شؤون سورية
تشهد السيارات السياحية الجديدة انخفاضات متوالية في أسعارها في سوق سورية، فأي سيارة كانت تباع قبل عام بـ 1.5 مليون ليرة تباع في هذه الفترة بمليون أو أكثر قليلا، وأي سيارة جديدة تخرج من المعرض وينظم عقد بيعها الآن يمكن ان تفقد وبكل تأكيد مبلغ نحو مائة ألف ليرة من ثمنها اذا أراد الشاري التخلص منها لأي سبب كان. أما بالنسبة لباقي السلع المستوردة فلا انخفاض على أسعارها.
وبالعودة إلى سبب انخفاض أسعار السيارات يمكن ذكر عدد من العوامل أولها انخفاض سعر صرف الدولار وضعف القدرة الشرائية للمستهلكين وكذلك الوصول إلى حالة قريبة من الاشباع في سوق سورية، فعمد الوكلاء والتجار السوريون إلى البيع بالتقسيط المريح، أما بالنسبة لتأثير انخفاض صرف الدولار وارتفاع الذهب فقد أدى ذلك إلى ارتفاع كبير ومتواصل في أسعار الأراضي الزراعية والمنظمة في كل المحافظات.
فالأراضي الجرداء في قرى ريف دمشق نشطت حركة مبيعها وانتقال ملكيتها فالدونم الواحد في بعض القرى النائية كان يباع قبل عامين بعشرة آلاف ليرة أصبح الآن بمئات الآلاف أما بالنسبة للقرى القريبة من العاصمة دمشق فالدونم الواحد قفز فوق عتبة العشرة ملايين ليرة حتى لو كان خارج المخطط التنظيمي أما بالنسبة لحركة مبيع المنازل فمازالت تشهد جمودا ملحوظا، يقابله انخفاض في وتائر البناء والتشييد يمكن ان نستدل عليه من أسعار الاسمنت الأسود إذ كان سعر الطن يوم أمس بـ 7600 (ل.س) والحديد المستورد بـ 33 ألف طن.
أيضا بالنسبة لارتفاع قيمة ايجار المنازل فقد انخفض الطلب بشكل لافت على ايجار البيوت مما خفض بالتالي من قيمة الايجار.
الذهب ارتفع سعره خلال أقل من 6 أشهر بمقدار 200 ألف ليرة للكيلوغرام الواحد عيار 21 فكان في يونيو الماضي بـ9200 (ل.س) للغرام والآن ولليوم الرابع على التوالي يباع بـ1120 (ل.س)، أما سعر الذهب عيار 24 فهو 1285 (ل.س) للغرام الواحد وعيار الـ 22 يباع بـ 1178 وهو مخصص لليرات الذهبية ووزن الليرة الذهبية 8 غرامات وتباع بـ 9425 (ل.س). وتعود أسباب ارتفاع أسعار الذهب بشكل غير مسبوق الى تخفيض الفائدة على الدولار في أميركا وارتفاع أسعار النفط بسبب التوترات الاقليمية والعالمية ولم يقتصر الامر على ارتفاع أسعار الذهب فحسب بل هناك ارتفاع في كل المعادن، فقد ارتفعت أسعار الحديد، النحاس، الألمنيوم، الفضة، الرصاص، البلاتين، كما ان سعر أونصة الذهب ليوم أمس كان 832 دولارا وبما يعادل 41 ألف ليرة سورية ووزن الأونصة 31 وربع غرام.
المختصون يعزون سبب الانخفاض المتواصل في قيمة صرف الدولار في سوق سورية اضافة للأسباب العالمية الى وجود عامل محلي وهو كثرة عرض الدولار الناتج عن حركة السياحة وتواجد الأشقاء العراقيين اللاجئين إلى سورية. أيضا شهد اليورو ارتفاعا جديدا في قيمة صرفه اذ سجل 71.25 (ل.س) لكل يورو.
وبالعودة إلى أسعار السلع الأساسية نجد ان الفروج على حاله فالمشوي يباع بـ 200 إلى 250 (ل.س) ولحم الغنم العواس رغم استمرار التصدير فان اسعاره شبه ثابتة ولم يغادر عتبة الـ 550 (ل.س) لدى قصابي الحارات والأحياء في دمشق وفي الأسواق الشعبية يباع بـ400 (ل.س)، أما بالنسبة لموسم الحمضيات الحالي فيتوقع ان يمر بسلام كما حصل في العام الماضي بسبب تواجد عدد كبير من المستهلكين العراقيين على الأراضي السورية والتصدير النشط في مادة الحمضيات بكل أنواعها للعراق، قبل 3 سنوات تقريبا ولمدة زادت على 15 عاما كان مزارعو الحمضيات يستغيثون في كل عام لانقاذ موسمهم من انهيار الاسعار الذي كان يحدث بسبب الفائض الكبير في العرض أمام طلب قليل، لكن اللافت هذا العام عرض مادة التفاح الشتوي للأنواع الجيدة والممتازة بأسعار مرتفعة جدا 50 - 65 (ل.س) مع اننا مازلنا في بداية الموسم والمعروض لم يخرج من البرادات بل أتى من الحقول مباشرة، أيضا يشار إلى الارتفاع الكبير في أسعار كل أنواع الزيوت والسمن والاعلاف، وتعود أسباب ارتفاع زيت الزيتون إلى قلة الانتاج بسبب المعاومة أما باقي أنواع الزيتون النباتية والسمن فارتفاعها له سبب دولي وكذا الاعلاف، البيض شهد انخفاضا كبيرا في أسعاره بسبب وقف التصدير.
صفحة شؤون سورية في ملف ( pdf )