم يحدد بعد موعده بدقة ولا مكان انعقاده». وكان مصدر في المجلس الاعلى للامن القومي اكد في وقت سابق ارجاء لقاء كان مرتقبا امس بين جواد وعيدي احد مساعدي جليلي ومستشار ديبلوماسي للممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا، لعدة ايام. وقال هذا المصدر طالبا عدم كشف هويته «ان هذا اللقاء سيتم بعد بضعة ايام»، مضيفا «نحن بصدد المناقشة لتحديد موعد اللقاء ومكانه».
التأجيل لا يؤثر
وذكرت وكالة مهر شبه الرسمية للانباء نقلا عن مسؤول حسن الاطلاع ان تأجيل لقاء وعيدي وكوبر «لا يؤثر على لقاء سولانا وجليلي». وكان اللقاء بين وعيدي وكوبر الذي كان مرتقبا امس، يهدف لتحديد موعد لمحادثات بين جليلي وسولانا.
وعبر سولانا الاثنين عن امله بان يتمكن المفاوضون الايرانيون بشأن الملف النووي من «ايجاد الوقت» للقائه هذا الاسبوع قبل التقرير الذي سيرفعه في نهاية نوفمبر الى الدول الست الكبرى حول رغبة طهران او عدم رغبتها في النظر بعرض هذا الدول الى طهران. وطلبت المجموعة «5 +1» (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) منذ يونيو 2006 من ايران تعليق تخصيب اليورانيوم في مقابل تعاون سياسي واقتصادي.
وقد رفضت طهران واعلنت المجموعة اواخر سبتمبر ان قرارا ثالثا يتضمن عقوبات سيطرح في مجلس الامن الدولي ان لم تؤكد تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسولانا «نتيجة ايجابية لجهودهما».
الصفحة في ملف ( pdf )