في تطور منتظر لملف الرئاسة الباكستانية، اكدت اللجنة الانتخابية الباكستانية امس انتخاب برويز مشرف في سدة الرئاسة لولاية جديدة من خمس سنوات بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي.
وتم ارسال النتائج الى الحكومة التي لايزال عليها ان تعلن رسميا مشرف رئيسا جديدا للبلاد.
وعند صدور هذا الاعلان، سيكون بامكان مشرف ان يؤدي اليمين وهو ما وعد بالقيام به بعد تخليه عن منصبه كقائد للجيش والذي ذكرت مصادر باكستانية مطلعة أنه سيقوم به الاربعاء المقبل، على ان يؤدي اليمين القانونية كرئيس للجمهورية للفترة المقبلة الخميس.
وأوضحت المصادر أن المسؤولين في الحكومة الباكستانية بدأوا يتخذون استعداداتهم اللازمة من أجل الاحتفال المقرر في هذه المناسبة.
استقبال خادم الحرمين
جاء ذلك بعد الانباء عن استقبال خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء أمس الاول رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف بحضور الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة لبحث خطط شريف للعودة الى باكستان، بحسب مصادر في حزبه «الرابطة الاسلامية المعارض» والتي اكدت انه يعود الى البلاد اليوم لتقديم اوراق ترشيحه في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وقد أوضح رجا ظفار الحق المسؤول في الحزب أن شريف، «سيصل الى مطار لاهور ظهراليوم». وذلك بعد محاولة سابقة للعودة الى بلاده في العاشر من سبتمبر الماضي اثر صدور حكم من المحكمة العليا يقر بـ«حقه غير القابل للتصرف» بالعودة. لكنه لم يمض سوى اربع ساعات في مطار اسلام اباد قبل ان يبعد من جديد الى منفاه السعودية. واكد المصدر ان نواز شريف وشقيقه شهباز شريف وزوجته كلثوم شريف سيقدمون أوراق ترشيحهم الى الانتخابات العامة في اقليم البنجاب استعدادا للقرار النهائي في هذا الصدد والذي من المقرر اتخاذه بالتشاور مع المعارضة.
اتفاق سري
غير ان الصحف الباكستانية ذكرت امس ان شريف ابرم اتفاقا سريا مع مشرف يجيز له العودة شرط الا يرشح نفسه للانتخابات. ومن الاسباب التي ذكرتها الصحف لهذا «الاتفاق المخالف للطبيعة»، ان الجنرال مشرف اراد بذلك منع المعارضة من الاتحاد بقيادة رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو منافسة شريف في التسعينيات.
لكن مخدوم جواد هاشمي رئيس الحزب المعارض الذي يتزعمه شريف كشف عن اتصالات مع بوتو بغية تحديد استراتيجية لخوض الانتخابات التشريعية المرتقبة في يناير المقبل. وقال هاشمي «نحن على اتصال مع حزب الشعب الباكستاني ومع اخرين لوضع استراتيجية مشتركة بغية خوض الانتخابات».
ولاحقا قرر تحالف الاحزاب الديموقراطية الباكستانية الذي يضم 23 حزبا سياسيا باكستانيا ابرزها حزب الرابطة الاسلامية بزعامة شريف ومجلس العمل الموحد من حيث المبدأ مقاطعة الانتخابات البرلمانية الباكستانية المقبلة المقررة يوم الثامن من شهر يناير المقبل.
وقد امهل تحالف الاحزاب الديموقراطية الباكستانية الحكومة في البلاد مدة اربعة ايام من اجل الغاء حالة الطوارئ واعادة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل اعلانها واطلاق سراح المعتقلين السياسيين واسقاط القيود المفروضة على وسائل الاعلام.
لا رجعة لعزيز
خلافا لذلك قال شوكت عزيز رئيس وزراء باكستان المنتهية ولايته انه لن يترشح في الانتخابات العامة المقبلة، واشار الى انه سيبلغ الرئيس الباكستاني الجنرال مشرف بأنه لن يترشح للانتخابات العامة المقبلة.
وبناء عليه قرر حزب الرابطة الاسلامية - الحاكم الموالي للرئيس الباكستاني والذي كان يحكم باكستان طيلة الفترة الماضية - أنه سيرشح تشودري برويز الهي كرئيس للوزراء في الانتخابات العامة المقبلة في البلاد والمقررة يوم 8 يناير المقبل، خلفا لشوكت عزيز.
الصفحة في ملف ( pdf )