بيروت - عمر حبنجر
ساعات ثقيلة مضت على اللبنانيين وهم ينتظرون مآل المشاورات، على هامش جلسة انتخاب الرئيس، والتي كان محورها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة المستقبل سعد الحريري ورئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط اضافة الى المرشح الرئاسي بطرس حرب الذي حضر جانبا من هذه اللقاءات.
ولعبت وسائل الاعلام المحتشدة في بهو المجلس دور البصارة وقارئة الفنجان في تأويل واستنتاج ما يدور داخل مكتب رئيس المجلس مع التكتم الشديد المحيط بهذه المشاورات وسرعان ما تحولت هذه الوسائل، خاصة الاذاعية او التلفزيوينة، الى منابر ومحطات لمشاورات غير مباشرة بين نواب الاكثرية ونواب المعارضة، يدلي فلان بتصريح فيرد عليه علان بتصريح مقابل.
رائحة الفراغ بدأت تفوح حينما تأخر طنين جرس المجلس الذي يدعو النواب لدخول القاعة، وقد بلغ عددهم نحو 109 نواب من الاكثرية والاقلية (والنصاب 88 نائبا).
واخيرا عند الواحدة رن الجرس، فدخل من لم يكن قد دخل من نواب الاكثرية الى القاعة، فيما ظل نواب المعارضة خارج القاعة حتى كان الاعلان عن تأجيل جلسة الانتخاب كأمر واقع الى الثلاثين من الشهر الجاري «لمزيد من التشاور» كما جاء في بيان مقتضب للامين العام لمجلس النواب توصلا الى التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية.
لقد اعتبر التوافق على تأجيل الجلسة الانتخابية اسبوعا واحدا بمنزلة دليل على «قدرة» السياسيين اللبنانيين على التفاهم على امر ما، ولو بهذه الصورة السلبية، لكن رئيس المجلس سارع الى التوضيح لسعد الحريري ولوليد جنبلاط انه حاضر لدعوة المجلس في اي ساعة للانعقاد حال توافر التوافق السياسي.
وقبل الدخول في وقائع اليوم اللبناني الطويل، كان هناك من يذكر النواب اللبنانيين بأن جرس المجلس يمكن الا يقرع اكثر من مرة، وان هناك في الاكثرية من يعتبر في قرعه امس اشارة الى انعقاد الجلسة الاولى دون نصاب ما يعني ان جلسات اخرى يمكن ان تعقد بأكثرية نصاب النصف زائد واحد.
الصفحة في ملف ( pdf )