بيروت - زينة طبارة
دعا وزير العمل المستقيل طراد حمادة (حزب الله)، في تصريح لـ «الأنباء»، القيادات اللبنانية الى الاسراع في انتخاب رئيس بمشاركة كل الاطراف السياسية داخل البرلمان اللبناني بعد وقوع الواقعة وحدوث الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، محذرا من ان تتخطى فترة الفراغ الموعد الذي حدده رئيس المجلس نبيه بري لانعقاد جلسة جديدة لانتخاب الرئيس، اي نهار الجمعة المقبل، لأن طبيعة لبنان السياسية لا تحتمل استمرار خلو سدة الرئاسة لفترة طويلة.
واضاف: ان انتقال سلطة وصلاحيات رئاسة الجمهورية الى مجلس الوزراء مجتمعا سابقة لم يشهدها لبنان ولم يختبر لا نتائجها ولا مفاعيلها، خصوصا ان حكومة الرئيس فؤاد السنيورة المتسلمة لتلك الصلاحيات على خلاف سياسي كبير مع اكثر من نصف الشعب اللبناني، وهي متهمة بخرق الدستور وبمخالفة ابسط قواعد العيش المشترك التي هي من اولى مهمات وصلاحيات رئاسة الجمهورية، واعتبر حمادة ان الاسراع في انتخاب رئيس يساهم بشكل مباشر بكف فريق السلطة عن الاستئثار بها وعن المكابرة في قراءة الوقائع السياسية على هواه وبالشكل الذي يتناسب وتطلعاته السياسية، لافتا الى ان المسيحيين والمسلمين بشكل عام والموارنة بشكل خاص لا يريدون ان يطول هذا الوضع، خصوصا ان الشعب اللبناني تعود ان يصبح المؤقت واقعا دائما مع مرور الوقت.
وعن موقف قائد الجيش العماد ميشال سليمان لجهة اتصاله بالسنيورة واعلانه التزام قيادة الجيش بمقررات الحكومة، اكد ان قيادة الجيش تعرف كيف تأخذ القرار الذي يمليه عليها واجبها الوطني، شارحا انه وبعد البيان الاخير للرئيس السابق اميل لحود بامكان قيادة الجيش اما ان تقبل البيان واما ان ترفضه، واما ان تبقيه تحت الطلب، اي الى حين تجد الوقت مناسبا لاستخدامه، ورأى حمادة انه من الطبيعي للقيادة العسكرية التي تتمتع بمناقبية عالية ان تلتزم بالقيادة السياسية الموجودة مهما كانت، مستدركا ان على الحكومة التي التزم بها قائد الجيش ان تصحح نفسها وتسارع مع اللبنانيين الى انتخاب رئيس.
وبسؤال حمادة عن اوجه التشابه بين ازمة اليوم وازمة عام 1988 التي انتهت الى اتفاق اميركي - سوري وبالتالي الى توقيع اتفاق الطائف بين اللبنانيين، اجاب: لبنان ليس بحاجة الى طائف جديد لاصلاح الخلل في الحياة السياسية اللبنانية، انما بحاجة الى نظام الطائف اولا وتصحيح او تعديل او تطوير بعض المسائل التي كشف عنها الواقع السياسي ثانيا، مثل آلية ترشيح رئيس الجمهورية التي لم تحدد في الدستور، وتحديد صريح لوجوب توافر نصاب الثلثين او النصف زائد واحد لجلسة انتخاب الرئيس وحق المعارضة الذي تكفله الديموقراطية المعاصرة في المشاركة في السلطة ابان الحروب، بالاضافة الى ادخال استفتاءات الرأي العام ضمن الوسائل الممكن استعمالها في حال اقتضت الظروف ذلك، مستنتجا اننا بحاجة الى توضيح كل ما هو غامض في الدستور وزيادة كل ما هو ناقص فيه.
قلق إيراني
وردا على سؤال، اجاب حمادة: ان ايران قلقة كل القلق بسبب ما يحدث في لبنان، وشعور وزير خارجيتها هو شعور كل لبناني صادق مع نفسه، مؤكدا ان ايران لا تريد للبنان الا كل خير وسلم واستقرار، نافيا علمه بالمعطيات والمبررات التي بنى عليها وزير الخارجية الايراني تخوفه من حرب اهلية، مستبعدا نشوب مثل هذه الحرب في لبنان لأن اللبنانيين اصبحوا محصنين ضدها وقد اتعظوا من نتائج الحرب السابقة التي عصفت بهم، جازما انها باتت وراءهم وقد ولت دون رجعة.
ونفى ما تحاول بعض القيادات اللبنانية في السلطة اشاعته من ان حزب الله هو الامتداد العسكري للدولة الايرانية في لبنان، مشددا على انه حزب لبناني سياسي يؤمن بالكيان اللبناني ويدافع عن سيادته مضحيا بالشهداء على مذبح الجنوب، ويؤمن بالسلم الاهلي وبالتعددية الطائفية وبالديموقراطية في النظام اللبناني.
وعن السبب الذي ادى الى الفراغ، اشار حمادة الى انه يعود الى التدخل الدولي بشكل عام والى تدخل الولايات المتحدة بشكل خاص، التي منعت تحقيق التوافق بين الفرقاء اللبنانيين ومنعت انتخاب رئيس جديد، ولفت حمادة الى ان الولايات المتحدة كلفت فرنسا برعاية الملف اللبناني وانجاز الاستحقاق الرئاسي على طريقة تلزيمها عمارة للبناء عبر تسليمها الخرائط بحسبما رسمتها هي (اميركا) مع معرفتها ان الارض اللبنانية ليست صلبة الى حد يمكنها من حمل المبنى الاميركي، وذلك بهدف العودة مرة اخرى الى رسم الخرائط من جديد بحسبما يتناسب وسياستها الشرق اوسطية.
ولفت الوزير حمادة الى ان الرئيس الاميركي جورج بوش سلم فرنسا ملف الاستحقاق الرئاسي في لبنان لفترة محددة، وطلب منها انجازه في مهلة قصيرة مليئة بالضغوطات السياسية بهدف حرقها وتشويه صورتها امام الرأي العام العالمي، وبالتالي لابراز فشلها الذريع حيال ملفات الشرق الاوسط الشائكة، وهذا ما دفع فرنسا للمسارعة الى نفيه واستدراكه باعلان وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير ان سبب وقوع لبنان في الفراغ الدستوري يعود الى الانقسام الحاد بين اللبنانيين وليس الى سوء ادارتها للازمة اللبنانية التي كان مفترضا ان توصل الى انجاز الاستحقاق.
الصفحة في ملف ( pdf )